دراسات


كتب فاطيمة طيبى
5 أبريل 2020 12:36 م
-
ارتفاع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط بزيادة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050

ارتفاع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط  بزيادة ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 

قطاع الطاقة والمرافق العامة في الشرق الأوسط يشهد  عمليّة تحوّل غير مسبوقة ، إذ يتّجه عموماً نحو تبنّي حلول الطاقة المتجددة والابتكار الرقمي ضمن برامجه الطامحة إلى تنويع مصادر الطاقة

كما شهد عام 2019 تحقيق العديد من الإنجازات في سياق السعي نحو تأمين موارد الطاقة المتجددة في المنطقة، ومن ضمنها بدء تشغيل مشروع "نور أبوظبي" في منطقة سويحان في إمارة أبوظبي، أكبر محطات الطاقة المستقلة العاملة بتقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية في موقع واحد على مستوى العالم، بقدرةٍ تشغيلية تبلغ 1.17 جيجا واط. وبعد فترة وجيزة من تشغيل المحطة في مارس 2020 ، سجّلت دبي استثمارات بقيمة 4.3 مليار دولار أمريكي في مشروع الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، ليكون أكبر مشروع استثمار للطاقة في موقع واحد على مستوى العالم.

ومن المتوقع أن تزداد عمليات دمج موارد الطاقة البديلة في شبكات المرافق العامة في عام 2020، إذ تسعى الحكومات إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، والذي يترافق مع النمو السكاني المرتفع وبرامج التوسع الاقتصادي والصناعي الطموحة. ومن المتوقّع أن يزداد الطلب على الطاقة في الشرق الأوسط ثلاثة أضعاف معدّله الحالي بحلول عام 2050. وتبعاً لتقديرات "إينيرجي آند يوتيليتيز"، سيتوجّب زيادة سعة الطاقة المُستخدمة بمعدّل 35 % بحلول عام 2025 لتلبية ارتفاع الطلب.

ـ الحدّ من التكاليف والانبعاثات:

تسعى شركات المرافق العامة  إلى تنويع مصادر الوقود اللّازم لتوليد الطاقة، إذ لطالما كان إنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة معتمداً بشكلٍ أساسي على النفط والغاز منذ سبعينيات القرن الماضي، كما أن الخطط الرامية إلى تحقيق هذا الهدف تتمحور حول مشاريع الطاقة المتجددة. ومع انتشار أهداف الاتفاق الدولي لتقليل الانبعاثات الكربونية في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في باريس عام 2015 على مستوى العالم، عمدت الحركات الاقتصادية العالمية إلى تسهيل عمليات تأمين موارد الطاقة المتجددة. إذ يأتي هذا السعي مدفوعاً بالانخفاض الحاد في تكلفة تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث انخفضت تكلفة بناء محطات الطاقة الشمسية العاملة بتقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومحطات طاقة الرياح بنسبة 73 % و80 % على التوالي منذ عام 2010.

ويعود السبب الأكبر للانخفاض في تكلفة بناء محطات توليد الطاقة المتجددة الضخمة إلى شركات المرافق العامة في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، إذ سجّلت الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية أرقاماً قياسية في تعريفات الطاقة الشمسية منذ عام 2015.

ـ بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة:

أشارت بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أنه تم إنتاج ما يُقارب 167 جيجا واط من الطاقة المتجددة عالمياً عام 2017 وهو ما يعادل 61 % من الكمية الإضافية من الطاقة المستخدمة منذ ذلك الوقت؛ أي أكثر من ضعف سعة الطاقة المُنتجة في محطات الوقود والتي بلغت 27 %.

ورغم أن نسبة الطاقة المتجددة المُنتجة في الشرق الأوسط كانت أقل بعض الشيء، مع وصول إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عام 2017 إلى سعة 2350 ميجا واط و434 ميجا واط على الترتيب، تسعى شركات المرافق العامة في المنطقة إلى تنفيذ عدد من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في العالم مستقبلاً.

وتُقدّر "إينيرجي آند يوتيليتيز" قيمة مشاريع الطاقة المتجددة قيد الإنشاء بما يعادل 100 مليار دولار أمريكي، بمجموع استثماري يتجاوز 300 مليار دولار أمريكي في الطاقة المتجددة، وذلك في حال حققت شركات المرافق العامة في المنطقة أهدافها الطموحة.

