تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
31 يوليو 2023 1:41 م
-
قمة "روسيا ـ إفريقيا": حقيبة من المشاريع والاتفاقيات الروسية الكبرى مع مصر

قمة "روسيا ـ إفريقيا": حقيبة من المشاريع والاتفاقيات الروسية الكبرى مع مصر

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يقود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطار تنمية المشروعات الروسية في مصر، في ظل العلاقات القوية التي تتمتع بها موسكو والقاهرة. وتزامن مع مرور 80 عاما على إقامة العلاقات بين البلدين كشفت الحكومة الروسية خلال قمة "روسيا ـ إفريقيا"، عن مجموعة من المشروعات الكبرى مع مصر والتي تأتي على رأسها مفاعلات الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية. فما أكدت تصريحات المسؤولين الروس خلال القمة على وجود حقيبة من المشاريع والاتفاقيات الكبرى مع مصر، يتم تنفيذ بعضها والبعض الآخر في مرحلة المفاوضات. 


ـ منطقة تجارة حرة مع مصر:

كما تحدث مساعد رئيس الوزراء الروسي ألكسي أوفيرتشوك، وفقا لوكالة "تاس" الروسية عن وجود مفاوضات مع الجانب المصري حول توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، موضحا أنه قد مرت بالفعل خمس جولات من المفاوضات. كما أنه من المتوقع أن تعقد الجولة السادسة في أغسطس وسبتمبر ، ومن السابق لأوانه تخمين موعد اكتمالها حيث أن المفاوضات جارية، ويعرب الجانبان عن اهتمامهما بإنشاء مثل هذه المنطقة.

ووفقا لوكالة "تاس" فقد زودت روسيا العام الماضي 43 دولة إفريقية بمنتجات زراعية بقيمة 4.7 مليار دولار، وكانت مصر هي أكبر المشترين للمنتجات الزراعية الروسية، حيث استحوذت على ما يقرب من نصف إجمالي الصادرات الروسية (47%)، والجزائر بحصة (15%) ، وليبيا (11%) ، والسودان (9%) وكينيا (4%) .

ـ    عودة سيارات "لادا" إلى مصر:

من جانبه، قال رئيس شركة "أفتوفاز" الروسية ماكسيم سوكولوف لوكالة "تاس" الروسية إنه عندما نتحدث عن مصر يمكن القول بالتأكيد أنها يمكن أن تصبح مركزا للتوسع الإضافي لمنتجات "أفتوفاز"في دول القارة الأفريقية.

 ونوه بأن مصر تعد من الدول الصديقة لروسيا وتتمتع الدولتان بصداقة قوية، ونهدف من خلال شركة "الأمل" الممثل لـ"أفتوفاز" في مصر استعاد الإنتاج والتصنيع.   كما تتوقع شركة "أفتوفاز" الروسية استئناف إنتاج سيارات "لادا" في مصنع الأمل في مصر في عام 2024، حيث تتحدث الشركة عن إنتاج السيارات من طراز "غرانتا" فقط.

وقال قال رئيس الشركة مكسيم سوكولوف في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية على هامش منتدى "روسيا - أفريقيا": "تم استئناف عملية التفاوض ونأمل أن نتمكن خلال العام المقبل من استئناف هذا الإنتاج بشكل مشترك في شركة الأمل بمصر".

وأوضح أنه تم إيقاف الإنتاج نظرا لبعض المشاكل اللوجستية وصعوبات في التسويات المتبادلة، ورغم تحسن سعر صرف الروبل في الفترة الأخيرة إلا أنه كان جيدا محليا وليس للتصدير ولم يكن من المجدي اقتصاديا توفير السيارة على الساحة المصرية.

وتابع: "حتى الآن، من المحتمل أن يكون طراز "جرانتا" الذي تم إنتاجه سابقا هو الذي سيتم إنتاجه مجددا، حيث تم إعداد السوق المصرية لبيع السيارات ذات الميزانية المحدودة، وLada Granta  هي السيارة الأكثر ميزانية في خطنا. وأشار إلى أنه سيتم التركيز على تطوير السوق المصرية، لكن أولا نحتاج إلى استعادة ما كان لدينا من إنتاج.

وكانت تتوفر لادا جرانتا العام الماضي 2022  في السوق المصرية بـ 3 فئات، الأولى بناقل حركة مانيوال بسعر 194.5 ألف جنيه، والثانية بناقل حركة أوتوماتيكي بسعر 229.5 ألف جنيه، والثالثة بناقل حركة أوتوماتيكي بسعر 235.5 ألف جنيه، حيث تتميز سيارات لادا بسعرها مقارنة بالسيارات الأخرى في السوق المصرية في ظل الأزمة التي تعاني منها السوق في قطاع السيارات.

