تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
21 مارس 2022 2:40 م
-
الطاقة الدولية تتوقع احتياجات العملاق الآسيوي من الغازالروسي أعلى 40 % في 2030

الطاقة الدولية تتوقع  احتياجات العملاق الآسيوي من الغازالروسي أعلى 40 % في 2030

اعداد ـ فاطيمة طيبي

تعول روسيا الخاضعة لعقوبات غربية مشددة على الطلب الصيني القوي على الغاز والنفط لبيع مخزونها. وبحسب "الفرنسية"، فإن الصين عملاق مستهلك للطاقة، حيث شهدت البلاد التي تشترك في أكثر من أربعة آلاف كيلو متر من الحدود مع روسيا قفزة في احتياجاتها من الطاقة تماشيا مع نموها الاقتصادي. حيث كانت الصين العام الماضي 2021  ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والثالث للغاز، الذي يستمر نمو الطلب عليه. كما انه وفي 2030، يتوقع أن تكون احتياجات العملاق الآسيوي من الغاز أعلى 40 %   مما كانت عليه في 2020، وفق وكالة الطاقة الدولية IEA.

لكن، لا يمثل الغاز الروسي سوى 5 % من الاستهلاك الصيني.وعلى الرغم من زيادة طلب الصين إلا أن احتياجاتها تظل أقل بكثير من الواردات الأوروبية، إذ تمثل أوروبا المشتري الرئيس للغاز الروسي. في العام 2021 ، استورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، أي أكثر بنحو 10 مرات مما استوردته الصين من روسيا. إضافة إلى ذلك، تزود روسيا الصين بـ 16 % من احتياجاتها من النفط، بمتوسط 1.59 مليون برميل تم تسليمها يوميا العام الماضي 2021 ، وفقا للمجموعة المصرفية الأسترالية النيوزيلندية ANZ.

للحصول على إمدادات الغاز الروسي، أمام الصين خياران:

ـ التوصيل عبر الأنابيب "خطوط أنابيب الغاز"

ـ أو منافذ استقبال الغاز الطبيعي المسال LNG عن طريق البحر وتحويله إلى غاز.

ـ خط اول لأنابيب الغاز باسم "قوة سيبيريا" :

بدأ أول خط أنابيب بضخ الغاز الروسي إلى الصين في 2019، ويربط الأنبوب، الذي أطلق عليه اسم "قوة سيبيريا" بين حقول شرق سيبيريا والحدود الصينية على امتداد أكثر من ألفي كيلو متر. والخط الصيني، الذي من شأنه أن يجعل من الممكن في نهاية المطاف توصيل الغاز إلى شنغهاي، مقسم إلى ثلاثة أجزاء، أحدها لم يتم بناؤه بعد. وسيكون مشغلا بكامل طاقته في 2025، وبذلك سيكون خط "قوة سيبيريا" قادرا على نقل 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.

ـ خط ثان لأنابيب الغاز باسم "قوة الصين 2" :

 يجري الحديث عن خط ثان لأنابيب الغاز باسم "قوة الصين 2" (باور أوف تشاينا)" يعبر منغوليا، وإذا تحقق المشروع فستحصل الصين بفضله على 50 مليار متر مكعب إضافية من الغاز، وفقا للإعلام الصيني. يرافق خط أنابيب الغاز الروسي الصيني عقد ضخم لتوريد الغاز إلى الصين تقدر قيمته بأكثر من 400 مليار دولار على مدى 30 عاما، وقعته شركة غازبروم ومؤسسة البترول الوطنية الصينية CNPC بعد عقد من المحادثات في شهر  مايو  2014. قبل ذلك بأربعة أشهر، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، هذه الخطوة التي اتخذها فلاديمير بوتين دفعت الغرب إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا، التي فترت علاقاتها مع أوروبا.

ـ عقد جديد لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي:

 

قبل ثلاثة أسابيع من التدخل العسكري في أوكرانيا، ناقش رجل الكرملين القوي هذه المرة مع بكين إعداد عقد جديد لتزويد الصين بعشرة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي. إضافة إلى روسيا، حرصت الصين في الأعوام الأخيرة على زيادة مصادرها من الطاقة، فأكبر مورد للغاز إلى الصين هي تركمانستان، التي تتقدم بأشواط على كازاخستان وأوزبكستان. وعلى الرغم من التوتر مع كانبيرا، تظل أستراليا بالنسبة لبكين أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال "39 % من حصة السوق ، متقدمة على الولايات المتحدة  11% وقطر وماليزيا وإندونيسيا، وفقا للبيانات الرسمية.

وعلى الرغم من العلاقات المضطربة، إلا أن الصين اقتربت أيضا من الولايات المتحدة العام الماضي 2021  وسط اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية. ووقعت شركة النفط الصينية العملاقة "سينوبك" اتفاقية مدتها 20 عاما مع الشركة الأمريكية للغاز المسال "أميركان فينشر جلوبال" في نهاية 2021 لتزويدها بالغاز الطبيعي المسال.

 



التعليقات