تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
17 مايو 2022 2:08 م
-
القمح يرتفع الى 40 % خلال 3 أشهر بعد قرار الهند بحظر تصديره

القمح يرتفع الى 40 % خلال 3 أشهر بعد قرار الهند بحظر تصديره

اعداد ـ فاطيمة طيبي

بعد تسجيله ارتفاعا في أعقاب الحرب في أوكرانيا، المصدرة الرئيسة للقمح، ارتفع سعر السلعة الغذائية الرئيسة إلى 435 يورو (453 دولارا) للطن مع افتتاح السوق الأوروبية. بحسب "الفرنسية".

كما قفزت أسعار القمح إلى مستوى قياسي في السادس عشر من شهر مايو 2022 بعد قرار الهند حظر تصديره في وقت تشهد فيه البلاد موجة حر أضرت بالمحاصيل. هذا وأعلنت الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، في 15 من مايو الحالي  حظر تصدير القمح من دون إذن حكومي خاص بسبب تراجع إنتاجها جراء موجات الحرالشديدة.

وقالت نيودلهي، التي تعهدت بتزويد الدول الفقيرة المعتمدة على الصادرات من أوكرانيا، إنها تريد ضمان "الأمن الغذائي" لسكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وهو قرار من شأنه أن "يؤدي إلى تفاقم أزمة" إمدادات الحبوب على المستوى العالمي، كما حذرت مجموعة السبع بذلك قبلها يايام.

ـ سعر طن القمح :

يعود الرقم القياسي السابق إلى 13 مايو  حيث بلغ سعر طن القمح 422 يورو عند الافتتاح، في ضوء التوقعات العالمية الأمريكية الجديدة بانخفاض إنتاج القمح الأوكراني بمقدار الثلث في 2022ـ 2023.

وارتفع سعر القمح منذ أشهر إلى مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية. وزاد سعره بنسبة 40 % خلال ثلاثة أشهر والسوق متوترة جدا بسبب مخاطر الجفاف في جنوب الولايات المتحدة وغرب أوروبا. شهدت أسعار القمح العالمية قفزة في الاسبوع الثالث من شهر مايو الحالي  إذ يهدد الحظر الهندي على التصدير بشح أكبر في الإمدادات التي تضررت مع الحرب في أوكرانيا. والهند هي أحدث دولة تستخدم قيود التجارة لمكافحة تضخم أسعار المواد الغذائية في الداخل.

وصعدت العقود الأمريكية والأوروبية الآجلة للقمح نحو 6 % كما وصلت سوق شيكاجو، وهي السوق المعيارية، في وقت سابق إلى الحد الأقصى من التداول اليومي بينما اقتربت الأسعار في باريس من أعلى مستوى لها على الإطلاق. وارتفعت عقود شيكاجو الآجلة 4.3 %، لتتراجع دون ذروة شهرين التي سجلتها في وقت سابق، بينما ارتفعت الأسعار في باريس 4.1 % .

ـ ارتفاع اسعار الغذاء بسبب ارتفاع اسعار القمح :

وأسهم ارتفاع سعر القمح هذا العام في زيادة أسعار الأغذية في العالم إلى مستويات غير مسبوقة وفقا لقياس وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة، إذ زعزعت الحرب الروسية - الأوكرانية السوق من خلال توقف شحنات ضخمة كانت تنطلق من موانئ أوكرانيا على البحر. .. وقال أربعة متعاملين لمصادر صحفية  إن الحظر الذي فرضته الهند على صادرات القمح تسبب في بقاء نحو 1.8 مليون طن عالقة في الموانئ ما جعل التجار في مواجهة خسائر فادحة بسبب احتمال اضطرارهم للبيع في السوق المحلية الأضعف.كما قالت نيودلهي في وقت سابق، قبل قرار الحظر، إنها تستهدف شحنات قياسية تبلغ عشرة ملايين طن هذا العام.

وقالت الهند إن الصادرات المدعومة فقط بخطابات ائتمان، أو ضمانات دفع، صدرت بالفعل قبل 13 مايو  ستمضي قدما قبل دخول الحظر حيز التنفيذ.

ايضا قال متعامل في مومباي مع شركة تجارة عالمية إن هناك نحو 2.2 مليون طن من القمح في الموانئ حاليا أو في طريق النقل ولدى المتعاملين خطابات ائتمان لكمية 400 ألف طن منها فحسب. كما قال متعامل آخر "لا يعلم المصدرون ما العمل في الكمية المتبقية البالغة 1.8 مليون طن. لم يعتقد أحد أن الحكومة ستحظر الصادرات فورا". ايضا أكد متعامل في مومباي أن الحظر قد يجبر الشركة التي يعمل بها على إعلان حالة القوة القاهرة على شحنات لعملاء في الخارج. وأضاف "اشترينا القمح من التجار ونقلناه للموانئ. نعتزم الوفاء بالتزاماتنا التصديرية لكن لا يمكننا تجاوز سياسة الحكومة. ولذلك ليس لدينا خيار إلا إعلان حالة القوة القاهرة".

ـ الحرب وقضايا الأمن الغذائي:

من جهتها، أقرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين بأن الحرب تسببت في تفاقم قضايا الأمن الغذائي حول العالم. ونقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن يلين القول في الاسبوع الثالث من شهر مايو الحالي  في وارسو :"تأثير الحرب يتجاوز أوكرانيا، وهو ما ننظر إليه بقلق شديد. وأخشى من أننا بالفعل نواجه أزمة عالمية". كما انتقد وزراء الزراعة بمجموعة الدول السبع الكبرى التحرك الهندي، وأكدوا أنه يفاقم الأزمة حول العالم.

من جهة اخرى تجدر الإشارة إلى وجود يلين في أوروبا من أجل المشاركة في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة السبع، الذي ستستضيفه ألمانيا في وقت لاحق مع نهاية شهر مايو الحالي. كما صرحت يلين بأن المسؤولين يعتزمون إصدار خطة عمل للتعامل مع أزمة انعدام الأمن الغذائي. وأوضحت أنها ستتضمن سبل المضي لتوفير دعم كبير وسريع.

 

 

 



التعليقات