تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
18 أكتوبر 2023 12:52 م
-
منتدى"الحزام والطريق" الصين وروسيا شراكة غيرمحدودة وحياد مؤيد لروسيا

منتدى"الحزام والطريق" الصين وروسيا شراكة غيرمحدودة وحياد مؤيد لروسيا

اعداد ـ فاطيمة طيبي

بمناسبة انعقاد قمة "طرق الحرير الجديدة" استقبل الرئيس الصيني شي جين بينج، السابع عشر من اكتوبر الحال ، في بكين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يزور الصين وذلك من اجل تعميق صداقة عمرها عقود بين البلدين. ويحضر في بكين ممثلون عن أكثر من 130 دولة، في إطار منتدى "مبادرة الحزام والطريق" واسعة النطاق التي أطلقها "شي" .

ويعد بوتين، من أبرز الحاضرين، إذ يقوم بأول زيارة له إلى قوة كبرى منذ الحرب في أوكرانيا.ومن المقرر أن يعقد محادثات مع شي، على هامش المنتدى اليوم الثاني للؤتمر ، وفق ما أفاد به الكرملين، فيما تخيم الحرب الدائرة في غزة على القمة.

ـ البيان:

جاء في بيان للكرملين، أنه: "خلال المحادثات، سيتم التركيز بشكل خاص على القضايا الدولية والإقليمية"، من دون تقديم تفاصيل.

ـ فرصة جديدة لبوتين وشي لإظهار تحالفهما:

في بكين، يسعى بوتين إلى تعزيز العلاقات الوثيقة أساسا مع جارته، رغم أن الخبراء يشيرون إلى أن موسكو باتت الشريك الأصغر بشكل متزايد في هذه العلاقة. كما تعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، فيما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مبلغ قياسي قدره 190 مليار دولار للعام 2022، وفق بيانات بكين الجمركية.

وبينما يوفر منتدى "مبادرة الحزام والطريق" فرصة جديدة لبوتين وشي لإظهار تحالفهما، لا يتوقع خبراء بأن يتم الإعلان عن أي اتفاقات جديدة كبرى. وقال ألكسندر جابويف مدير مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا لـ"الفرنسية"، إن "روسيا تدرك بأن الصين لا ترغب في التوقيع على أي اتفاقيات دعائية..تمسك الصين بجميع الأوراق ".

يرتبط البلدان بتحالف قائم على التكافل، إذ تقدر الصين دور روسيا كحصن في مواجهة الغرب، بينما تعتمد موسكو بشكل متزايد على دعم الصين التجاري والجيوسياسي .

ـ علاقة اعتماد مباشر:

قال بيورن ألكسندر دوبن من جامعة جيلين الصينية، "منذ الحرب في أوكرانيا، باتت روسيا في موقع حيث تعتمد بشكل غير مسبوق على الصين".  وأفاد بأن "التعاون (الروسي) الاقتصادي المتواصل مع الصين يتحول تدريجيا إلى علاقة اعتماد مباشر، ما يثير تساؤلات بشأن إن كانت روسيا تتحول إلى علاقة زبون مع بكين ".

كما أفاد محللون بأن زيارة بوتين الحالية لبكين تركز على حشد الدعم السياسي أكثر من التوصل إلى اتفاقيات كبيرة، مثل خط أنابيب "طاقة سيبيريا ـ 2" للغاز. وذكر مدير مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا "قد نرى نتائج في  الشهور أو الأعوام المقبلة عبر إنجاز مشاريع بنى تحتية، لكنني لا أتوقع مخرجات كبيرة من أي نوع في هذا التوقيت وأضاف، "تملك الصين جميع هذه الأوراق سترغب روسيا بشكل يائس في التوصل إلى إعلان عن اتفاق، لكن الصين هي التي تملك النفوذ ويمكنها تحديد الوتيرة". .

ـ الشراكة "غير المحدودة" :

بعد عشرة أعوام على احتفائهما بالصداقة التي تربطهما، يلتقي الرئيسان سعيا لتعميق الشراكة "غير المحدودة" بين بلديهما. ولا يعد حضوره منتدى للقادة في العاصمة الصينية هذا الأسبوع زيارة نادرة من نوعها إلى الخارج فحسب للرئيس الروسي، إنما تشكل فرصة للإشادة بمبادرة الحزام والطريق التي تعد من أبرز منجزات شي.

وقالت الخبيرة في الشؤون الصينية لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أليسيا باشولسكا إن"وجود الوفد الروسي في بكين مهم بالنسبة إلى موسكو".ووصف خبير العلاقات الروسية الصينية لدى المجلس الأطلسي جو وبستر موقف بكين من الحرب بأنه "حياد مؤيد لروسيا".

وقال إنه في إطار ذلك، قدمت بكين الدعم الدبلوماسي والاقتصادي ومساعدات عسكرية غير فتاكة لموسكو على وقع ازدهار للتجارة الثنائية. يسلط التحول الخافت في الخطاب الضوء على العلاقة غير المتكافئة بين الصين وروسيا والتي تعتمد روسيا في إطارها بشكل متزايد على جارتها لدعم اقتصادها.

وسيلقي الرئيس الروسي كلمته  بعد كلمة نظيره الصيني، بصفته الضيف الرئيس للمنتدى، وسيعقد محادثات ثنائية مع شي، في وقت لاحق من اليوم نفسه. وستكون هذه ثالث مشاركة لبوتين في منتدى الحزام والطريق، الذي تستمر أعماله حتى 18 من اكتوبر. ويركز المنتدى على مبادرة الحزام والطريق، وهي خطة كبرى أطلقها شي، قبل عقد من الزمن، ويأمل أن تؤسس لبنية تحتية عالمية، وشبكات طاقة تربط آسيا بإفريقيا وأوروبا عبر طرق برية وبحرية.

ويشيد بوتين، بالمبادرة، ويقول إنها منصة للتعاون الدولي، حيث "لا يفرض أحد شيئا على الآخرين". ويقول مينشين بيي أستاذ العلوم السياسية، الأمريكي من أصل صيني، في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء "رغم أن تكلفة التحالف الصيني - الروسي أكبر من فوائدها بالنسبة إلى الصين، فإن شي لا يعتزم تقليص خسائره بالتخلي عن بوتين الآن. كما أن إظهار قدرة الغرب على فرض عقوبات اقتصادية مدمرة، وحشد إمكانات عسكرية ضخمة لمساعدة أوكرانيا، شكل تذكيرا صادما لكل من بوتين وشي، بأن الغرب يمتلك قوة مادية لا مثيل لها، وأنه لا توجد أي فرصة لمواجهة السيطرة الغربية إلا بالبقاء معا".

ويضيف، "من منظور روسيا، لن يتم تعويض خسارة الحياد الاستراتيجي الأوروبي إلا بتعزيز قوة التحالف مع روسيا والقوى الأخرى. وهذا يفسر جهود الصين لتعزيز نفوذها في دول الجنوب العالمي. والأمر الأهم هو أن تدهور العلاقات الصينية - الروسية لم يعد قابلا للإصلاح، خاصة بسبب قرر شي الانحياز إلى بوتين".



التعليقات