توقعات بنمو القدرة العالمية لإنتاج البتروكيماويات بارتفاع 3029.1 مليون طن سنويا في 2030

احدث الموضوعات

24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار

24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار

24 أبريل 2024 2:55 مسامح الترجمان: مصر تمتلك جميع المقومات لتصبح لاعب رئيسي بسوق الذهب الإفريقي

24 أبريل 2024 2:21 متبعات اقتصادية محتملة للتصعيد بين إسرائيل وإيران

24 أبريل 2024 12:47 مالملا يستقبل مدير الديوان الأميري بالامارات للتعاون بتجارة وتداول المواد البترولية

24 أبريل 2024 12:42 ممباحثات التجارة وممثلي شركتين نمساوية مشروع إنتاج سيانيد الصوديوم بمصر

الفيس بوك

كتب فاطيمة طيبى

25 أكتوبر 2023 2:37 م

التعليقات

توقعات بنمو القدرة العالمية لإنتاج البتروكيماويات بارتفاع 3029.1 مليون طن سنويا في 2030

اعداد ـ فاطيمة طيبي

وجود الأسواق الناشئة بكثافة بالقارة الآسيوية تحديدا شرق، وجنوب شرق وجنوب القارة، أدى إلى تنامي الطلب على البتروكيماويات . خاصة في العقدين الماضيين، وسط توقعات أن يسجل الطلب على البتروكيماويات نموا 4 % بالقارة الصفراء. وفي 2020 ومع تفشي وباء كورونا تراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي، ووفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي الى 3.5 %، مقارنة بنموه 2.8 % في 2019، كما تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 42 %، لم يشهدها العالم منذ تسعينيات القرن الماضي. مما انعكس خاصة على صناعة البتروكيماويات في قارة آسيا، بتاثرها نتيجة تراجع الطلب وتعطل سلاسل الإمداد، مما ادى الى تأخير المشاريع .

في شهر مايو 2023 عقد في الهند مؤتمر صناعة البتروكيماويات الآسيوي، بمشاركة قادة الصناعة في القارة، وانتهى المشاركون إلى نتيجة واحدة مفادها ان القارة الصفراء تكافح لتلبية احتياجات سكانها من المواد البتروكيماوية. يقول : الدكتور دانيال بلوم، أستاذ الدراسات الكيميائية في جامعة مانشستر "القارة الآسيوية لا تغرد خارج السرب العالمي، فالمتوقع أن تشهد القدرة العالمية لإنتاج البتروكيماويات نموا كبيرا بحلول 2030، ومن المحتمل أن ترتفع من 2129 مليون طن سنويا في 2019 إلى 3029.1 مليون طن سنويا في عام 2030، وسيسجل الطلب على البتروكيماويات في آسيا نموا كبيرا، وقد ذكرت تقارير أن كهربة وسائل النقل والصناعة والتدفئة السكنية ستجعل قطاع البتروكيماويات المستهلك الرئيس للنفط الخام بحلول 2050 حيث سيستحوذ على 55 % من الطلب على الوقود التقليدي، فاستخدام النفط الخام كمادة وسيطة لقطاع البتروكيماويات سينمو في ظل جميع السيناريوهات المحتملة، وسيأتي الارتفاع من زيادات كبيرة في استهلاك الخام في صناعة البتروكيماويات في الشرق الأوسط والصين والهند".كما ان قدرة آسيا المتزايدة على تكرير النفط الخام لتلبية الطلب المتزايد عل السلع الاستهلاكية والوقود قد يكون محركا أيضا لمشاريع البتروكيماويات في آسيا".

ـ حجم الايرادات من السوق العالمي :

تسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكثر من 50 % من إيرادات سوق البتروكيماويات العالمية، وشكلت المنطقة 50.3 % من الإنتاج العالمي عام 2021، مقارنة بـ33 % عام 2015، ويرجع ذلك إلى الطلب المتزايد من الصين ودول آسيا والمحيط الهادئ، وسط توقعات بأن يستمر هذا الاتجاه مستقبلا.

ويفسر أستاذ الطاقة في جامعة لندن إم. جي. ان الصين ودول آسيا والمحيط الهادئ بمجال صناعة البتروكيماويات لديها موارد معدنية قوية تمكنها من استخدامها لإنتاج هذه المنتجات، بالإضافة إلى العمالة الماهرة القادرين على التعامل مع عمليات الهندسة الكيميائية والإنتاج. ويقول ايضا "الهند تتمتع بإمكانات هائلة لنمو الطلب و من المرجح أن يتضاعف هذا الطلب على البتروكيماويات في الهند خاصة الى ثلاث مرات تقريبا بحلول 2040، بقيمة تريليون دولار وذلك على خلفية النمو الاقتصادي الذي تشهده البلاد وتدفق الاستثمارات، ويتوقع أن تجلب العقود المقبلة استثمارات تزيد قيمتها على 87 مليار دولار".ويضيف "سيستمر قطاع الكيماويات الهندي في النمو بمعدل 1.2 إلى 1.5 مرة من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي مستقبلا، وستشهد الهند موجة من القدرات الإنتاجية الجديدة للبتروكيماويات حتى 2030 وذلك لتلبية الطلب المحلي المتزايد".

