بورتريه


كتب سحر صالح
10 يونيو 2019 9:36 ص
-
"الأسطورة" عثمان أحمد عثمان .. رائد البناء والتعمير

"الأسطورة" عثمان أحمد عثمان .. رائد البناء والتعمير

عثمان أحمد عثمان هو ( المعلم ) إبن مصر البار وهو أسطورة مصرية لن تتكرر ولن تعوض بمثلها في تاريخها المعاصر من الوفاء والاخلاص والضمير.

قام بأعمال بطولية خارقة برجاله من العاملين والمهندسين أثناء حرب الاستنزاف ببناء وتشييد حظائر الطائرات بالقواعد الجوية المصرية وبناء منصات لقواعد الصواريخ بطول القناة للدفاع الجوي لحماية سماء مصر التي أسقطت المئات من طائرات العدو وكان لها دور كبير حتي انتصارات السادس من أكتوبر


مات 500 عامل من عمال المقاولين العرب في حروب الاستنزاف عند قيامهم بإنشاء قواعد للصواريخ المصرية لأنهم كانوا يعملون والقنابل فوق رؤوسهم وأكملوا بناء بعض القواعد التى تم هدمها 5 مرات من القنابل.

وفى ورش المقاولون العرب قام مهندسو القوات المسلحة بتصنيع المعدية التى حملت الطلمبات والمضخات التى فتحت الثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف.

عام 1973 قد أسند له الرئيس الراحل أنور السادات بإعادة تعمير مدن القناة.

عثمان أحمد عثمان رجل حفر اسمه في التاريخ رغما عنه، فكان مقاولا لا يمتلك إلا قوت يومه، ولكنه ضرب مثلا في المثابرة والإرادة، والوصول إلى القمة التي يصعب إسقاطها أبد الدهر وهو مهندس وسياسي مصري ،وساهم في بناء السد العالي.

أسس شركة المقاولون العرب في الستينات وحتى الثمانينات وتعد أكبر شركة مقاولات في العالم العربي وافريقيا وخامس أكبر شركة في العالم وشركته مصنفة في عدة تصنيفات دولية.

كتبت عنه مجلة فوربس الأمريكية ضمن أكبر 400 ثري في العالم حيث استغل ثروته من أجل خدمة وطنه مصر.

منحته جامعة "ريكر" الأمريكية، درجة الدكتوراه عام 1976، لمساهماته في خدمة مصر.

نشر مذكراته منذ نعومة أظافره ليكون درسا يتعلم منه شباب اليوم من أجل أن تبث فيهم روح الانتماء لمصر والولاء للوطن وللدين في كتاب بعنوان (عثمان اللغز والأسطورة).

مولده

ولد في 6 أبريل 1917 بالإسماعيلية. 

وفاته

 توفي في 1 مايو 1999

نشأته


نشأ فى منزل بسيط بمدينة الأسماعيلية كان يتكون من طابق أرضي مبني بالدبش و الطين و سقفه عبارة عن تعريشة من الخشب و العروق و الجريد وكان يتكون من حجرتين ، حجرة للتخزين وحجرة مفروشة بالحصير للنوم و ليس بها دولاب أو سرير وفي أحد اركان المنزل عشة للطيور وتعريشة الفرن الذي يعد به الخبز مرة واحدة بـالأسبوع 

كانت اسرته بسيطة والده يعمل في تجارة الجملة ويمتلك محلا للبقالة بالاسماعيلية ،ورحل الوالد وعمر عثمان ثلاثة أعوام وتولي الأخ الأكبر مسئولية الأسرة و قام بترك دراسته من الشهادة الابتدائية لمساعدة والدته في صراع الحياة ،وكبر الصبي عثمان أحمد عثمان وسط هذا الجو المفعم بالحماس والمعاناة ومع ذلك تفوق في دراسته.

مؤهلاته وأعماله

حصل على البكالوريا عام 1935 وفضل دراسة الهندسة علي دراسة الطب ودخل كلية الهندسة متسلحاً بالموهبة والعقل والطموح ولكنه كان معدماً مادياً لدرجة انه استطاع الحصول علي ( شهادة فقر ) للإعفاء من المصاريف ،وكان يأخد المسافة من الجيزة للكلية مشي كل يوم لأنه لا يملك ثمن المواصلات 

تخرج عثمان من الكليه عام 1940 و عمل فى المقاولات مع خاله الذى رفع مرتبه خلال عام ونصف من 12 جنيه الى 24 جنيه و استطاع فى تلك الفتره البسيطة ان يحصل على الخبرة من خاله الى جانب المال من عمله. 

ثم استقل عن خاله فى عام 1942 ليبدأ مشواراً طويلاً مليئاً بالصعوبات متوجاً بالنجاح فى عالم المقاولات. 

و فى الحي الأفرنجى بالإسماعيليه أفتتح المعلم عثمان مقراً صغيراً لشركته التى صارت عملاقاً بعد سنوات قليلة فقد كان هو نفسه أول عامل فى شركة المقاولون العرب التى أصبحت بعد ذلك تضم 55 ألف عامل و مهندس. 

تنازل عثمان عن لقب المهندس طواعية من أجل أن يعمل مقاولاً وكان أول عمل قام به من خلال شركته كان إعداد رسم كروكى لدكان و فى خلال فترة بداياته أطلق عليه عماله لقب المعلم بعد ان شاهدوه يشاركهم فى أعمالهم بيده وظل هذا هو اللقب المفضل له.

فى عام 1944 أتسعت أعمال المهندس عثمان أحمد عثمان و تحول مكتبه للمقاولات الى شركة بعد ان دخل معه شقيقه محمد عثمان شريكاً بالربع وفى هذا العام اشترى اول دراجة لتكون هذه الدراجه بداية لاسطول ضخم من السيارات و الأوناش و الاتوبيسات و كانت أول سيارة يشتريها لتنقلاته سيارة أوبل مستعملة.

وبدأ حياته العملية في الإسماعيلية بتنفيذ عمليات محدودة للأهالى لا تتعدى بناء منزل ثم بدأ في تنفيذ عمليات من الباطن عام 1947 لشركة عبود باشا والقيام بإنشاء سور لمصنع السماد بالسويس لتكون هذه العملية أول سابقة أعمال له فى مجال المقاولات الكبرى.

سافر إلى السعودية عام 1953، ليشارك في عملية أعلنت عنها وزارة الدفاع السعودية، وهناك وطد صداقته بالملك عبد العزيز آل سعود.

استقرت شركته ماديًا، وبدأ يتنقل بين الدول العربية، السعودية، لبنان، الكويت والعراق، وأبو ظبي.

كان عثمان أحمد عثمان متعاطفا مع الفدائيين فى منطقة قناة السويس، وبدأ في إعادة بناء "كفر أحمد عبده" الذي كانت قوات الاحتلال قد خربته، وعاد من السعودية خصيصا إلى القاهرة، ليساهم في إعادة تعمير بورسعيد بعد عدوان 1956.

وتقدم بعد ذلك لتنفيذ مشروع "السد العالي"، وقادت شركة المقاولون العرب، معركة إنشاء قواعد الصواريخ، كما ساهمت في توسيع قناة السويس، وأنجزت كوبري 6 أكتوبر، ونفق الشهيد أحمد حمدي، وإعادة تعمير منطقة القنال بعد حرب أكتوبر عام 1973م.

عندما دخل عثمان في المناقصات الخاصة بالسد العالي كتب في المظروف الخاص بالمناقصة ١٥ مليون جنيها، وعندما تم فتح المظاريف أصبح هو أقل رقم عن جميع المتقدمين وبفارق كبير جدًا عن أقرب شركة له التى كتبت ٣٠ مليونًا وعندما سألوه: لماذا كتبت هذا المبلغ قال: أنا شركة واحدة وأرغب في أن أكسب مليونًا واحدًا في حين أن الشركات الأخرى مجمعة من عدة شركات صغيرة وكل شركة منها ترغب في أن تكسب مليونًا

في عام 1964 أممت الشركة تأميما كليا، وتم تغيير اسمها من “الشركة الهندسية للصناعات والمقاولات العمومية” إلي “المقاولون العرب [عثمان أحمد عثمان] وشركاه” واحتفظ بمنصبه كرئيس لمجلس إدارتها ،ولم يغضب عثمان من تأميم المقاولون العرب، وعندما سأله ناصر: هل أنت مستاء؟.. قال له: ما يهمني الآن أن انتهي من مشروع السد العالي.

علاقته بالرئيس السادات


علاقة قوية، جمعت المهندس المقاول مع الرئيس الراحل أنور السادات، فكانا الاثنان يسكنان متجاورين في منطقة الهرم قبل ثورة يوليو 1952، ومن ثم تعارفا وتوطدت العلاقة بينهما .

رافق عثمان الرئيس السادات في زيارته الشهيرة للقدس في 19 نوفمبر 1977 والتي أكد عثمان أنها وراء استرداد مصر لسيناء.

دخل عثمان نقابة المهندسين و ظل نقيبًا لعدة سنواتٍ ، وانتخب نقيبًا لفترة ثانية عام 1983.

اختاره الرئيس الراحل أنور السادات وزيرًا للتعمير عام 1974، ومن أبرز انجازاته، تعمير منطقة قناة السويس بعد حرب أكتوبر.

 عام 1975 ضمت إلى مهامه الوزارية الإسكان، وأصبح وزيرًا للإسكان والتعمير قبل أن يصبح عضوا في البرلمان المصري ، وعين نائبًا لرئيس الوزراء للتنمية الشعبية وبني اكتر من 150 شركة خلال فتراته في الوزارة

علاقته بالسادات وصلت إلى مستوى المصاهرة، بعد أن تزوج ابنه محمود عثمان من ابنة السادات عام 1977.

 تولى منصب نقيب المهندسين مرتين في عامي 1979، و1983، وكان رئيسًا للمجموعة البرلمانية بالإسماعيلية عام 1976  وحول النقابة من مؤسسة تعتمد على دعم الدولة الي مؤسسة ربحية وأنشأت عدة مشاريع كبيرة ،وساهم في تأسيس بنك المهندس، ومجموعة من الشركات الاقتصادية الأخرى.

عثمان والكرة

لم تكن حياة المهندس عثمان أحمد عثمان، مقتصرة فقط على العمل السياسي، والتعميري، ولكن كان له أيضا دورا بارزا في عالم كرة القدم ، فتولى عضوية شرفية بالنادي الأهلي في يناير 1966، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة نادي الإسماعيلي العام ذاته، ونجح النادى في عهده بالحصول لأول مرة على درع الدوري العام.

فبعد توقف النشاط الكروي في مصر بعد هزيمة 1967، نجح عثمان في إقناع الدول العربية بمشاركة الإسماعيلي في العديد من المباريات الودية، خصص دخلها للمجهود الحربي.

ترأس بعد ذلك نادي المقاولون العرب عام 1968، وفي أغسطس 1977 أصبح رئيسًا فخريًا للمقاولون العرب لمدى الحياة، كما أصبح رئيسًا شرفيًا لنادي الاتحاد الليبي في فبراير 1970.


وأصبح لشركة المقاولون العرب عثمان احمد عثمان فروع في أكتر من 24 دولة في العالم.

عثمان أحمد عثمان قصة نجاح عظيمة محتاجة الجيل الجديد يعرفها ويعرف مين "الأسطٌورة" نمبر وان الحقيقي .

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 2:55 مسامح الترجمان: مصر تمتلك جميع المقومات لتصبح لاعب رئيسي بسوق الذهب الإفريقي16 أبريل 2024 1:08 ممصر: شركة "العاصمة الإدارية" تستهدف 30 مليار جنيه أرباح بنهاية 20242 أبريل 2024 12:41 مأحمد السويدي: مع تنفيذ مبادرة 15% طفرة متوقعة في أداء القطاعات الإنتاجية6 مارس 2024 4:01 مالجزائر: الأموال والعقارات الموقوفة لخدمة الخير ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية28 فبراير 2024 2:21 ممخاوف جيمي ديمون ويكشف لا يوجد مشاكل هيكلية بالنظام ولكن تسعير السوق مبالغ فيه25 فبراير 2024 3:08 مجهاد أزعور: استثمار الإمارات في مصر مهم ولا يرتبط بمباحثاتنا18 فبراير 2024 1:03 ممحطات رئيسية شكلت ثروة ناصف ساويرس أغنى رجل في مصر5 فبراير 2024 1:39 معائدات مصر الضخمة من الاستثمارات الاماراتية في تنمية راس الحكمة31 يناير 2024 2:32 مزياد حايك: العالم على موعد مع ذكاء اصطناعي يفوق تفكير البشر قبل 203028 يناير 2024 10:59 صالبطل الذي أنقذ البشرية.. حدث ذلك ليلة 26 سبتمبرعام 1983

التعليقات