أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
2 أبريل 2024 1:24 م
-
التيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد

التيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

في مواجهة أكبر منتج للتيتانيوم بدورة كاملة (من المواد الخام إلى المنتج المصنع)، فرض الأمريكيون ضوابط للتصدير فقط، والتي لا تحظر الواردات. مع ذلك، وعد مصنعو الطائرات بعدم شراء المنتجات الروسية. الا انه لم يتم إدراج شركة VSMPO-Avisma الروسية في القوائم السوداء الغربية، برغم أن شركة Rostec الخاضعة للعقوبات الغربية ضد روسيا من بين مالكيها.

 الا انه بعد رفض أكبر الشركات الغربية، على نحو استعراضي، التيتانيوم الروسي، ظلت تشتري منه بهدوء ما قيمته مئات الملايين من الدولارات، بينما قال المستوردون إن المخزونات الصلبة والمنتجين البديلين يساعدونهم. الآن، يخشى هؤلاء من نقص المواد الخام الحيوية والتهديدات التي تواجه صناعات الدفاع والفضاء والطيران إذا ما توقفت إمدادات التيتانيوم فعليا.

ـ رفض الامدادات لوجود مخزون اختياطي :

من جانبها ذكرت شركة "إيرباص" مرة أخرى، ديسمبر 2022، أنها سترفض "الإمدادات لعدة أشهر"، فيما قال مدير شركة "إيرباص للدفاع والفضاء" مايكل شيلهورن: "نحن بصدد الابتعاد عن روسيا". كذلك أكدت "بوينج"، في شهرمارس 2022، أن "هناك احتياطيات كبيرة"، تشكلت، من بين أمور أخرى، بفضل إنشاء مجموعة من الموردين حول العالم، لهذا فستستغني الشركة عن التيتانيوم الروسي. إلا أن المحليين، مع هذا، قالوا إن التعاون مع موسكو "يتم استعادته فعليا بهدوء" على ما يبدو. تلك حقيقة.

وكما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الغرب واصل طوال هذا الوقت شراء التيتانيوم من روسيا، وبحسب الصحيفة، فإن شركة VSMPO-Avisma ، التي لم تخضع للعقوبات، باعت 15 ألف طن بقيمة 370 مليون دولار في عام 2022، معظمها إلى المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

واتضح أن جميع الموردين الرئيسيين لعمالقة تصنيع الطائرات اشتروا التيتانيوم الروسي. فقد قامت مجموعة الطيران الفرنسية "سافران " Safran ، التي تنتج الهياكل، بما في ذلك لطائرات "بوينج"، بزيادة وارداتها من التيتانيوم إلى 20 مليون دولار في عام 2022، بعد أن كانت 8.6 مليونا في 2021. وأعلنت شركة "رولز رويس" البريطانية، التي تنتج محركات لإيرباص وبوينج، وقف الواردات في ربيع عام 2022، ونتيجة لذلك، فقد اشتروا بـ 6.7 مليون دولار أكثر من العام السابق.

ـ مصادر التيتانيوم :

كما يأتي التيتانيوم "رسميا" من دول أخرى، بما في ذلك اليابان والصين وكازاخستان، لكن من الواضح أن هذا ليس كافيا. حيث يقول الخبير الصناعي المستقل ليونيد خازانوف أن مصنع "أوست- كامينوجورسك" في كازاخستان ينتج صفائح وسبائك وألواح التيتانيوم، بينما تنتج VSMPO-Avisma مسطحات طويلة وأنابين وأختام من المادة الخام. كما أن لدى شركة Toho Titanium اليابانية وشركة Osaka Titanium خطوط إنتاج أوسع من مصنع "أوست-كامينوجورسك"، ولكن من حيث عدد مواقع منتجات التيتانيوم شبه المصنعة، فكل هذا الإنتاج "أقل شأنا من الشركة الروسية" وفقا للخبير. كذلك لا يعد الشراء من شركات التعدين الصينية خيارا، نظرا للسياسة الخارجية المعقدة والعلاقات الاقتصادية بين الغرب وجمهورية الصين الشعبية.

ويشير الخبير الاقتصادي خازانوف إلى أنه "إذا أعطت الحكومة في الولايات المتحدة الضوء الأخضر لاستيراد كميات كبيرة من التيتانيوم من الصين، فإن صناعة الطائرات والمجمع الصناعي العسكري سوف يصبحان مدمنين عليها".

لهذا فقد أصبح هناك خيارات قليلة:

1 ـ "التهام" الاحتياطيات .

2 ـ محاولة البحث عن التيتانيوم في أسواق بديلة.

3 ـ الحصول وبالتوازي  بكل هدوء على المنتج الروسي.

