تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
31 أكتوبر 2023 2:12 م
-
"الفيدرالي": توقعات بتثبيت الفائدة للمرة الثانية لمعالجة التضخم

"الفيدرالي": توقعات بتثبيت الفائدة للمرة الثانية لمعالجة التضخم

اعداد ـ فاطيمة طيبي

يتوقع المحللون والمتداولون الذين يقومون بتحليل خطابات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة بأغلبية ساحقة أن يبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة للاجتماع الثاني على التوالي، حيث يتطلع إلى إعادة التضخم إلى هدفه طويل المدى وهو 2 %.

هذا ومن المرجح أن يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) هذا الأسبوع إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 22 عاما، حيث يتطلع إلى معالجة التضخم دون الإضرار بالاقتصاد الأمريكي المرن.

ـ الحال على ما هو عليه  في نوفمبر:

وكتب الاقتصاديون في بنك أوف أمريكا في مذكرة حديثة للعملاء "لقد أكدت تعليقات بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبقى على حاله في نوفمبر"، بحسب "الفرنسية". يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى إبطاء التضخم من خلال رفع تكلفة الاقتراض من البنك، ما يضعف النشاط الاقتصادي ويضعف سوق العمل.

فمنذ أن بلغ ذروته عند أكثر من 7 % في يونيو من العام الماضي 2023 ، تراجع  التضخم، مقاسا بالمقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بأكثر من النصف، على الرغم من أنه لا يزال عالقا بقوة فوق 3 %. يرجح متداولو العقود الآجلة بنسبة 99.9 % أن يصوت بنك الاحتياطي الفيدرالي على إبقاء أسعار الفائدة ثابتة في نوفمبر، وفقا لبيانات مجموعة CME.

وفي تطور مفاجئ لعديد من المحللين، فإن سياسة سعر الفائدة المتشددة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تدفع أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود، ويبدو من غير المرجح أن يفعل ذلك في الأشهر المقبلة. وفي الواقع، أدى الإنفاق الاستهلاكي المرن إلى نمو سنوي أعلى من المتوقع بنسبة 4.9 % في الربع الثالث، بناء على النمو الإيجابي في النصف الأول من العام. وفي الوقت نفسه، ارتفع معدل التوظيف وظلت البطالة قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية.

وذكر الرئيس جو بايدن في بيان الخميس السادس والعشرين من شهر اكتوبر الحالي ، بعد وقت قصير من نشر أحدث أرقام الناتج المحلي الإجمالي "أقول دائما إنه من الخطأ الرهان ضد الشعب الأمريكي مضيفا انه لم أعتقد قط أننا سنحتاج إلى ركود لخفض التضخم، واليوم رأينا مرة أخرى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو حتى مع انخفاض التضخم".

ـ العائدات والسندات الحكومية طويلة الأجل:

هناك عامل آخر يؤثر على بنك الاحتياطي الفيدرالي وهو الارتفاع الأخير في العائدات على السندات الحكومية طويلة الأجل، حيث يدرس ما إذا كان سيبقي سعر الفائدة الرئيسي على الإقراض قصير الأجل ثابتا.

في حين أن سعر الفائدة الرئيس قصير الأجل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يؤثر بشكل رئيس على معدلات الاقتراض التي تقدمها البنوك، فإن عوائد سندات الخزانة تحدد كل شيء بدءا من معدلات الرهن العقاري إلى عائدات سندات الشركات والبلديات ، كما كتبت ديان سونك، كبيرة الاقتصاديين في شركة KPMG، في مذكرة حديثة للعملاء.

وقالت: "لقد أضاف بالفعل انفجارا في القطب الشمالي، حيث أدى إلى شتاء الرهن العقاري، ما أدى إلى تجميد المالكين الحاليين في أماكنهم ومنع المشترين لأول مرة من سوق الإسكان".

وأضافت: "يعتقد كثيرون داخل بنك الاحتياطي الفيدرالي أن الارتفاع في العائدات الذي شهدناه يعادل رفعا إضافيا لأسعار الفائدة". ومنذ الاجتماع الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي لتحديد سعر الفائدة، عندما أشار معظم صناع السياسة إلى أنهم يتوقعون زيادة واحدة أخرى على الأقل هذا العام، خفف المسؤولون من لهجتهم بشأن مزيد من الارتفاعات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي: إن موقف السياسة الحالي "مقيد"، ما يشير إلى أن السياسة النقدية تعمل على ممارسة "ضغط هبوطي على النشاط الاقتصادي والتضخم".

ـ الفائدة  ليست معروضة للمناقشة في اجتماع نوفمبر :

 وكتب الاقتصاديون في دويتشه بنك في مذكرة للمستثمرين أن رفع الفائدة في نوفمبر "غير مطروح على الطاولة"، في حين أشاروا إلى أن مزيدا من الزيادات "ستعتمد على ما إذا كانت الظروف المالية الصعبة مستمرة ومدى تطور الاقتصاد". ورغم أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يتمتع بالمرونة والصمود، فقد حذر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي من أن الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس في غزة قد يؤثر على الاقتصاد الأمريكي.

وحذر باول في خطاب ألقاه أخيرا من أن "التوترات الجيوسياسية مرتفعة للغاية وتشكل مخاطر كبيرة على النشاط الاقتصادي العالمي". وحذر بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق في تقرير الاستقرار المالي من أن تصعيد هذا الصراع، أو الحرب في أوكرانيا، "يمكن أن يقلل من النشاط الاقتصادي ويعزز التضخم في جميع أنحاء العالم".

 



التعليقات