تحليلات


كتب فاطيمة طيبى
28 يناير 2024 11:13 ص
-
شركة "واي إي" للتدقيق والاستشارات.. تفاقم أزمة تمويل الشركات الألمانية الناشئة

شركة "واي إي" للتدقيق والاستشارات.. تفاقم أزمة تمويل الشركات الألمانية الناشئة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

دراسة  مقدمة من شركة "واي إي" للتدقيق والاستشارات ان تفاقم أزمة التمويل في الشركات الألمانية الناشئة بشكل كبير، نتائج  هذه  الدراسة والمنشورة في الخامس عشر من شهر يناير الحالي 2024 و التي أوضحت أن الشركات الناشئة جمعت في 2023 نحو ستة مليارات يورو من رأس المال المخاطر، وهو مبلغ أقل بنسبة 39 %، مقارنة بالعام الذي قبله والمقدر بـ (9.9 مليار يورو).

بذلك يصبح عام 2023 العام الثاني على التوالي الذي يشهد تراجعا  حادا في احتياطي المخاطر، بحسب "الألمانية". ومقارنة بالعام القياسي 2021 (الذي شهد جمع نحو 17.4 مليار يورو)، تكون الاستثمارات قد انخفضت بما يقرب من ثلثيها (65 %) .

ـ  جرس انذار لتراجع التمويل :

من جانبه، أشار توماس بروفر، الشريك في "واي إي" إلى أن التضخم المرتفع وزيادة أسعار الفائدة والاقتصاد الضعيف وحالة عدم اليقين بسبب الحروب عوامل أدت إلى هذا الانخفاض في التمويل. وقال "للحصول على رأس المال الجديد أيضا في هذه الأوقات الصعبة، لم تعد الأفكار الجيدة وحدها كافية بالنسبة للشركات الناشئة"، لأن مانحي الأموال يرون أن الضروري الآن هو توفير نماذج أعمال قوية وآفاق للربحية.

وتتضح الأوقات الصعبة بالنسبة للشركات الناشئة أيضا في جولات التمويل، حيث أفادت "واي إي" بأن عدد هذه الجولات (الصفقات) انخفض في 2023 بنسبة 15 % ليصل إلى 861 صفقة، لم يزد عدد الصفقات الكبرى منها عن ثماني صفقات بقيمة تزيد على 100 مليون يورو. وكان عدد الصفقات الكبرى في 2022 وصل إلى 19 صفقة ووصل في 2021 إلى 33 صفقة. وتوقع بروفر استمرار شطب الوظائف في قطاع الشركات الناشئة.

وأبدى اتحاد الشركات الناشئة قلقه، حيث قال كريستوف شتريزينج، المدير التنفيذي للاتحاد "انخفاض التمويل في 2023 هو جرس إنذار، خاصة فيما يتعلق بقلة الصفقات الضخمة بقيمة تمويل تزيد على 100 مليون يورو". وأضاف شتريزينج أن "صفقات التمويل الكبيرة ضرورية حتى يكون لدينا أبطال تكنولوجيا عالميون يحملون علامة صنع في ألمانيا"، مشيرا إلى ضرورة إعادة إحياء دور ألمانيا كرائد في مجال الابتكار.

يأتي ذلك في وقت أشارت فيه توقعات الرابطة الاتحادية للشركات الصناعية الألمانية (بي دي آي) إلى أن الاقتصاد الألماني سيحقق في العام الحالي نموا ضعيفا، وذلك حسبما أعلنت الرابطة في برلين في 15 يناير 2024 .

ـ ركود في المانيا :

من جانبه، قال زيجفريد روسفورم، رئيس الرابطة "من الناحية الاقتصادية، يسود الركود في ألمانيا. بالمقارنة بمعظم الدول الصناعية الكبرى الأخرى، يتراجع بلدنا بشكل مستمر". وأضاف "لا نرى أن لدينا فرصة للتحسين السريع في 2024". وترى الرابطة أن الاستهلاك الخاص الذي يتعزز من خلال تراجع معدل التضخم، يساهم في دعم النمو الاقتصادي، كما أن هناك تأثيرا في هذا السياق لتعزيز القوة الشرائية ولا سيما من خلال زيادات الأجور في عديد من القطاعات وزيادة الدعم الاجتماعي.

وذكر أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة تدريجيا من قبل البنوك المركزية، تبعث على الأمل، لكنها نوهت إلى أن التأثير الملموس لهذه الخطوة لن يظهر في الاقتصاد الحقيقي قبل ربيع 2025. يذكر أن تراجع أسعار الفائدة يجعل القروض أقل تكلفة، وبالتالي فإنه يعزز الاستثمارات. وطالب روسفورم مرة أخرى بإعداد استراتيجية محطات توليد الطاقة المعتمدة على الفحم من وزارة الاقتصاد الاتحادية الألمانية، حيث إن هذه الاستراتيجية لم يتم إنجازها بعد. وقال إنه طالما لم يتم البدء في البناء الجديد لمحطات الطاقة الاحتياطية بسبب عدم وضوح النماذج التجارية والتمويل، فإن ألمانيا ستظل تعتمد على مواصلة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وذلك على الرغم من كل جهودها في مجال حماية البيئة.

ومن المقرر أن تعمل المحطات الجديدة لتوليد الغاز كـ "احتياطي" في فترات تعذر توليد ما يكفي من الطاقة عن طريق الرياح والشمس، وذلك لتلبية الطلب على الكهرباء. ومن المنتظر تشغيل هذه المحطات أولا بالغاز الطبيعي ولاحقا بالهيدروجين المحايد مناخيا. غير أن شركات الطاقة تحجم حتى الآن عن ضخ استثمارات في هذه المحطات الجديدة، لأنها غير مربحة. إلى ذلك، ظل معدل التضخم في ألمانيا خلال 2023، مرتفعا 5.9 % للعام بأكمله، بحسب الأرقام الصادرة في 15 يناير الحالي .

ـ التضخم بواقع نقطة مئوية واحدة:

كما انخفض معدل التضخم بواقع نقطة مئوية واحدة من أعلى مستوى قياسي تم تسجيله في عام 2022، رغم أنه ظل في ثاني أعلى مستوى منذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، بحسب الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني. وقالت روت براند، رئيسة مكتب الإحصاء الاتحادي، إن التضخم "لا يزال عند مستوى مرتفع". وأظهرت البيانات الشهرية انخفاض التضخم خلال معظم النصف الثاني من 2023. ولكنه ارتفع مجددا في ديسمبر، بعد خمسة أشهر من الانخفاض.

ومع ذلك، يتوقع خبراء الاقتصاد تراجع أسعار المستهلك بشكل متزايد، وانخفاض التضخم خلال عام 2024. وكان التضخم قد ارتفع بشكل حاد في ألمانيا بعد الحرب الروسية- الأوكرانية في فبراير من عام 2022، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة بشكل كبير. وأثرت أسعار الطاقة كثيرا على ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي المستورد، بشكل خاص.

من جهة أخرى، حقق عدد المسافرين عبر مطار فرانكفورت الألماني ارتفاعا ملحوظا في العام الماضي لكنه ظل رغم هذا الارتفاع الملحوظ دون مستواه في فترة ما قبل أزمة كورونا، وذلك حسبما أعلنت شركة فرابورت المشغلة للمطار في النصف الثاني من يناير  وأوضحت الشركة المدرجة على مؤشر إم داكس للشركات المتوسطة أن عدد الأشخاص الذين سافروا عبر أكبر محور للنقل الجوي في ألمانيا وصل في عام 2023 إلى نحو 59.4 مليون شخص بارتفاع بنسبة تزيد على 20 % مقارنة بعددهم في عام 2022. في الوقت نفسه، سجل عدد المسافرين عبر مطار فرانكفورت في 2023 تراجعا بنسبة تقارب 16 %، مقارنة بعددهم القياسي في عام 2019 قبل أزمة جائحة كورونا مباشرة.

وكان رئيس شركة فرابورت، شتيفان شولته، يتوقع وصول عدد ركاب المطار إلى نحو 60 مليون شخص. واستبعد شولته أن يعود عدد الركاب في عام 2024 أيضا إلى مستوى ما قبل أزمة كورونا. كما وصل عدد ركاب المطار في ديسمبر إلى نحو 4.6 مليون شخص بتراجع 6 %، مقارنة بالشهر نفسه من عام ما قبل الأزمة. ومع ذلك، تخطط شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، وهي أكبر عميل لمطار فرانكفورت، من جديد لتقليل عروضها من الطيران في العام الحالي، مقارنة بما كان عليه الحال في 2019، ويرجع ذلك إلى أسباب منها النقص في عدد العاملين والطائرات.

ـ تراجع في قطاع الشحن الجوي :

وفيما يتعلق بأعمال الشحن، وصل حجم البضائع التي نقلتها فرابورت في 2023 في مطار فرانكفورت من البضائع والبريد الجوي إلى نحو 1.9 مليون طن بانخفاض بنسبة تقارب 4 %، مقارنة بعام 2022، وعزت الشركة هذا التراجع إلى التطور الاقتصادي الضعيف الناجم عن الوضع الجيوسياسي على مستوى العالم وكذلك إلى القيود المفروضة في المجال الجوي الأوروبي.

غير أن الأمور شهدت تحسنا مع حلول نهاية العام، فبعد أن تحسنت حركة الشحن في نوفمبر، عادت مرة أخرى للزيادة في ديسمبر 7.2 % لتصل إلى 171.12 ألف طن. إلى ذلك، واصل المزارعون المحتجون قيادة الجرارات حول الحي الحكومي في العاصمة الألمانية برلين ، وذلك بعد مضي يوم على التظاهرات الجماعية التي نظموها الإثنين احتجاجا على اقتراحات خفض دعم الديزل للقطاع الزراعي. ووفقا للشرطة المحلية، كان هناك صباح اليوم نحو 330 جرارا ومركبة زراعية أخرى متوقفة على طول الشارع الذي يؤدي إلى بوابة براندنبورج الأيقونية، شعار العاصمة الألمانية.

            



التعليقات