بورتريه
كتب بسمة رحال 27 يناير 2020 9:57 ص - التعليقات يان كوم : من كوبونات الطعام إلي WhatsApp كتبت/ بسمة سامي رحاليان كوم مهندس حاسوب ورائد في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات. اشتهر نتيجة ابتكاره برنامج الواتس آب مع شريكه وصديقه بريان أكتون. وقد باع كوم ابتكاره إلى شركة فيسبوك بمبلغ يقدر بتسع عشرة مليار دولار.نبذة عن يان كوميان كوم من الشخصيات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات. ولد في مدينة كييف بأوكرانيا لأسره يهودية، ولكنه سرعان ما انتقل مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة الاضطرابات السياسية في بلاده. عانى من صعوبات جمة أثناء مرحلة طفولته وشبابه، وقد اعتمد على التعليم الذاتي لتطوير مهاراته في البرمجة. نجح كوم في ابتكار برنامج الواتس آب المستخدم في المراسلات الصوتية والنصية، والذي حقق شهرة واسعة النطاق، أدت في نهاية المطاف إلى بيعه إلى شركة فيسبوك. بدايات يان كومولد جان كوم في مدينة كييف بأوكرانيا بتاريخ 24 شباط/فبراير عام 1976. ينحدر يان من أسرة يهودية، فقد كان والده مديرًا لإحدى الشركات المتخصصة في البناء، أما والدته فكانت ربة منزل. وقد كان مكان إقامتهم سيئًا للغاية، ولم يكن يحتوِ على مرافق كثيرة، حتى أنهم كانوا مضطرين للاستحمام في الحمامات العامة. ونتيجة لتزايد حدة الاضطرابات السياسية وصعود الحركة المعادية لليهود في أوكرانيا، قررت العائلة الرحيل إلى الولايات المتحدة في سنة 1990، فانتقلوا للعيش في منطقة Mountain View بأمريكا، وكان عمر كوم آنذاك 16 عامًا. ولم يتمكن يان كوم ووالده من التواصل كثيرًا عبر الهاتف خوفًا من قيام الحكومة الأوكرانية بالتنصت على المكالمات. عاش يان كوم في أمريكا مع أمه وجدته، وكانت حياتهم هناك صعبة جدًا؛ فقد حاولت الأم أن تعمل مربية منزل لتؤمن متطلبات الأسرة، ولكنّها لم تتمكن من تلبية جميع احتياجاتهم. وهكذا نظرًا للظروف الصعبة التي عانت منها الأسرة، كان عليهم الاعتماد على تناول الوجبات الغذائية المجانية التي تقدمها الحكومة للمشردين. وقد اضطر يان خلال تلك الفترة إلى النوم في الأماكن العامة، حتى أنه عمل في مجال التنظيف في أحد المتاجر، فاختبر مرارة الحياة وقسوتها. وقد كان خلال أيام دراسته مشاكسًا للغاية، نظرًا لأنه لم يتأقلم بعد مع نمط الحياة هناك. ولكنه رغم ذلك، كان تلميذًا ذكيًا، فأحب برمجة الحواسيب، وحرص على تعليم نفسه ذاتيًا عبر قراءة الكتب. إنجازات يان كومفي عام 1997، التقى كوم مع بريان أكتون، وهو موظف في شركة ياهو، أصبح فيما بعد صديقه المقرب. وبناء على نصيحة أكتون، تقدم كوم بطلب للحصول على وظيفة في شركة ياهو، معتمدًا على الخبرة التي جناها على مدار السنوات الماضية، فحظي طلبه الموافقة. ولكن في عام 2000، تعرضت حياة كوم إلى هزة قوية، فقد توفيت والدته نتيجة معاناتها من السرطان، مما دفعه إلى العيش وحيدًا مع جدته. عمل كوم مع صديقه أكتون في مجالات البرمجة والتسويق والإعلانات في شركة ياهو، وشهدا سوية فترات صعود الشركة وهبوطها. كان كوم ما يزال طالبًا في الجامعة حين بدأ العمل في ياهو، ولكنه قرر الانسحاب منها والتركيز على العمل نظرًا لتلقيه توبيخًا وتنبيهًا من الرئيس التنفيذي للشركة، ديفيد فيلو. وبعد مُضي سبع سنوات على عمل كوم في الشركة، قرر وصديقه أكتون الاستقالة منها سنة 2007، وسافرا ليمضيا عطلة طويلة نسبيًا لمدة عام في أمريكا الجنوبية. وبعد ذلك، أطلق جان كوم نسخة V2.0 التي احتوت خاصية إرسال الرسائل الفورية، مما أدى إلى زيادة عدد مستخدمي البرنامج إلى أكثر من 250 ألف شخص. وقد دخل برنامج WhatsApp في منافسة شديدة مع برنامج Blackberry Messenger المخصص لجوالات البلاك بيري، ولكن كوم لم يكترث لذلك وأكمل تطوير برنامجه. ساعد بريان أكتون صديقه كوم في العثور على المستثمرين لتمويل عملية تطوير البرنامج، فكانت نتائج محاولاتهم مبشرة، إذ تمكنا من جمع 250 ألف دولار. وانضم أكتون لاحقًا إلى يان كوم للإشراف على عملية التطوير. وهكذا استمرت جهود الاثنين لإصدار نسخ مُحسنة من البرنامج، فتمكنا سنة 2009 من إدخال ميزة إرسال الصور ضمن المحادثة، ليكون ذلك التاريخ الرسمي لظهور التطبيق. وبعدما كان برنامج WhatsApp مقتصرًا على أجهزة الآيفون، أُطلقت إصدارات مخصصة لأجهزة البلاك بيري، والأجهزة العاملة بنظام الأندرويد Android. ساهم هذا النجاح والتطور الكبيرين في إغراء شركة فيسبوك لشراء برنامج WhatsApp، ولكن يان كوم رفض العرض المقدم آنذاك. وبحلول عام 2013، بلغ عدد المستخدمين النشطين للبرنامج 200 مليون شخص. نتيجة للانتشار والنجاح الهائل لبرنامج WhatsApp، دخلت شركتا غوغل وفيسبوك في منافسة حادة لشرائه. وفي عام 2013، وافق يان كوم على بيعه إلى شركة فيسبوك مقابل مبلغ ضخم بلغ 19 مليار دولار. وبعد استحواذ فيسبوك على البرنامج، ارتفعت ثروة يان كوم إلى 6،8 مليار دولار وفقًا لمجلة Forbes، ومن ثم ارتفعت إلى أكثر من 7،9 مليار دولار سنة 2015. وتقدر الثروة الحالية لكوم بأكثر من 9،7 مليار دولار أمريكي. أشهر أقوال يان كومبرنامج واتس آب هو بمثابة الأكسجين في بعض البلدان. بوسع أي شخص أن يؤسس شركة ويبيعها لاحقًا، ولكن هذا الأمر لن يجعله شخصًا استثنائيًا أو مميزًا أو عظيمًا.
|
|||||||||||||||