كما يضمن هدف المملكة العربية السعودية بإنتاج 58.7 جيجا واط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 توفير عدد من أهم الفرص للمستثمرين الإقليميين والعالميين وشركات الطاقة. إذ يخطّط مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية، لطرح مناقصات للجولة الثالثة من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة (NREP) بسعته البالغة 1.6 جيجا واط في نهاية عام 2019.

تحافظ الإمارات العربية المتحدة على مكانتها كمحورٍ مهم في عملية التحول نحو استخدام الطاقة المتجددة، إذ يتمثل أحد أهدافها في إنتاج 50 % من حاجتها للطاقة اعتماداً على مصادر الطاقة خالية الكربون بحلول عام 2050. وبدأت إمارة أبوظبي بالعمل على خطط مشروعها الضخم القادم للطاقة الشمسية والذي سيعمل بتقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعةٍ تبلغ 1.5 إلى 2 جيجا واط، وذلك بعد تقديم عروض المناقصات المتعلّقة بمشروع محطة الظفرة المستقلة للطاقة الشمسية في شهر نوفمبر والمخطّط إنشاؤها في الإمارة بسعة 2 جيجا واط.

وفي دبي، سجّل الائتلاف الذي تقوده شركة الطاقة السعودية "أكوا باور" رقماً قياسياً عالمياً بحصوله على أحد أدنى الأسعار بقيمة إجمالية بلغت 1 دولار و695 سنت لكل كيلوواط ساعي في المرحلة الخامسة من مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في أكتوبر. وستبقى إمارة دبي في طليعة المناطق التي تسعى إلى نشر الطاقة المتجددة في أنحاء المنطقة، إذ وضعت نصب عينيها هدفاً أكثر طُموحاً  لإنتاج 75 % من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050.

و السعي لدمج مصادر الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة بالمنطقة ضمن أبرز المحاور التي تناولها معرض الشرق الأوسط للطاقة – معرض الشرق الأوسط للكهرباء سابقاً – الفعالية العالمية الرائدة في مجال الطاقة منذ 44 عاماً 

وفي هذا الصدد، أشار جاريث رابلي، مدير المجموعة للشؤون الصناعية لدى "إنفورما ماركتس"، الجهة المنظمة لمعرض الشرق الأوسط للطاقة، إلى أن الطاقة المتجددة لم تعد مجرّد مفهوم بعد الآن، بل إنها ستحتل اليوم مكانةً هامة في الفعالية الرائدة إقليمياً في مجال المرافق العامة.

كما انه يتم دمج مصادر الطاقة المتجددة في كافة عمليات قطاع الطاقة اليوم بفضل عروض المناقصات المناسبة وشروط التمويل الملائمة وتكاليف التقنيات المنخفضة. إذ يمكن للمنطقة بقيادة الإمارات العربية المتحدة واعتماداً على الأهداف القائمة لإنتاج الطاقة المتجددة توفير 354 مليون برميل من النفط، أي تقليل عدد البراميل المستهلكة بنسبة 23 %، وتخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 22 % فضلاً عن كمية المياه المستهلكة في قطاع الطاقة بنسبة 17 % بحلول عام 2030 .


 ـ حول معرض الشرق الأوسط للطاقة:

بعد أن حمل اسمه طيلة أربعة عقود ونصف، يُعيد "معرض الشرق الأوسط للكهرباء" صياغة علامته التجارية لتتحول إلى "معرض الشرق الأوسط للطاقة"، والذي تنظّمه شركة "إنفورما ماركتس"، ويعتبر الفعالية التجارية الرائدة التي تُعنى بقطاع الطاقة في المنطقة. سيخصص المعرض في دورته لعام 2020 مساحة مخصصة لقطاعات مثل توليد الطاقة، والنقل والتوزيع، واستهلاك الطاقة وإدارتها، وأنواع الطاقة المتجددة، والتقنيات الرقمية.

وتنطلق فعاليات الدورة لمعرض الشرق الأوسط للطاقة  في شهر مارس من كل سنة  تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي؛ وتنظمه وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية في مركز دبي التجاري العالمي 


 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات