بورتريه


كتب بسمة رحال
22 يونيو 2019 1:38 م
-
الملياردير المثقف " وارين بافيت" : إمبراطور الاستثمار الأمريكي

الملياردير المثقف " وارين بافيت" : إمبراطور الاستثمار الأمريكي

كتبت /بسمة سامي رحال. 

وارين بافيت رجل أعمال ومُسْتَثْمِر، عبقري اقتصادي وأحد أغنى رجال الأعمال وأكثرهم تقديرًا على مستوى العالم. تمتلك مجموعته الاستثمارية بيركشير هاثاواي أسهمًا في أكثر من 60 شركة تجارية مختلفة

نبذة عن وارين بافيت

وُلِدَ وارين بافيت في ولاية نبراسكا الأمريكية عام 1930، وأظهر حماسة لإدارة الأعمال التجارية منذ سنٍ مُبكرة. أسس شركة بافيت المحدودة Buffett Partnership Ltd. عام 1956، وبحلول عام 1965 تولَّى إدارة مجموعة شركات بيركشير هاثاواي الاستثمارية Berkshire Hathaway.

أشرف بافيت على إدارة المجموعة الاستثمارية وامتلاك أسهم في عدة شركات أخرى في مجال الإعلام والتأمين والطاقة والأغذية والمشروبات الغازية، حتى أصبح واحدًا من أغنى رجال الأعمال على مستوى العالم وأكثرهم شهرةً بمساهماته في الأعمال الخيرية.

بدايات وارين بافيت

وُلِدَ رجل الأعمال والمُسْتَثْمِر وارين إدوارد بافيت Warren Edward Buffett أثناء مرحلة الكساد العظيم التي مرَّت بها أمريكا، في 30 أغسطس، عام 1930، في مدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية. عَمِلَ والده، هاوارد Howard، سمسارًا للأسهم المالية، وكان عضوًا في الكونجرس (مجلس النواب) الأمريكي.

أما والدته ليلى ستال بافيت Leila Stahl Buffett، فكانت ربة منزل. كان بافيت الابن الثاني، والأخ الوحيد لأختين أُخْرِيَيَنِ.

أظهر بافيت براعة في الأمور المالية والاستثمارية منذ طفولته المبكرة. وكان أصدقائه ومعارفه يصفونه في صباه بالمعجزة الرياضية؛ لقدرته على جمع أرقام ضخمة في رأسه، وهي الموهبة التي أظهرها بين الفينة والأخرى في السنوات اللاحقة.

غالبًا ما كان وارين يزور والده في مكتبه للوساطة المالية أثناء طفولته، وكان يكتب أسعار الأسهم على اللوحة المخصصة لذلك. قام وارين بأوَّل استثمار وهو في الحادية عشرة من عمره، بشرائه لثلاثة أسهم في شركة Cities Service بسعر 38$ للسهم. وسُرعان ما انخفض سعر السهم إلى 27$، إلا أن بافيت تمسَّك بأسهمه بشدة حتى بلغ سعرها 40$.

حصل بافيت على ربحٍ ضئيل من بيع الأسهم، لكنَّه نَدِمَ على هذا القرار عندما ارتفع سعر أسهم Cities Service فيما بعد ليصل سعر السهم إلى 200$، وقد ذكر هذه التجربة مؤخرًا موضحًا أنها درسًا مُبكرًا لتعلُّم الصبر في الاستثمار.

عند بلوغه الثالثة عشر، كان بافيت يُدير عمله الخاص كبائع للجرائد ولنصائح عن سباقات الخيل. وفي نفس العام، قَدَّم أوَّل إقرار ضريبي عن عمله، مع خصم سعر دراجته البالغ 35$ من الضرائب.

في عام 1942، تم انتخاب والد بافيت عضوًا في مجلس النواب الأمريكي، ومن ثَمَّ انتقلت عائلته إلى مدينة فريدريكسبرج Fredricksburg بولاية فيرجينيا؛ حتى يكونوا قريبين من محل عمل والده الجديد.

