دراسات


كتب فاطيمة طيبى
4 يناير 2021 12:50 م
-
نجاح السعودية في قيادة سوق النفط لاستعادة استقرارها خلال العام 2020

نجاح السعودية في قيادة سوق النفط لاستعادة استقرارها خلال العام  2020

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 مع تفاقم خسائر النفط بسبب الجائحة وعدم خفض الإنتاج، سجل "برنت" قاعه عند 16 دولارا في أبريل وتداول الخام الأمريكي بالسالب، وعندها عادت الدول المنتجة لتطلب خفض الإنتاج، وانتهى الأمر بالاتفاق على خفض تاريخي للإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا بدءا من مطلع مايو الماضي 2020 ، ما أكد أن الرؤية السعودية كانت تستشرف المستقبل جيدا، وهو ما أكدته الصحافة العالمية المتخصصة في أكثر من موضع. 

 هذا ونجحت السعودية في قيادة سوق النفط لاستعادة استقرارها خلال العام الجاري 2020، حيث قفزت أسعار خام برنت 222 % من قاع 22 أبريل عند 16 دولارا للبرميل، لتتجه لإنهاء العام عند مستوى 51.5 دولار للبرميل، مدعومة أيضا بتوزيع لقاحات "كورونا" وفتح الحدود وتخفيف القيود الاحترازية وإلغاء حظر التجوال عالميا ووفقا لتحليل صدر مؤخرا انه على الرغم من تراجع أسعار النفط 22 %  في 2020، حيث كانت قد أنهت 2019 عند 66 دولارا، إلا أن الدور السعودي كان عاملا حاسما في استعادة السوق لاستقرارها وإلا كانت التراجعات خلال العام ستتفاقم أكثر مما حدث.


وأكدت مجريات الأسعار صحة القراءة السعودية للسوق عندما طلبت في مطلع مارس من2020  خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا مع بداية تفشي جائحة "كورونا"، بينما فشل الاتفاق على ذلك بسبب رفض الجانب الروسي، ما دعا المملكة لرفع إنتاجها لمستوى قياسي عند 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها لأكثر من عشرة ملايين برميل يوميا. ومع بدء الإعلان عن لقاحات "كورونا" وتوزيعها في دول العالم، سجل خام برنت قمته خلال العام يوم 18 ديسمبر عند نحو 52.5 دولار للبرميل.

ـ تطور سنوي:

وعلى أساس سنوي تراجعت أسعار "برنت" 22 % خلال 2020  لتبلغ 51.5 دولار للبرميل، مقابل 66 دولارا بنهاية 2019. ويعد التراجع المسجل في 2020 هو الأعلى منذ 2015 عندما تراجعت الأسعار 64 %، لتبلغ 36.4 دولار للبرميل بنهايته، مقابل 100.4 دولار بنهاية 2014. وخلال 17 عاما (منذ 2003 حتى 2020)، سجلت أسعار النفط ارتفاعا سنويا في 11 عاما، مقابل تراجعها في ستة أعوام أخرى.

وبلغت أسعار النفط "برنت" 28.5 دولار للبرميل بنهاية 2003، ثم ارتفعت خمسة أعوام على التوالي في 2004 و2005 و2006 و2007 و2008، لتغلق عند 38 دولارا  مرتفعة 34 %  ثم 55.3 دولار مرتفعة 45 % و66.1 دولار  مرتفعة 20 %  و72.7 دولار  مرتفعة 10 % و98.5 دولار  مرتفعة 36 % بينما تراجعت 36 % بنهاية 2009  لتبلغ 62.7 دولار، ثم ارتفعت 28 %   بنهاية 2010 لتبلغ 80.3 دولار، وارتفعت 38 % بنهاية 2011 لتبلغ 110.9 دولار، ثم 1 % بنهاية 2012 لتبلغ 111.7 دولار. ثم عاودت التراجع ثلاثة أعوام على التوالي 3 %  في 2013 لتبلغ 108.7 دولار، ثم 8 %  في 2014 لتبلغ 100.4 دولار، وبنسبة 64 %  في 2015 لتصل إلى 36.4 دولار بنهاية العام. وارتفعت الأسعار 57 %  بنهاية 2016 لتبلغ 57 دولارا، ثم ارتفعت 17 % بنهاية 2017 لتبلغ 66.9 دولار.

