دراسات


كتب فاطيمة طيبى
21 يوليو 2020 2:04 م
-
"أوبك": ارتفاع إحتياطي النفط الى 3.7 % ليصل 1.227 مليار برميل بنهاية 2019

"أوبك": ارتفاع إحتياطي النفط الى 3.7 % ليصل 1.227 مليار برميل بنهاية 2019

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

إجمالي عائدات الدول الأعضاء في المنظمة من تصدير النفط انخفض العام الماضي بنحو 18 % حيث بلغ 565 مليار دولار، مقابل 692 مليار دولار في عام 2018 بينما سجل 531 مليار دولار في عام 2017 و418 مليار دولار في عام 2016  و متوسط سعر سلة خامات "أوبك" في  2019 بلغ 64.04 دولار للبرميل، مقابل 69.78 دولار في 2018. هذا ما أظهرته النشرة الإحصائية السنوية لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"

وضخت دول المنظمة في المتوسط 29.38 مليون برميل في اليوم في 2019، مقابل 31.24 مليون برميل في اليوم في العام السابق 2018 . وأكد تقرير "أوبك" تراجع إجمالي إنتاج النفط الخام العالمي في عام 2019 بمقدار 0.56 مليون برميل يوميا أو 0.7 % مقارنة بعام 2018 ليصل إلى متوسط 75.26 مليون برميل يوميا بعد ارتفاع تاريخي خلال 2018.


وأشار التقرير الذي صدر منتصف يوليو  إلى أن إنتاج دول "أوبك" من النفط الخام انخفض بشكل حاد على أساس سنوي بنحو 1.86 مليون برميل يوميا أو 6.0 %، في حين نما إنتاج النفط الخام من قبل الدول غير الأعضاء في المنظمة 1.30 مليون برميل يوميا أو 2.9 % في عام 2019. موضحا أن الولايات المتحدة جاءت على رأس أكبر ثلاث دول منتجة للنفط الخام حيث بلغ إنتاجها 12.2 مليون برميل يوميا تليها روسيا 10.63 مليون برميل يوميا ثم السعودية 9.81 مليون برميل يوميا.

وذكر التقرير أنه بمتوسط بلغ 99.67 مليون برميل يوميا في 2019 نما الطلب العالمي على النفط 0.9 % على أساس سنوي، لافتا إلى أن أكبر الزيادات سجلت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (ولا سيما الصين والهند) وإفريقيا والشرق الأوسط. الا أنه بعد أربعة أعوام متتالية من النمو المتواصل انخفض الطلب على النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشكل طفيف في عام 2019، مشيرا إلى أن الطلب على نفط "أوبك" عاد إلى النمو في عام 2019 بعد انخفاضه بشكل طفيف خلال عام 2018.

ولفت التقرير إلى أن المقطرات والبنزين شكلا نحو 55.0 % من الطلب العالمي على النفط لعام 2019 في ظل اتجاه تصاعدي.مشيرا إلى تصدير الدول الأعضاء في منظمة أوبك ما معدله 22.48 مليون برميل يوميا من النفط الخام في 2019 بانخفاض حاد قدره نحو 1.80 مليون برميل يوميا أو 7.4 % مقارنة بعام 2018، موضحا أنه وفقا لنمط الأعوام السابقة فإن الجزء الأكبر كان من النفط الخام.

 وذكر التقرير أن الدول الأعضاء في "أوبك" صدرت 15.73 مليون برميل يوميا أو 70.0 % من إنتاجها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ كما تم تصدير كميات كبيرة من النفط الخام نحو 4.01 مليون برميل يوميا إلى أوروبا في عام 2019 وهو ما يمثل تراجعا  مقارنة بـ4.57 مليون برميل يوميا والمسجل في 2018. مشيرا إلى أن أمريكا الشمالية قامت باستيراد 1.22 مليون برميل يوميا من النفط الخام من الدول الأعضاء في "أوبك" التي كانت تمثل نحو 1.41 مليون برميل يوميا أو 53.6 %  أقل من أحجام صادرات 2018.

