تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
16 ديسمبر 2020 10:28 ص
-
ألمانيا .. تسارع كورونا يزيد ضغوط فرض قيود على قطاع التجزئة

ألمانيا .. تسارع كورونا يزيد ضغوط فرض قيود على قطاع التجزئة

 

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

المستشارة الألمانية أقرت ستة أسابيع إجراءات عزل عام على نطاق جزئي تغلق خلالها المقاهي والمطاعم   وفرض قيود على التسوق في المتاجر على نحو سريع لاحتواء تفشي جائحة كورونا، هذا ما دعا اليه  أولاف شولتس وزير المالية الألماني وفقا لـ"الألمانية".

وقال نائب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين في العاشر من شهر ديسمبر 2020 ، "إنه يتعين على ألمانيا قبول عديد من القيود بسبب انتشار الفيروس، على سبيل المثال فيما يتعلق بقطاع التجزئة، يجب أن يتم ذلك بسرعة كبيرة الآن". ومن المتوقع صدور قرارات لتشديد قيود احتواء كورونا  ، خلال المناقشات بين ميركل ورؤساء حكومات الولايات.

ـ تقليل الاختلاط:

 قال شولتس خلال فعالية للإعداد للبرنامج الانتخابي لحزبه الاشتراكي الديمقراطي "إنه يجب تقليل الاختلاط إلى حد كبير، خاصة  في المدارس  فالفيروس ينتشر بسرعة، وعلينا  اتخاذ قرارات واسعة النطاق لحماية صحة المواطنين".

إلى ذلك قالت مصادر مطلعة ،إنه من المقرر أن تبحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع زعماء الولايات  تشديد إجراءات العزل العام في ظل تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، والدعوات المطالبة بالتحرك".

وتطبق ألمانيا منذ ستة اسابيع إجراءات عزل عام على نطاق جزئي إذ تغلق المقاهي والمطاعم في حين تبقي على المتاجر والمدارس مفتوحة، وفرضت بعض الولايات بالفعل إجراءات أكثر صرامة.

 وقال بيتر ألتماير وزير الاقتصاد لشبكة "آر.إن.دي" في العاشر من شهر ديسمبر ، "إن وحدات العناية المركزة في المستشفيات توشك على تجاوز الحدود القصوى لطاقتها، وإن ألمانيا لا يمكنها الانتظار إلى ما بعد عيد الميلاد للتعامل مع ذلك. مضيفا انه  علينا أن نوضح كيف ستستمر الأمور الآن، وإلا فإن الجائحة ستخرج عن نطاق السيطرة تماما .

وأظهرت بيانات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية   أن "الإصابات اليومية بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا قفزت إلى 28438، بينما بلغ عدد الوفيات اليومي 496.

ـ تحليل بيانات دراسة خاصة:

وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة أن الكمامات تقلل من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد بواقع النصف تقريبا - بمتوسط يبلغ نحو 45 %.

وقال كلاوس فيلده الخبير الاقتصادي في مدينة ماينتس الألمانية وأحد معدي الدراسة التي نُشرت في دورية "بانس"، في تصريحاته   "هذا يعني 55 بدلا من مائة إصابة جديدة، أو بوضوح أكثر، بدلا من 20 ألف إصابة جديدة يوميا، سيكون لدينا بدون كمامات نحو 38 ألف إصابة، وعلى الجميع ارتداء الكمامات لحماية أنفسهم والآخرين من العدوى".

وقام فيلده مع ثلاثة خبراء آخرين في الاقتصاد بتحليل بيانات دراسة خاصة أجريت في مدينة "ينا" الألمانية ومقارنتها ببيانات من مدن ألمانية مماثلة. وفي مدينة "ينا" في ولاية تورينجن، تم تطبيق إلزام ارتداء الكمامات الواقية - مصحوبة بحملة دعائية عامة - في 6   أبريل  2020 ، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع من معظم المناطق والمدن الألمانية الأخرى.

وقال فيلده "كانت تلك ضربة حظ شديدة يتمناها المرء في كثير من الأحيان، حتى يتمكن من رؤية مسارات العدوى في الواقع". وقارن العلماء بين ينا ومدن مثل ترير ودارمشتات وكلوبنبورج وروستوك.

وكانت نسبة الإصابة والكثافة السكانية ومتوسط العمر ونسبة كبار السن وتوافر الأطباء والصيدليات في هذه المدن مماثلة لتلك الموجودة في "ينا"، وأضاف "رصدنا ما كان يحدث في ينا ومناطق المقارنة بعد ثلاثة أسابيع من تطيبق إلزام ارتداء الكمامات".

ومن أجل استبعاد تأثيرات أخرى، أخذ العلماء قواعد أخرى طبقت في ألمانيا خلال هذا الوقت في الحسبان، إذ أوضح فيلد  انه لم تكن هناك تغييرات في اللوائح في ينا وتورنجن قبل ثمانية إلى 12 يوما من 6   أبريل  وعقبه في الفترة نفسها، لقد صار بذلك واضحا أننا نستهدف تأثير الأقنعة، لا يمكننا استبعاد تغييرات أخرى في السلوك تماما عبر ما يسمى بتأثيرات الإشارة". وأشار إلى أن أحد هذه التأثيرات هو أن الناس يتصرفون بشكل عام بحذر أكبر، في ظل وجود كمامات.

 

 



التعليقات