بالطبع يجعل المشهد الاجتماعي والاقتصادي من جنوب شرق آسيا منطقة ذات إمكانات بتروكيميائية جذابة، فتزايد عدد السكان الشباب ونمو القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، التي قدرتها بعض الدراسات في أربع دول فقط وهي ماليزيا والفلبين وتايلاند وفيتنام بـ 300 مليار دولار أمريكي، يعني زيادة القدرة التسويقية للصناعات البتروكيميائية في المستقبل القريب، وهو ما يجعل عديدا من قادة الصناعات التحويلية في العالم يعملون على الاستفادة من التكامل بين المصافي وصناعة البتروكيماويات لوضع أنفسهم في قلب هذا السوق. وإذا كانت الصين تحتل مكانة مميزة في مجال الصناعات البتروكيميائية، فمن وجهة نظر عديد من الخبراء لا يمكن تجاهل موقع اليابان في تلك الصناعة، إذ تمتعت شركات الكيماويات اليابانية تاريخيا بأداء صناعي قوي، وقد نما معدل العائد الإجمالي 7.5 % سنويا خلال الفترة من 2018 إلى 2021.

ـ تطويرجودة الصناعات البتروكيماوية والكيميائية:

من جهته، يقول المهندس سي.دي. جونسون من شركة روبنسون إنترناشونال للمنتجات البترولية والبتروكيماويات "من أجل الحفاظ على مكانة قوية في المشهد الحالي لصناعة البتروكيماويات تستطيع الشركات اليابانية تنمية أسواق جديدة من خلال ابتكار نموذج جديد للأعمال، يعتمد على إعادة هيكلة منتجاتها للتحول إلى مجالات ذات نمو مرتفع وصناعات استخدام نهائي أكثر ربحية، مثل السيارات والإلكترونيات، التي تستهلك إلى حد كبير المواد الكيميائية المتخصصة، وللترويج لهذه المنتجات بشكل أفضل سيكون التسويق أيضا أمرا أساسيا، فشركات الكيماويات اليابانية تنفق حاليا 3.5 % من إيراداتها على التسويق، وذلك أقل من الشركات المتخصصة العالمية، التي تنفق 5.8 % من إيراداتها على التسويق".

مع هذا، فإن الآفاق الواعدة لصناعة البتروكيماويات في الهند، والمكانة المميزة التي تتمتع بها في اليابان، والمستقبل الباهر المتوقع للصناعة في كثير من بلدان شرق وجنوب شرق آسيا، لا ينفي أن الحديث عندما يطول السعة العالمية للبتروكيماويات وتوقعات الإنفاق الرأسمالي خلال الفترة من 2020 إلى 2030، يجعل الصين تحتل موقعا خاصا في تلك الصناعة الاستراتيجية. فقد تعهدت الصين بتطوير عالي الجودة للصناعات البتروكيماوية والكيميائية خلال فترة الخطة الخمسية الـ14 والممتدة من الفترة 2021 إلى 2025، وتتطلع الصين إلى توسيع سلسلة صناعة البتروكيماويات بإنشاء 30 مصنعا تجريبيا للتصنيع الذكي و50 مجمعا تجريبيا ذكيا.

بدوره، يقول الدكتور دي. آر سميث، أستاذ التجارة الدولية في جامعة ديندي "على الرغم من استثماراتها المكثفة في القدرات البتروكيماوية، فمن المرجح أن تظل الصين واحدة من أكبر مستوردي البتروكيماويات في العالم، خاصة مع استمرار الطلب في تجاوز طاقتها الإنتاجية، وتتيح إمكانية تصدير المنتجات البتروكيماوية إلى الصين فرصا كبيرة للنهوض بمشاريع البتروكيماويات في البلدان الآسيوية الأخرى". ويضيف "شهدت صناعة البتروكيماويات الصينية زيادة في الإيرادات في 2022 ، مسجلة إجمالي إيرادات بلغت نحو 2.41 تريليون دولار بارتفاع 14.4 % على أساس سنوي، كما ارتفع حجم واردات وصادرات المنتجات البتروكيماوية 21.7 % على أساس سنوي أيضا، وحققت أكثر من تريليون دولار".

لا يزال الطلب الصيني يجعل منها أكبر مستهلك للبتروكيماويات في العالم والمحرك الأساسي للطلب خاصة في آسيا، وستكون الزيادة في الإنفاق الاستهلاكي بعد تخفيف القيود، التي فرضت خلال فترة جائحة كورونا، مؤشرا رئيسا للطلب المحلي على البتروكيماويات في الصين في 2023، وهو طلب تؤكد أغلب التقديرات الموثوق بها أنه آخذ في الارتفاع ، ما يفتح الباب على مصراعيه للقوى الدولية الراغبة في الاستثمار في هذا المجال في تعزيز مكانتها الاستثمارية في الصين.