تحليلات


الفيس بوك
 
كتب فاطيمة طيبى
11 أبريل 2022 10:33 ص
-
التعليقات
بلومبيرج" :مخاوف اضطرابات الإمدادات عبر أوكرانيا ترفع أسعار الغاز في أوروبا

بلومبيرج" :مخاوف اضطرابات الإمدادات عبر أوكرانيا ترفع أسعار الغاز في أوروبا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

كما قالت شركة تشغيل شبكة خطوط أنابيب الغاز في أوكرانيا  إن التدخل الروسي في أوكرانيا المستمر يهدد استقرار تدفق إمدادات الغاز إلى أوروبا. حيث رجعت مرة اخرى  أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعها خلال التعاملات الأوروبية في الثامن من شهر ابريل الحالي 2022  بسبب تزايد المخاوف من اضطراب تدفق إمدادات الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية، وهي أحد الممرات الأساسية للغاز الروسي إلى أوروبا.

ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن الشركة القول إن القوات الروسية ومجموعة مسلحة موالية لها تسبب اضطرابا في عمل محطة ضغط أساسية في شبكة خطوط أنابيب الغاز والمسؤولة عن نقل نحو ثلث إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا. وتزامن تحذير الشركة الأوكرانية مع تراجع الكميات، التي يتم ضخها عبر أوكرانيا عن التوقعات، رغم أن شركة غازبروم الروسية المصدرة للغاز قالت إنها ترسل كميات الغاز نفسها إلى أوروبا.

ـ ارتفاع الاسعار :

وتراجعت الطلبيات للغاز الروسي عبر أوكرانيا في الثامن من شهر ابريل  إلى نحو 91 مليون متر مكعب يوميا، وهو أقل مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع. وارتفع سعر الغاز الطبيعي الهولندي وهو الغاز القياسي للسوق الأوروبية في نفس الفترة الى  3.6 % إلى 108.3 يورو لكل ميجاوات/ ساعة تسليم الشهر المقبل في تعاملات بورصة أمستردام. كما ارتفع سعر الغاز في تعاملات لندن 3.6 % إلى 2.42 جنيه استرليني لكل مليون وحدة حرارية. وفي الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الروسي تداعيات الحرب على أوكرانيا، من المنتظر أن تظهر أوضاع المالية العامة الروسية قوية، في ظل استمرار استيراد أكبر الشركاء التجاريين لروسيا النفط والغاز منها رغم العقوبات الغربية على موسكو.

ويتوقع الخبراء في خدمة "بلومبيرج إيكونوميكس" للتقارير الاقتصادية وصول إيرادات روسيا من صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي خلال العام الحالي 2022 إلى نحو 321 مليار دولار، ما يزيد بأكثر من الثلث على العام الماضي 2021 ، بفضل الارتفاع الكبير في أسعار الغاز الطبيعي والنفط.

كما تتجه روسيا نحو تحقيق فائض قياسي في ميزان الحساب الجاري خلال العام الحالي، حيث يقدره معهد التمويل الدولي بنحو 240 مليار دولار. ويقول خبراء معهد التمويل الدولي بقيادة روبن بروكس في تقرير صادر عن المعهد: "إن المحرك الأكبر الوحيد لفائض الحساب الجاري لروسيا ما زال يبدو قويا، مع استمرار العقوبات الحالية، سيستمر تدفق العملة الصعبة بغزارة إلى روسيا بفضل صادراتها من النفط والغاز الطبيعي".

ـ إيطاليا تسعى لتخفيف مشكلة الغاز الروسي:

قال مصدران "إن ماريو دراجي رئيس الوزراء الإيطالي   سيوقع على اتفاقية لزيادة واردات الغاز، في الوقت الذي تكثف فيه روما جهودها لاستكشاف مصادر بديلة عقب الحرب الروسية". وأكد مصدر حكومي أن دراجي سيصطحب معه وفدا  لزيارته للجزائر من المتوقع أن يضم رئيس مجموعة "إيني" الإيطالية للطاقة، ولويجي دي مايو وزير الخارجية، وروبرتو تشينجولاني وزير التحول البيئي،  وتحصل إيطاليا على نحو 40 % مما تستورده من الغاز من روسيا وسارعت إلى تنويع مصادرها من إمدادات الطاقة مع تصاعد النزاع في أوكرانيا. وقال تشينجولاني في الأسبوع االاول من ابريل  "إن إيطاليا تجري محادثات مع سبع دول لتأمين حصولها على كميات أكبر من الغاز، وإن بعض المحادثات في مرحلة متطورة للغاية". وزيارة دي مايو وكلوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لـ"إيني" الجزائر في الأسابيع الأخيرة لمناقشة تعزيز العلاقات في مجال الطاقة. والجزائر ثاني أكبر مورد للغاز لإيطاليا ويضخ خط أنابيب ترانسميد "خط الأنابيب عبر المتوسط" الغاز الجزائري إلى السواحل الإيطالية منذ 1983. وتزيد الطاقة اليومية للخط على 110 ملايين متر مكعب لكنه ينقل حاليا أقل من 60 مليون متر مكعب. وأدى ارتفاع الاستهلاك المحلي ونقص الاستثمارات وعدم الاستقرار السياسي، بما في ذلك إغلاق خط أنابيب لإسبانيا بسبب خلاف مع المغرب، إلى الحد من الصادرات الجزائرية. لكن الواردات الإيطالية ارتفعت في العام الماضي 2021 الى  76 % إلى 21.2 مليار متر مكعب أو 29 % من إجمالي الواردات. وقالت روما "إنها تتطلع إلى الحصول على تسعة مليارات متر مكعب أخرى من الجزائر".

وقال مصدر  صحفي  إن دراجي سيوقع الاتفاق المؤسسي بين الدولتين وستكمل بعد ذلك شركة  إيني  و شركة  سوناطراك الجوانب الفنية، وسيشمل الاتفاق أيضا الاستثمارات المشتركة في مشاريع الطاقة المتجددة . وأجرت شركة النفط والغاز الجزائرية المملوكة للدولة سوناطراك مباحثات مع "إيني" التي تسيطر عليها الدولة حول كيفية زيادة إمدادات الغاز إلى إيطاليا على المديين القصير والمتوسط. ولـ"إيني" عقود غاز طويلة الأجل مع "سوناطراك"، وقد أعلنت عن كشف كبير في الصحراء الجزائرية في شهر  مارس  يبلغ نحو 140 مليون برميل من النفط في الموقع..

 



التعليقات