وذكر التقرير أن متوسط المنتجات البترولية من الدول الأعضاء في منظمة أوبك بلغ 3.88 مليون برميل يوميا خلال عام 2019 بانخفاض بنحو 0.78 مليون برميل يوميا أو 16.8 % مقارنة بعام 2018 بينما بلغ متوسط واردات المنتجات البترولية من قبل الدول الأعضاء في المنظمة 1.68 مليون برميل يوميا في عام 2019 أو 30.5 % أقل من عام 2018  وأشار إلى تسجيل احتياطي النفط الخام المؤكد في العالم 1.551 مليار برميل في نهاية عام 2019 بزيادة قدرها 3.6 % من مستوى 1.497 مليار برميل المسجل في نهاية عام 2018.

وأضاف التقرير أن الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في دول "أوبك" زادت 3.7 % لتصل إلى 1.227 مليار برميل بنهاية عام 2019 بعد تراجع طفيف مقارنة بعام 2018.

ولفت التقرير إلى اتساع طاقة المصافي العالمية بمقدار 1.41 مليون برميل يوميا لتصل إلى 100.98 مليون برميل يوميا خلال عام 2019، موضحا أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ خاصة الصين وكذلك أوروبا الغربية والشرق الأوسط أسهموا بأكبر قدر من حيث إضافات قدرات التكرير حيث زادت طاقة التكرير في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2019 مقارنة بعام 2018 بسبب زيادة السعة التكريرية في كل من أمريكا الشمالية وأوروبا.

من جهته، أكد محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك"  ، أن سوق النفط تقترب من الوصول إلى التوازن بفضل ارتفاع تدريجي للطلب على النفط في الوقت الذي تخفف فيه الدول إجراءات الإغلاق وتخفيضات غير مسبوقة للإمدادات من "أوبك" وحلفائها.   من جانب آخر، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بالتزامن مع انطلاق الاجتماع الشهري للجنة الوزارية لمراقبة خفض الإنتاج برئاسة السعودية وروسيا الذي انعقد في 13 يوليو عبر الفيديو والذي  اوصي بتمديد مستوى تخفيضات الإنتاج القياسية التي تبلغ 9.7 مليون برميل يوميا وتشارك فيه 23 دولة من دول "أوبك" والشركاء من خارج المنظمة والمعروفة بتحالف "أوبك +".

ويكبح تعافي الأسعار عودة تسارع الإصابات بفيروس كورونا خاصة في الولايات المتحدة وتأثيراتها المباشرة في ضعف الطلب العالمي في النفط الخام والوقود إضافة إلى استمرار تخمة الإمدادات النفطية وتنامي فائض المخزونات النفطية الأمريكية.  وقال مختصون ومحللون نفطيون، إن السوق تتطلع إلى تجاوز محنة الطلب الراهنة، حيث تتعرض السوق لضغوط انكماشية غير مسبوقة عبر تاريخ الصناعة، و حتى الآن لا يوجد تحسن كبير في الطلب خاصة أن بعض المصافي الآسيوية لا تزال في حالة صيانة أو تعمل بمعدلات أقل من المستويات الطبيعية.

وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن جائحة كورونا تضغط الأسعار بسبب المخاوف المحيطة بتجدد تخمة المعروض وضعف الطلب ما يضع المنتجين الرئيسين للنفط في أزمة اقتصادية عميقة متجددة، مشيرا إلى أن تخفيضات "أوبك +" أدت إلى خفض تدفقات الصادرات النفطية إلى الأسواق العالمية على نحو واسع. موضحا أن أبرز العوامل المطمئنة في السوق حاليا، إصرار كبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا على التنسيق والتعاون المشترك في تقييد المعروض وتجنب تكرار سيناريو حرب أسعار النفط التي اندلعت لفترة قصيرة في مارس 2020، وأدى إلى عودة سريعة للمنتجين إلى مائدة المفاوضات ما أسفر عن التوصل إلى اتفاق  أبريل  لخفض الإنتاج بمستويات تاريخية وقياسية.

من جانبه، قال بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن تراكم المخزونات النفطية وتضخمها من العناصر الرئيسة التي تضعف وضع السوق حاليا، إذ إن الأمر ليس مقصورا على المخزونات الأمريكية حيث اشترت الصين كثيرا من النفط خلال فترة انهيار أسعار النفط في  أبريل  2020 لدرجة أنهم لا يعرفون حاليا ماذا يفعلون بكل هذا المخزون، وتعاني بكين حاليا امتلاء البحار بناقلات النفط التي تعمل كوحدات تخزين كما تمتلئ صهاريج التخزين البرية في البلاد أيضا.