التحق بافيت بمدرسة وودرو ويلسون الثانوية Woodrow Wilson High School، بالعاصمة واشنطن، وهناك استمر في التخطيط لطرق جديدة لجني المال. خلال دراسته بالمرحلة الثانوية، اشترى بافيت مع صديقه ماكينة ألعاب بينبول pinball بقيمة 25$.

ووضعا الماكينة في محلٍ للحلاقة، وفي غضون عدة أسابيع حصلا على ربحٍ كبير، مما جعلهم يشترون ماكينات أخرى. امتلك بافيت ماكينات ألعاب في ثلاثة أماكن مختلفة، قبل أن يبيعها بقيمة 1200$.

عند بلوغ بافيت السادسة عشر من عُمره، التحق بجامعة بنسلفانيا لدراسة التجارة. دَرسَ هناك لمدة عامين، ثُمَّ انتقل إلى جامعة نبراسكا لاستكمال درجة البكالورويس. تخرَّج من الجامعة في سن العشرين، وكانت ثروته حينئذٍ تُقَدَّر ب 10,000$ جناها من أعماله التجارية أثناء مرحلة الطفولة.

تأثَّر بافيت بكتاب بنجامين جراهام Benjamin Graham "المُسْتَثْمِر الذكي The Intelligent Investor"، مما جعله يلتحق بكلية كولومبيا للأعمال؛ حتى يدرس على يد هذا الاقتصادي والمُسْتَثْمِر الشهير. بعد حصوله على درجة الماجستير عام 1951، عَمِلَ بافيت في بيع السندات لدى شركة بافيت-فالك وشركاه Buffett-Falk & Company لمدة ثلاثة أعوام، ثُمَّ عَمِلَ لدى أستاذه كمحلل سندات في شركة جراهام-نيومان Graham-Newman Corp لمدة عامين.

إنجازات وارين بافيت

في عام 1956، أسس شركة بافيت المحدودة Buffett Partnership Ltd في مسقط رأسه بمدينة أوماها. نجح بافيت في التعرُّف على الشركات المُقَدَّرة بأقل من قيمتها والتي جعلت منه مليونيرًا، مُستعينًا بالتقنيات التي تعلمها من أستاذه جراهام.

ومن ضمن الشركات التي قدَّرها بافيت، كانت شركة منسوجات تُدْعَى بيركشير هاثاواي Berkshire Hathaway. بدأ في تجميع أسهم هذه الشركة في بداية الستينات، وبحلول عام 1965 كان قد امتلك الشركة.

برغم نجاح شركة بافيت، إلا أنَّه حَلَّ الشركة عام 1969؛ ليتفرَّغ لتطوير شركة بيركشير هاثاواي. شَرَعَ في إلغاء قسم صناعة المنسوجات تدريجيًا، واعتمد على توسيع الشركة عن طريق شراء أسهم في مجال الإعلام، مثل: جريدة الواشنطن بوست The Washington Post، وفي مجال التأمين، مثل: شركة جيكو GEICO، وفي مجال الطاقة، مثل: إكسون Exxon.

حقق "عَرَّاف أوماها" نجاحًا باهرًا، حتى أنه تمكَّن من تحويل بعض الاستثمارات البخسة جدًا إلى ذهب، ومن أشهرها شراءه لشركة الإخوة سالومون Salomon Brothers والتي كانت تعاني من الفضائح في عام 1987.

عقب استثمارات بيركشير هاثاواي المؤثرة في شركة كوكاكولا Coca-Cola، أصبح بافيت مديرًا للشركة من عام 1989 إلى 2006. كما كان مديرًا لمجموعة سيتي القابضة للأسواق العالمية Citigroup Global Markets Holdings، ولشركة جراهام القابضة Graham Holdings Company، ولشركة جيليت The Gillette Company.

