تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
18 مارس 2020 8:19 م
-
أوروبا تعيش رعب بيت الاشباح والبورصات تتراجع رغم وعود بالمليارات بسبب كورونا

أوروبا تعيش رعب بيت الاشباح والبورصات تتراجع رغم وعود بالمليارات بسبب كورونا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

  مجموع ماخلفه فيروس كورونا المستجد  وصل  لأكثر من 8 آلاف وفاة في جميع أنحاء العالم، ولأول مرة تجاوزت الوفيات في أوروبا عددها في آسيا، في حين تجاوز عدد الإصابات 200 ألف وباتت معظم أنحاء العالم في حالة شلل

هذا ومن جهة اخرى تتهاوى البورصات رغم الإعلان في العالم عن خطط بمليارات الدولارات لإنعاش الاقتصاد المتعثر بسبب الفيروس   فيما عززت الدول تدابير الإغلاق لا سيما في أوروبا حيث تقفر الشوارع ويزداد الخوف بعد أن تحولت القارة إلى بؤرة للوباء.

وأعلنت بلجيكا الإغلاق اعتباراً من ظهر االثامن عشر من مارس الحالي  باستثناء الذهاب إلى الطبيب والمتاجر الضرورية ولممارسة النشاط البدني في الهواء الطلق. وفي أول إجراء من نوعه في البرتغال، عُزلت مدينة أوفار في وسط البلاد، فيما يتوقع أن يعلن الرئيس   حالة الطوارئ ليمتد الإجراء ويشمل البلد بأكمله. وكان وسط باريس، على سبيل المثال، كثير  الضجيج  كثير الحركة اصبحت الحياة  به  ومن يوم الثلاثاء،  اشبه بالمدينة الميتة اذ انحصرت الحركة العامة في بعض من المواطنين الذين يجوبون شوارعها    وأعلنت منظمة اليونسكو أن أكثر من 850 مليون تلميذ في العالم في اجازة اجبارية .

في الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش 18 مارس ، تم تسجيل 8092 حالة وفاة غالبيتها في أوروبا (3422) وآسيا (3384). وسجلت 684 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية من 78766 إصابة، صارت أوروبا القارة التي تنتشر فيها الجائحة بسرعة أكبر مقارنة مع غيرها. كما تسجل إسبانيا زيادة كبيرة وصلت الى 13700 حالة وحوالى 600 وفاة. كما أعلنت إيران الأربعاء عن 147 حالة وفاة إضافية، ما يعد رقماً قياسياً جديداً في يوم واحد في بلد من بين الأكثر تضررا من الوباء، حيث وصل إجمالي الوفيات 1135 حالة.

كما سجل فيروس كوفيد-19 أول حالة وفاة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في بوركينا فاسو. فيما أعلنت نيجيريا، أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان، تعليق دخول المسافرين القادمين من 13 بلداً بينها الولايات المتحدة والصين والعديد من البلدان الأوروبية. ومن المقرر أن تخاطب المستشارة أنجيلا ميركل الألمان عبر شاشات التلفزيون لأول مرة مساء الأربعاء الثامن عشر من مارس ، لتطلب منهم الامتثال للوائح الصحية المعمول بها. ومع ذلك، لا يتوقع الإعلان عن أي إجراءات جديدة ، في حين يجري إغلاق المدارس ومعظم المتاجر"غير الضرورية" تدريجيًا.

وأقرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن السياسيين "قللوا" من حجم الخطر الذي يمثله وباء كورونا المستجد، في مقابلة نشرتها لها صحيفة بيلد الألمانية. وقالت فون دير لايين، "لقد فهمنا أن كل هذه الإجراءات التي بدت قبل أسبوعين مجحفة، يجب تطبيقها الآن"، باعتبر   أوروبا  بؤرة الأزمة  حاليا . وفي المدى القريب، دعى وزراء النقل الأوروبيون عقد مؤتمر عبر الفيديو لمناقشة حالة القطاع المتأثر بسبب الفيروس، في حين تعاني شركات الطيران من تدابير الإغلاق وشل حركة السفر التي فرضت لاحتواء انتشار الوباء العالمي. مع اعلان الحكومة الإيطالية استعدادها لتأميم شركة الخطوط الجوية أليطاليا.

هذا و يعتزم الرئيس دونالد ترامب، بعد  انتظار ، تحمل عبء الانتعاش الاقتصادي من خلال برنامج مساعدات "جريء ومهم للغاية" مخصص للشركات الأميركية المهددة بالانهيار. ولم يكشف وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين عن حجم   المساعدات التي مازالت قيد التفاوض.الا ان الصحافة الأميركية تحدثت عن 850 مليار دولار. ووفقًا لمحطة "سي ان بي سي" او قد تتجاوز 1000 مليار دولار.

و كان  من المتوقع أن تطمئن   هذه الاخبار الأسواق المالية  الا ان بورصة وول ستريت أقفلت على تراجع وخسر مؤشر داو جونز 3,94%. وخفض العديد من البنوك المركزية الفائدة وأعلن العديد من الدول الكبرى خطط دعم كبيرة ولكن طالما يواصل الفيروس انتشاره، تبدو الأسواق مشككة في جدوى مثل هذه التدابير، حتى بعد أن وضع البنك المركزي الأوروبي الثلاثاء أكثر من 100 مليار يورو من السيولة في متناول البنوك.

وأعلنت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الاتحاد الأوروبي عن مساعدات   25 مليار يورو. وفي فرنسا، أعلنت الحكومة عن خفض أو تأجيل أو إلغاء رسوم تصل إلى 32 مليار يورو في شهر مارس وحده. في حين لم يستبعد رئيس الوزراء إدوارد فيليب تأميم شركات إذا لزم الأمر. أما الدولة الإسبانية، فستضمن ما يصل إلى 100 مليار يورو من قروض الأعمال. هذا ومن جانبها، قالت لندن إنها ستقدم ضمانة الدولة على قروض الشركات التي تصل إلى 330 مليار جنيه استرليني (363 مليار يورو)، ومساعدات بقيمة 20 مليار جنيه استرليني. وهكذا يلوح صانعو القرار السياسي بالمليارات في وجه عالم  شبه توقفت عجلته  .

كما يتواصل إلغاء الفعاليات والأحداث الثقافية وآخرها مسابقة يوروفيجن للأغنية التي كانت مقررة في مايو في هولندا. ولم يتخذ بعد قرار بشأن ألعاب طوكيو الأولمبية التي يفترض أن يتنافس فيها 11 ألف رياضي. لكن مباريات يويو-2020 لكرة القدم أجلت لسنة، 2021  وبينما يحوم الخوف في سماء   أوروبا،   تشهدالصين انتعاشا   وخارج مقاطعة هوبي،  بدأت المحلات التجارية التي ظلت مغلقة طيلة شهرين تقريبًا، تفتح أبوابها تدريجيًا، وبدأ عشاق التايتشي يمارسون من جديد فنهم في الأماكن العامة. الا ان  ارتداء القناع الواقي لا يزال معتمداً وكذلك قياس درجة الحرارة عند دخول أصغر سوبر ماركت.

  

 

 



التعليقات