ـ مشروع الضبعة النووي:

من جانبه، تحدث المدير العام لشركة روس أتوم الروسية، أليكسي ليخاتشيف، بأنه من المتوقع أن يبدأ تشييد المفاعل الرابع لمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر في نوفمبر من هذا العام. وقال ليخاتشيف على هامش قمة "روسيا - إفريقيا": "نأمل بشدة في أن يوفر لنا المصريون الترخيص وفي نوفمبر سنكون قادرين على تنفيذ أول خرسانة في المفاعل الرابع".

وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، على أن مشروع محطة الضبعة النووي ينفذ حسب الخطة المعتمدة.

 ونوه بوتين إلى أن هذا العام "بعد شهر واحد بالضبط"، يوافق الذكرى الـ80 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر. وأضاف: "على مدى هذه السنوات، وعلى مدى هذه العقود، اكتسبت العلاقات بين روسيا ومصر طابعا خاصا ومكانة خاصة. لقد تم إنجاز الكثير تحت قيادتكم سيدي الرئيس. لدينا مشاريع الضخمة وقوية في مجال للطاقة، وبشكل خاص مشروع بناء المحطة النووية. كل شيء يجري وفقا للخطة".

وأشار الرئيس الروسي إلى أن ثلث حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا يتم مع مصر. وأضاف: "ارتفع حجم التبادل التجاري بين الدولتين بنسبة 28.8%العام الماضي 2022 ، وفي 5 أشهر من هذا العام ارتفعت بنسبة 7% أخرى عن العام الماضي".

ومن جهته أشار الرئيس السيسي إلى أن مصر تقدر الدعم الواضح لروسيا في إنشاء محطة الضبعة النووية ومشروع المنطقة الروسية الصناعية. وأكد الرئيس عبد الفاتح السيسي أن القمة الروسية الإفريقية ستكون لها نتائج عظيمة، مشيرا إلى أن مصر حريصة على تلبية دعوات الرئيس الروسي فيما يخص التعاون في المجالات المختلفة وأيضا على مستوى القارة الإفريقية. كما تقدم السيسي بالتهنئة إلى روسيا بمناسبة مرور 80 عاما على العلاقات الروسية المصرية.

ـ المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس:

وقال الرئيس الروسي خلال الجلسة الافتتاحية لقمة "روسيا - إفريقيا" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية: "في المستقبل القريب في مصر في منطقة قناة السويس سوف يطلقون منطقة صناعية روسية، من المقرر توزيع البضائع المنتجة هناك في جميع أنحاء إفريقيا".

وتابع بوتين: "في مصر تحدثت مع زميلي الرئيس السيسي،   وأتمنى أن نفتتح منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس في المستقبل القريب. ونتوقع أن يتم هذا العام إنشاء أول مرافق الإنتاج الصناعية في المنطقة، وفي المستقبل سيتم تصدير البضائع المنتجة في جميع أنحاء إفريقيا".

ـ التعاون في مجال الطاقة:

قال وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، إن روسيا ومصر اتفقتا على زيادة إمدادات الطاقة وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشاريع جديدة.وأضاف شولجينوف في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية على هامش القمة الروسية الإفريقية: "لقد التقيت مرارا وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا، واتفقنا على زيادة إمدادات النفط إلى مصر وتوسيع مشاركة شركات النفط والغاز الروسية في مشروعات جديدة لإنتاج الهيدروكربونات على أراضي البلاد".

وأشار إلى أن الوزارة ستكون قادرة على توفير معايير محددة بعد توقيع الشركات على العقود، لافتا إلى أن مصر التي تصدر النفط والغاز بنفسها تريد التعاون معنا في مجال إمدادات الغاز أيضا.

ـ مشروع استراتيجي ضخم بين روسيا ومصر:

كما أعلنت مجموعة الشحن والنقل الروسية العملاقة "فيسكو"، من قمة "روسيا - إفريقيا" المنعقدة في سان بطرسبورج هذه الأيام، إطلاق خط شحن مباشر بين روسيا ومصر.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة "فيسكو" (FESCO) أندريه سيفيريلوف، في   على هامش مشاركته في القمة، إن "فيسكو" تعتبر أكبر شركة نقل في روسيا ولديها أكبر أسطول بحري في البلاد وستصبح جسرا بين الاقتصادين الروسي والإفريقي، بما في ذلك دول المغرب العربي وشمال إفريقيا ككل.

وأضاف المسؤول الروسي: "لقد أعلنا اليوم فقط عن افتتاح خدمة الحاويات التجارية البحرية المباشرة ما بين ميناء دمياط المصري وميناء نوفوروسيسك الروسي. إنه خط ملاحي كبير إلى حد ما، ونحن نستعد لهذا الحدث خلال نصف العام الأخير. زرنا عددا من المؤسسات التجارية والشركات في مصر. نتطلع إلى إمكانيات نقل ضخمة، تصل إلى 30 ألف ثلاجة شحن في السنة".

 

 



التعليقات