في يونيو 2006، أعلن بافيت عن تبرعه بجميع ثورته لصالح الأعمال الخيرية، مُخصصًا 85% من ثروته لمؤسسة بيل وميلندا جيتس Bill and Melinda Gates Foundation. واعْتُبِر هذا التبرُّع من أعظم أعمال السخاء الخيري في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. في عام 2010، أعلن بافيت وجيتس تأسيسهما لحملة عَهْد العطاء The Giving Pledge؛ لحث المزيد من الأثرياء على المساهمة في الأعمال الخيرية.

في عام 2012، كشف بافيت عن إصابته بمرض سرطان البروستات. وبدأ في الخضوع للعلاج الإشعاعي في يوليو، ثُمَّ أكمل علاجه بنجاح وشُفِيَ من المرض في نوفمبر.

لم تفلح هذه الأزمة الصحية في إبطاء مسيرة بافيت ذو الثمانين عامًا، والذي يتم تصنيفه سنويًا ضمن أوائل قائمة فوربس Forbes لأثرياء العالم. في فبراير 2013، ساهم بافيت مع مجموعة 3G Capital الاستثمارية في شراء شركة هاينز H. J. Heinz بقيمة 28 مليار دولار.

ومن ضمن الشركات الأخرى التي استحوذت عليها بيركشير هاثاواي: شركة صناعة البطاريات دوراسيل Duracell ومجموعة كرافت للأغذية Kraft Foods Group، والتي اندمجت مع هاينز في عام 2015، لتُصْبِح بذلك ثالث أكبر شركات الأغذية والمشروبات الغازية في شمال أمريكا.

في عام 2016، أطلق بافيت حملة Drive2Vote، وهي عبارة عن موقع يهْدُف إلى تشجيع مواطني ولاية نبراسكا على ممارسة حقهم الانتخابي، وللمساعدة في تسجيل وإيصال الناخبين إلى مواقع الاقتراع إذا ما كانوا بحاجة لوسيلة مواصلات.

فهو من مناصري المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون Hillary Clinton، والتي أعلن تأييده لها في عام 2015. كما أنَّهُ تَحَدَّى المرشح الجمهوري، دونالد ترامب Donald Trump، للمواجهة وإعلان إقرارتهم الضريبية.

حيث قال بافيت مع بداية السباق الانتخابي بمدينة أوماها في أغسطس: "سألتقي به في أوماها أو في منتجع مارالاجو Mar-a-Lago، أو أي مكانٍ يختاره، في أي وقتٍ من الآن وحتى يوم الاقتراع. سأجلب إقراراتي الضريبية، وهو يجلب إقراراته.

وتخضع كلا إقراراتنا للمراجعة. وصدقوني، لن يستطيع أحد أن يمنعنا من الكلام عن محتوى هذه الإقرارات". بعكس جميع مرشحي الرئاسة منذ سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، فإن ترامب رفض الإعلان عن إقراراته الضريبية أمام الشعب الأمريكي.

أشهر أقوال وارين بافيت

إذا كان التفاضل والتكامل أو الجبر من متطلبات أن يُصْبِح المرء مُسْتَثْمِرًا ناجحًا، لتحتم عَلَيَّ أن أعود لمهنة توزيع الجرائد.

الثمن هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه.

يستغرق المرء 20 عامًا لبناء سُمعة جيدة وخمس دقائق لتدميرها. إذا فكرت في هذا الأمر، ستفعل الأشياء بشكلٍ مختلف.

إذا وصلت إلى عُمْرِي دون أن يَكِنَّ لك أحدهم أي تقدير، فلا أهتم بمقدار ثروتك؛ لأن حياتك قد صارت كارثة.

أحيانًا يكون شراء الأشياء أيسر بكثير من بيعها.

أحدهم يجلس في الظل اليوم؛ لأن شخصًا ما زرع شجرة منذ زمنٍ بعيد.

القاعدة الأولى: لا تخسر المال أبدًا. القاعدة الثانية: لا تنسَ القاعدة الأولى أبدًا.

تأتي المخاطرة من عدم معرفة ما تفعله.

 



التعليقات