بينما تراجعت 20 % بنهاية 2018 عند 53.8 دولار، ثم عاودت الارتفاع لتنهي 2019 مرتفعة بنسبة 23 % عند 66 دولار، وأخيرا تراجعت 22 %  بنهاية 2020 عند 51.5 دولار للبرميل. وسجلت الأسعار أكبر وتيرة تراجع خلال فترة التحليل في 2015 بنسبة 64 %، بينما كانت أعلى معدل ارتفاع في 2016 بنسبة 57 %. وسجلت أسعار النفط مستوياتها التاريخية في 2008 عند مستوى 147 دولارا للبرميل، وهي أعلى أسعاره على الإطلاق.

ـ تطورات الساحة النفطية .:   

في مطلع مايو  الماضي 2020 ، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك+" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا بدءا من   يوليو  حتى نهاية 2020.

ولاحقا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى 6 ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى  أبريل  2022. وتأتي ارتفاعات النفط الأخيرة بعد تراجعات حادة في الجلسات السابقة نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق دول العالم حدودها.

وشهد 20 أبريل  تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام. وتراجع  خام غرب تكساس الوسيط WTI "الأمريكي" تسليم   مايو ، حينها، بنحو 55.90 دولار أو 306 % ، إلى (- 37.63 دولار) للبرميل عند التسوية.

وجاء التراجع، حيث كان   اليوم قبل الأخير لعقود تسليم  مايو  ولا يرغب المشترون في التسلم في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج. وتزامن التراجع حينها مع توقع وكالة الطاقة الدولية، تراجع الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020. كما توقعت تراجعا  قياسيا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميا في شهر مايو  بعد اتفاق خفض الإنتاج.


وكان صندوق النقد الدولي، قد توقع تراجع الاقتصاد العالمي الى  3 % العام الجاري. وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس. وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.

وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق "أوبك+" على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية إلى إعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:08 منصف الدول العربية مدينة لصندوق النقد الدولي بـ 17 مليار دولار23 أبريل 2024 1:37 مسد النهضة.. وبدون دراسات جدوى اقتصادية حقيقية إكذوبة أكبر سد بإفريقيا لتوفيرالكهرباء22 أبريل 2024 3:29 مالصين: 2.5% نمو سنوي بمبيعات التجزئة المؤشر الرئيسي لاستهلاك الأسر بيوليو202321 أبريل 2024 2:12 مغرفة التجارة الأمريكية: السعيد ..العمل على تعزيز النمو الاقتصادي بمعدل 8%17 أبريل 2024 10:59 صالتخطيط: 8 مليارات جنيه استثمارات عامة موجهة لمحافظة القليوبية بخطة 2023 ـ 202416 أبريل 2024 12:37 مقفزة بصادرات مصر السلعية بالربع الأول وصلت 9.6 مليار دولار من 202415 أبريل 2024 3:13 متخصيص 495.6 مليار جنيه للصحة و 635.9 مليار جنيه للحماية الاجتماعية بموازنة العام المقبل14 أبريل 2024 1:00 م13.2 مليار جنيه استثمارات لتنفيذ 242 مشروعا تنمويا بالوادي الجديد بخطة 2024/20237 أبريل 2024 12:26 م7.6 مليار جنيه قيمة الاستثمارات العامة الموجهة للشرقية و34.7 لمحافظة الإسكندرية بخطة 23/20242 أبريل 2024 11:24 صفاعلية تأثير السياسة النقدية على الاقتصاد الإيطالي في الأعوام الأخيرة

التعليقات