وأشار إلى أن تعافي الطلب وعودة الاستهلاك إلى المستويات الطبيعية هو طموح السوق في المرحلة الراهنة خاصة بعدما استخدمت الصين كمثال - ما يصل إلى 69 % من سعة تخزين النفط الخام بزيادة 24 % عن العام السابق، لافتا إلى تقارير رسمية صينية تؤكد أن حد 70 % يعده الخبراء الحد الأقصى للقدرة التخزينية في البلاد.

من ناحيته، أكد لوكاس برتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز، أن وضع الإنتاج الأمريكي من النفط الخام حرج للغاية خاصة مع تسجيل أنشطة الحفر الجديدة أسوأ المستويات منذ تفجر ثورة النفط الصخري الزيتي في البلاد وهو ما جعل أغلب الشركات الأمريكية خاصة الصغيرة والمتوسطة تضغط بقوة من أجل الحصول على مزيد من الدعم الحكومي.

 بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية، إن استئناف الإمدادات النفطية من ليبيا سيزيد من صعوبات علاج تخمة المعروض في الأسواق. وذكرت أن منتج النفط الأبرز في شمال إفريقيا عانى كثيرا انهيار إنتاج النفط بسبب الصراع السياسي وانقسام البلاد حيث انخفض إجمالي إنتاج النفط الليبي إلى ما بين 70 و100 ألف برميل يوميا في الأشهر القليلة الماضية مقابل أكثر من 1.10 مليون برميل يوميا قبل الأزمة السياسية، متوقعة أن تؤدي الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية ومشكلات الاحتياطي المحتملة إلى إبقاء الإنتاج منخفضا جدا في الأشهر المقبلة إضافة إلى تأثير الإغلاق القسري لعديد من الحقول.

 تعافت أسعار النفط بشكل كبير من أدنى مستوياتها لعشرات الأعوام التي سجلتها في أبريل  بعدما اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء من بينهم روسيا، فيما يعرف بمجموعة "أوبك +"، على خفض غير مسبوق للإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا في الفترة من مايو  إلى  يوليو . ورفعت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة توصية بشأن المستوى التالي للتخفيضات بعدما بلغت نسبة امتثال المجموعة للتخفيضات 107 % في    يونيو  من 77 % في مايو.

وقالت مصادر في "أوبك +" إن من المتوقع تقليص التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل يوميا نظرا لتعافي الطلب العالمي على النفط وارتفاع الأسعار. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 43.46 دولار للبرميل في العاشر من يوليو 2020 مقابل 43.31 دولار للبرميل في اليوم السابق. كما قفزت احتياطيات النفط الخام لدى "أرامكو السعودية"، أكبر شركة نفط في العالم 2.1 % بما يعادل 5.5 مليار برميل بنهاية   2019، مسجلة مستوى قياسيا عند نحو 267.1 مليار برميل، مقابل نحو 261.5 مليار برميل بنهاية 2018، كأعلى وتيرة صعود في 31 عاما منذ عام 1988 عندما ارتفعت 85 مليار برميل كماارتفعت احتياطيات "أرامكو السعودية" من النفط الخام في 2019 للعام الثالث على التوالي، حيث كانت نحو 260.8 مليار برميل بنهاية 2016، ثم ارتفعت 0.02 % (0.05 مليار برميل) لتبلغ نحو 260.9 مليار برميل بنهاية 2017. بينما ارتفعت 0.3 % (0.7 مليار برميل) لتبلغ نحو 261.5 مليار برميل بنهاية 2018


تجدر الإشارة إلى أنه مطلع 2019، أعلنت وزارة الطاقة السعودية زيادة الاحتياطيات الثابتة من النفط في المملكة، وذلك بعد خضوع احتياطيات النفط والغاز في منطقة امتياز "أرامكو السعودية" لعملية المصادقة المستقلة، التي أجرتها شركة ديجويلر آند ماكنوتن "دي آند إم" الرائدة في مجال الاستشارات.وكانت المملكة قد أعلنت سابقا أنه بنهاية 2017 بلغت احتياطيات النفط الثابت وجودها لدى "أرامكو السعودية" 260.9 مليار برميل  وعقب المصادقة، زادت احتياطيات منطقة امتياز "أرامكو السعودية" في نهاية 2017 بواقع 2.2 مليار برميل، لتبلغ 263.1 مليار برميل من النفط

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات