تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
5 يونيو 2023 2:32 م
-
"بريكس".. عملة مشتركة جديدة محتملة ستتجاوز التقيد بالدولار الأمريكي

"بريكس".. عملة مشتركة جديدة محتملة ستتجاوز التقيد بالدولار الأمريكي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

طلبت مجموعة دول "بريكس" من بنك التنمية الجديد ومقره شنغهاي، إرشادات حول كيفية إنشاء عملة مشتركة جديدة محتملة لتسهيل تنمية الاقتصاد العالمي وحماية أعضاء المجموعة من العقوبات الغربية.

وفي الأول من شهر يونيو ، جمعت مجموعة بريكس (وهي اختصار للبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقياوزراء خارجية دولها، بالإضافة إلى نظرائهم من عدة دول مثل السعودية والإمارات ومصر وكازاخستان في قمة لمدة يومين في كيب تاون.

أعقب ذلك الاجتماع إعلان البريكس أنها قد تستكشف قريبا إمكانية إنشاء عملتها الخاصة لتجاوز التقيد بالدولار الأمريكي، وذلك بعدما أصبحت العقوبات الشاملة التي فرضها الغرب على روسيا بمثابة جرس إنذار للاقتصادات الناشئة في جميع أنحاء العالم .

أثارت تلك الخطوة تساؤلات حول إمكانية أن تحل عملة "بريكس" الموحدة محل الدولار الأمريكي، وهو ما يراه مراقبون دوليون ممكنا في ظل الظروف الراهنة.

يقول أشرف باتيل، الباحث البارز في معهد الحوار العالمي وعضو شبكة "بريكس"  في جنوب أفريقيا، إن العملة الاحتياطية المقترحة من قبل مجموعة دول بريكس يمكن أن تضمن الاستقرار الاقتصادي العالمي من خلال حماية الدول من العقوبات الغربية والأزمات المالية.

ـ انضمام المملكة العربية السعودية  لـ"بريكس" يضفي قوة أكبر:

 ويضيف باتيل أن "العالم حاليا عالق في العديد من الانقسامات الجيوسياسية متعددة المستويات، والبريكس لديها القدرة على توفير استقرار اقتصادي واسع القاعدة، مع إنشاء منصات بديلة في نفس الوقت في المجالات الرئيسية، أحدها هو العملة الاحتياطية لـ"بريكس".

ووصف الباحث البارز في معهد الحوار العالمي وعضو شبكة "بريكس"  العملة الاحتياطية لدول "بريكس" بأنها أكثر الاحتمالات الواعدة، حيث أنها يمكن من خلال العمل على المستويات الثنائية (الصين والبرازيل) والمستويات الإقليمية (البرازيل والأرجنتين) أن تزيد التدفقات التجارية.

وبحسب باتيل، فإنه يمكن للعملة الاحتياطية لدول "بريكس" أن تمنح السلع المنتجة في بلد واحد إمكانية الالتفاف على القيود التجارية بين دولتين من خلال تصديرها إلى بلد ثالث ثم إعادة تصديرها منها.

يذكر أن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، كان قد صرح بأن الوقت قد حان لأمريكا اللاتينية ودول "بريكس" للابتعاد عن العملة الخضراء لتعزيز التجارة متعددة الأطراف والتنمية الاقتصادية لجنوب الكرة الأرضية.

ـ انضمام اعضاء جدد:

أعلن دبلوماسيون كبار من دول "بريكس" خلال محادثات في جنوب أفريقيا، أن المجموعة منفتحة على انضمام أعضاء جدد، في وقت تسعى الكتلة إلى الحصول على صوت أقوى في الساحة الدولية.

ودعا وزراء خارجية مجموعة الدول الخمس، المؤلفة من البرازيل ،روسيا ، الهند ،الصين وجنوب أفريقيا، إلى "إعادة توازن" النظام العالمي، وذلك خلال اجتماعهم في الكاب في جنوب أفريقيا، في إطار المؤتمر الذي  استمر ليومين الاول والثاني من يوليو .

وقال وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، خلال كلمة افتتاحية "اجتماعنا يجب أن يبعث رسالة قوية مفادها أن العالم متعدد الأقطاب، وأنه يعيد توازنه، وأن الطرق القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة". وأضاف "نحن رمز للتغيير ويجب أن نتصرف على هذا الأساس". 

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن "أكثر من عشر دول" يتردد أن من بينها السعودية قد أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس". وذكر لافروف أن القضية نوقشت مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الموجود في الكاب.

بدوره قال نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاو تشو، إن بكين ترحب بالمتقدمين المحتملين. وأضاف في مؤتمر صحافي "نتوقّع انضمام مزيد من الدول إلى عائلتنا الكبيرة".

يأتي اجتماع دول مجموعة "بريكس" الاول من يونيو في الكاب قبل قمة مقررة، لرؤساء الدول، في شهر أغسطس  المقبل تهيمن على تحضيراتها إمكانية حضور فلاديمير بوتين إلى جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة للقمة.

 في هذا الصدد أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، أن "دعوة وجهت إلى كل من رؤساء الدول الخمس". وأشارت باندور إلى أن القمة ستعقد في جوهانسبرغ بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة تدرس نقلها إلى مكان آخر. وأوضحت باندور أن محادثات وزراء الخارجية، ركزت على الاستخدام المحتمل لعملات بديلة للدولار الأميركي في التجارة الدولية، وعلى تعزيز بنك التنمية الجديد، المعروف أيضا باسم بنك "بريكس".

ومن بين الدول التي تسعى للانضمام إلى المنظمة، إيران والسعودية، اللتان قدمتا طلبات انضمام رسمية، وفقا لسفير جنوب أفريقيا لدى المنظمة. إضافة إلى  الجزائر التي أبدت رغبتها في وقت سابق،على  لسان الرئيس عبد المجيد تبون، الذي أمل أن يكون عام 2023 متوجا  بدخول الجزائر لمجموعة بريكس.

وبدأ العمل على إنشاء مجموعة "بريكس" في العام 2006. وعقدت أول قمة لها في 16  يونيو 2009 تحت اسم "بريك"، في مدينة يكاترينبورغ الروسية. وفي عام 2017، وخلال عقد قمة "بريكس" في مدينة شيامين الصينية، تم الحديث عن خطة "بريكس بلس BRICS plus" التوسعية، والتي تهدف إلى إضافة دول جديدة إلى المجموعة كضيفة بصورة دائمة، أو مشاركة في الحوار.  

ومجموعة "بريكس" منظمة دولية تضم روسيا، البرازيل، الهند، الصين، جنوب أفريقيا، وتستحوذ على 23% من حجم الاقتصاد العالمي، و18% من التجارة الدولية. ويسعى عدد من الدول إلى الانضمام لهذه الكتلة الاقتصادية الضخمة.  كما توصلت دول البريكس إلى مقترحات مختلفة حول إمكانية أن تحل عملة "بريكس" محل الدولار، من بينها أن يتم تأمين العملة الموحدة الجديدة ليس فقط بالذهب، ولكن أيضا من خلال مجموعات أخرى من المنتجات، مثل العناصر الأرضية النادرة.

 

 



التعليقات