بورتريه


كتب بسمة رحال
17 يونيو 2019 11:54 ص
-
رالف لورين : النساء ضحية الأزياء والموضة

رالف لورين : النساء ضحية الأزياء والموضة

كتبت/بسمة سامي رحال.

ليست قصة عادية ، بل قصة كفاح طويل وشاق لرجل عصامي ، اثبت للعالم كله بأن ليس هناك مستحيلا عند التحدي والإصرار على تحقيق الهدف المنشود ، هذا الرجل عاش بداية حياته في فقر معدم ، ومع ذلك استطاع أن يكون من أشهر المليارديارت في العالم ، من نتحدث عنه اليوم هو مصمم الأزياء العالمي ” رالف لورين Ralf Lauren ” الذي بنى لاسمه امبراطورية تتحاكى بها الأجيال ، واصبحت تصاميمه يرتديها كبار المشاهير من مختلف انحاء العالم . فمن هو رالف لورين ؟ وما هي قصة نجاحه ؟

وُلدَ رالف ليفشيتز في برونكس، نيويورك بتاريخ الرّابع عشر من تشرين الأوّل عام 1939 في عائلةٍ يهوديّةٍ أشكنازيّة هاجرت من بيلاروس ومكوّنة من أربعة أطفال -رالف أصغرهم- والديه فريدا وفرانك.

- يُمكنُ القول بأنّ طفولةً رالف لم تكُن طفولةً سعيدةً، فلطالما سخرَ أقرانه في المدرسة من اسم عائلته، الأمر الذي أثارَ استياءه لدرجةٍ دفعته إلى جانب شقيقه جيري

 لتغيير اسمهما الأخير من ليفشيتز إلى لورين وهم في سنّ السّادسة عشر، بينما قرّر شقيقهما ليني أن يبي علي اسم عائلته .

عُرِفَ رالف خلال المُراهقة بذوقه المُميّز للأزياء، وقد وجد إلهاماً لهُ في إطلالات العديد من النّجوم أمثال فريد أستير، وكاري غرانت ، ، كما أحبّ بشكلٍ خاصّ كُلّاً من الأزياء القديمة والأزياء الفاخرة ذات التّصاميم والمظهر الكلاسيكيّ.

- ارتاد رالف كليّة باروك في مانهاتن حيثُ درسَ فيها إدارة الأعمال لمدة عامين ثمّ ترك الدّراسة ليُؤدّي الخدمةَ العسكريّة في الجيش لفترةٍ وجيزةٍ، وبعد انتهاء خدمته عملَ بائعاً لصالح شركة " بروكس برازرز" للألبسة.

إنجازات رالف لورين 

في عام 1967 وخلال عمله لصالح "Beau Brummell" ابتكرَ لورين تصميمه الخاصّ لربطات عنقٍ للرجال، تميّزت ربطات العنق تلك بقصّتها العريضة وألوانها المُختلفة، كما خاطَ عليها علامة "Ralph Lauren".

طرحَ لورين تصاميمه على مديري سلسلة المتاجر الشهيرة "Bloomingdale’s"، وبالفعل أعجبوا جدّاً بها ووافقوا بعرضها على رفوفهم شريطة أن يستبدل العلامة التي وضعها بعلامة بلومنغديلز الخاصّة، الأمر الذي رفضه لوين رفضاً قاطعاً.

بعدَ رفض لورين تغيير العلامة على ربطات العنق، عاود مديرو المتجر التّواصل معه مُجدّداً وسمحوا له بإبقاء علامته، وكان هذا إشارةً واضحةً على إعجابهم الشّديد بتصاميمه وتفرّدها.

يُذكرُ أنّ رالف قد حصل بعد فترةٍ على "بوتيك" خاص به ضمن "Bloomingdale’s" وهي المرّة الأولى التي يُمنحُ فيها مُصمّمٌ هذا الامتياز.

بعد فترةٍ من بيع ربطات العنق استلفَ لورين قرضاً بقيمة ثلاثين ألف دولاراً، في محاولةٍ منهُ لتوسيع عمله، وبالفعل تمكّنَ من تطوير عمله وانتقلَ من تصميم وإنتاج ربطات العنق إلى إطلاق خطّاً لتصميم الأزياء الرّجاليّة الكاملة.

مرّة أخرى، حازت تصاميمه على إعجاب أبرز ناقدي الأزياء الأمر الذي مكّنه من الفوز بجائزة "Coty" للأزياء

بعدَ ذلك النّصر، أطلقَ لورين خطّاً لإنتاج البدلات النّسائية المُحاكة بأسلوبٍ مُشابه لتصاميم الملابس الرّجالية الكلاسيكيّة

في وقتٍ لاحقٍ من عام 1972، أعلنَ لورين عن تشكيلةٍ جديدةٍ مكوّنة من قمصانٍ قطنيّة ذاتَ أكمامٍ قصيرةٍ بأربع وعشرين لوناً مُختلِفاً. وحمل التّصميم شعار الشركة الشهير والذي أصبح العلامة المُميّزة لها (يُمثّل الشّعار لاعباً على حصانه يُمارسُ رياضة الـ "بولو").

تُعرفُ تصاميمُ لورين بتفرُّدها، فهي مزيجٌ بين أزياء النُّبلاء البريطانيّين مع جماليّة الطبقة الراقيّة الأمريكيّة وتعكس بذات الوقت نظرة لورين الخاصّة لعالم الأزياء، فهو عندما يقوم بالتصميم، يصمّمُ ملابساً يرغب بأن يرتديها بنفسه.

انتقادات موجهه لرالف لورين 

مع ذلك، لطالما انتُقِدَت أفكاره بأنّه تفتقدُ عنصرَ الإبداع، كما أنّ بعض الزّبائن يُفضلون الملابس الأكثر بساطةً وخفّة من منتجات رالف.

انخراط لورين في مجال السينما 

خلال السّبعينات، انخرطَ لورين في العمل في مجال الأفلام، حيثُ قام بتصميم الملابس لطاقم المُمثّلين في الفيلم المُقتبس عن رواية " The Great Gatsby" من عام 1974، والذي لعب دورَ البطولة فيه كلّاً من روبرت ريدفورد Robert Redford وميا فارو Mia Farrow الأمر الذي عزّزَ من سُمعته كمُصمّمٍ كلاسيكيّ أمريكيّ.

كما نُسب الفضلُ له في مُساعدة تصميم ملابس طاقم فيلم " The Wild Party" والذي شارك في بطولته كلّا من جيمس كوكو James Coco وراكيل ويلش Raquel Welch.

شارك لورين مُجدّداً في تصميم أزياء الفيلم الكوميدي من عام 1977 " Annie Hall" وحصدَ شهرةً كبيرةً عن الإطلالات المُميّزة التي ظهرت فيها النّجمة ديان كيتون Diane Keaton خلال الفيلم.

بعد عقود من الزمن، فُتِنَ لورين بالمُسلسل البريطانيّ " Downton Abbey" من شبكة "PBS" والذي رأى فيه انعكاساً لرؤيته الخاصّة للأزياء، الأمر الذي دفعه في وقتٍ لاحقٍ من إطلاق تشكيلة أزياء خريفيّة مُستوحاة من المُسلسل، كما قام عام 2016 برعاية الموسم الأخير من المسلسل.

توسّعت "Polo" بشكلٍ كبيرٍ خلال فترة الثّمانينات والتّسعينات، وتمّ افتتاح العديد من المتاجر الصّغيرة "بوتيك" باسمها في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وخارجها.

في عام 1986، استثمرَ لورين مبلغ 30 مليون دولار لافتتاحَ متجرٍ رئيسيٍّ في جادة ماديسون ضمن المبنى التّاريخيّ " Rhinelander Mansion" بغية تسويق علامته التّجارية واستقطاب المزيد من الزّبائن، كما قام لورين في مُنتصف التّسعينات في خطوة لتوسيع أعماله التّجاريّة بالسّماح لمصرف " Goldman Sachs" بالمُساهمة في الاستثمار في شركته، وباع للمصرف حصّةً تُقدّر بأكثر من 28 بالمئة مقابل مبلغ 135 مليون دولار.

فاجأ ذلك الخبر الجميع إلّا أنّه كان من صالح الشركة، كما أنّ موافقة غولدمان ساكس على الاستثمار مع لورين يُعتبرُ دليلاً على إيمانهم بالمُستقبل الواعد للشركة.

في عام 1997 وافق لورين على تحوّيل شركته من شركة خاصّة إلى شركة عامّة، ودخلت سوق البورصة في نيويورك تحت الرّمز "RL"

على الرُّغم من أنّ لورين لم يكُن واثقاً من الخطوة التي قام بها، حيثُ أنّها تحدّ من حريّته باتخاذ القرارات، كما أنّ العلامة لن تُصبح ملكه لوحده بعد الآن، إلّا أنّه قد حقّق نّجاحاً مُذهلاً وكسبَ ثروةً شخصيّةً تُقدّرُ بأكثر من ستّة مليار دولار، ليُصبحَ ضمن قامة أكثر مئتي شخص ثراءً في العالم.

عقبات في طريق رالف لورين

** لكن وبعد فترة وجيزة بدأت الأرباح بالانخفاض، وخلال عامٍ واحدٍ انخفضت قيمة السّهم الواحد بشكلٍ كبير ليُصبحَ في تاريخ الثّامن من تشرين الأوّل 1998 بقيمة 16.63 دولاراً بعد أن كانت قيمته 33 دولاراً للسّهم بتاريخ الثّاني عشر من حزيران 1997.

بعد عامٍ من انخفاض قيمة الأسهم، تنحّى رالف لورين في أيلول 2015 عن منصب المُدير التّنفيذيّ لشركة رالف لورين  وعيّن ستيفان لارسون مكانه، بينما انتقل هو إلى رئاسة مجلس الإدارة وتنظيم شؤون التّسويق الخاصّة بالشركة.

** تمّ اختيار لورين لتصميم الزيّ الرّسمي للاعبي الفريق الأمريكي المُشارك في البطولات الأولمبيّة، وفي صيف عام 2012، تمّت مُهاجمة لورين بعد أن أفادت أخبارٌ بأنّ الزّي الذي قد صمّمه لورين للفريق تمّت صناعته في الصّين.

إلى جانب عالم الأزياء، دخلَ لورين المنازل من خلال "Ralph Lauren Home" للأدوات والفرش المنزلي كالوسائد، أغطية الأسرّة، أدوات المائدة وغيرها، كما أطلقَ خطّاً لإنتاج العديد من العطور الرّاقية.

اليوم بولو تنتجُ ملابساً للرجال، النّساء والأطفال وتبيع مُنتجاتهافي مئات المتاجر المُنتشرة في أرجاء العالم.

أشهر أقوال رالف لورين

-  حياتي كانت عبارة عن حُلم. لو أنّ أحداً ما قرّر أن يكتبَ قصّةً حولها، ستبدو قليلاً غير حقيقيّة. ستكون ذلك النوع من القصص الذي سأقرأه وأقول، 'كلّا، هذا غير مُمكن.

- ذهبت إلى مُديري، وقلتُ، 'انظر، أرغبُ بتصميم ربطات العُنق هذه لأنّني أعتقد بأنّها من الممكن أن تكون شيئاً جديداً.' فقال، 'العالم ليس جاهزاً بعد لرالف لورين.' لم أنسَ حديثهُ قط لأنّني... حسِبتهُ مُجاملةً.

- أكرهُ عندما تغدو النّساء ضحيّةً للأزياء.

- لا أُصمّمُ ملابساً، بل أحلاماً.

- الملابس التي أُصمّمها، وكلّ ما أقومُ به يتمحور حول الحياة وكيف يعيشُ النّاس وكيفَ يريدون العيش وكيف يحلمون بالعيش. هذا ما أقوم به.

أكرهُ عندما تغدو النّساء ضحيّةً للأزياء.

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 2:55 مسامح الترجمان: مصر تمتلك جميع المقومات لتصبح لاعب رئيسي بسوق الذهب الإفريقي16 أبريل 2024 1:08 ممصر: شركة "العاصمة الإدارية" تستهدف 30 مليار جنيه أرباح بنهاية 20242 أبريل 2024 12:41 مأحمد السويدي: مع تنفيذ مبادرة 15% طفرة متوقعة في أداء القطاعات الإنتاجية6 مارس 2024 4:01 مالجزائر: الأموال والعقارات الموقوفة لخدمة الخير ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية28 فبراير 2024 2:21 ممخاوف جيمي ديمون ويكشف لا يوجد مشاكل هيكلية بالنظام ولكن تسعير السوق مبالغ فيه25 فبراير 2024 3:08 مجهاد أزعور: استثمار الإمارات في مصر مهم ولا يرتبط بمباحثاتنا18 فبراير 2024 1:03 ممحطات رئيسية شكلت ثروة ناصف ساويرس أغنى رجل في مصر5 فبراير 2024 1:39 معائدات مصر الضخمة من الاستثمارات الاماراتية في تنمية راس الحكمة31 يناير 2024 2:32 مزياد حايك: العالم على موعد مع ذكاء اصطناعي يفوق تفكير البشر قبل 203028 يناير 2024 10:59 صالبطل الذي أنقذ البشرية.. حدث ذلك ليلة 26 سبتمبرعام 1983

التعليقات