وتظهر المشتريات أن الغرب لا يزال يعتمد على موسكو في بعض السلع، على الرغم من التأكيدات بقطع العلاقات الاقتصادية، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، حيث نقلت الصحيفة عن المحلل في شركة المراقبة الأمريكية Import Genius  ويليام جورج قوله "يمكن لروسيا أن تقطع إمدادات التيتانيوم، وحينها ستجد الشركات ذات الأهمية البالغة للدفاع الوطني والطيران المدني نفسه في وضع صعب"

ـ مدعاة  للقلق بالفعل :

ويتابع الخبير: "سيكون ذلك بمثابة ضربة تحت الحزام: سترتفع أسعار التيتانيوم، وبعدها سيتعين علينا بالتأكيد أن ننحني للصينيين، الذين لن يتوانوا عن استغلال الموقف مع العملاء الغربيين الذين أصبحوا رهائن للألعاب السياسية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". في هذه الحالة، وفقا لمؤسس شركة SharesPro الاستثمارية دينيس أستافييف، ستنشأ مشكلات في صناعات الطيران والدفاع في "البلدان غير الصديقة"، حتى إغلاق الشركات. وتوضح تجربة السنوات الأخيرة أننا نستخدم بمهارة "ذراع المواد الخام" كأداة ليس فقط "لتحقيق استقرار الروبل، ولكن أيضا للتأثير على العمليات الجيوسياسية المختلفة".

وقد علّقت شركة "بوينج"، على سبيل المثال، إنتاج طراز 737MAX، لأسباب من بينها صعوبات متعلقة بالمواد الخام. وسوف يتفاقم الوضع أيضا بسبب حقيقة أن الطلب على التيتانيوم سيزداد، حيث يتوقع محللو Roscongress أنه بحلول عام 2026 ستنمو السوق إلى 6.1 مليار سنويا، بينما تعتمد "إيرباص" على المواد الخام الروسية بنسبة 60%، و"بوينغ" بنسبة 35%. بالتالي فإن وقف الإمدادات الروسية من شأنه أن يوجه ضربة مزدوجة للغرب.

ـ واشنطن لن تستطيع استبدال التيتانيوم الروسي  :

كما أكد خبير الصناعة والطاقة سابقا في بداية  2023، ليونيد خازانوف، أن الصناعة الأوكرانية بخلاف الروسية، لا يمكنها تلبية المتطلبات الأمريكية من التيتانيوم وغيره من المعادن اللازمة لصناعة الطائرات والذخائر.وقال: "لا يمكن اعتبار التيتانيوم الأوكراني بديلا كاملا للتيتانيوم الروسي. فهناك يتم إنتاج الإسفنج والسبائك فقط، بينما تحتاج الولايات المتحدة إلى منتجات التيتانيوم المدلفنة مثل القضبان والألواح والأنابيب".

وأضاف: "إذا كانت الولايات المتحدة تأمل في الحصول على رواسب التيتانيوم الموجودة في أوكرانيا، فإن مثل هذا المشروع يبدو ساذجا. على خلفية زيادة انقطاع التيار الكهربائي والفوضى على السكك الحديدية في أوكرانيا، لن يكون من الممكن تنظيم نقل مستقر لمركزات التيتانيوم بالسكك الحديدية خارج حدودها، ولا يمكن للشاحنات الوصول بسهولة". وأشار إلى أن الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي في أوكرانيا لا يمكن إلا أن يؤدي إلى توقف عمل الشركات المعدنية المحلية، بما في ذلك تلك التي تنتج التيتانيوم.

وذكرت مجلة "نيوزويك" أن واشنطن تسعى للحصول من أوكرانيا على التيتانيوم الذي تحتاجه في صناعة القذائف والذخائر، حيث كانت روسيا تتصدر مورّدي هذا المعدن للولايات المتحدة.

ـ التيتانيوم: مادة لا غنى عنها لصنع الأسلحة :

تم استخدام سبائك التيتانيوم على نطاق واسع في صناعة الأسلحة وأصبحت مادة لا غنى عنها. مع التيتانيوم ، أصبحت الأسلحة أكثر قوة وأكثر قوة. أسلحة سبائك التيتانيوم ليست خفيفة الوزن فقط ، وقدرة جيدة على المناورة ، ولكنها أيضا تزداد قوتها. وهي مناسبة بشكل خاص للقوات المحمولة جواً والقوات المهاجمة. ألواح مقاعد الملاط المصنوعة من سبائك التيتانيوم أخف بنسبة 50 % من الألواح الفولاذية. تستخدم سبائك التيتانيوم في صناعة أنابيب الهاون وألواح المقاعد والمواد عالية الجودة - مثل البراميل وحوامل المسدسات وهي أيضا مواد جيدة لإعداد الملابس والخوذات الواقية.

منذ الإنتاج الصناعي لسبائك التيتانيوم والتيتانيوم في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي   ، بدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في الاهتمام بتطبيقاتهما في الأسلحة ودراستها. حقق مصنع Watertown Ordnance في الولايات المتحدة العديد من التطورات في تطبيق سبائك التيتانيوم في الأسلحة. العمل الجنسي هو أكبر وحدة في العالم وأكثرها تقدما لدراسة تطبيق سبائك التيتانيوم في مجال الأسلحة. في عام 1955 ، استخدمت صناعة الأسلحة الأمريكية 57 طنا من التيتانيوم ، و 281 طنا في عام 1961 ، و 1040 طنا في عام 1971. وتشير التقديرات إلى أنها وصلت إلى 2100 طن في عام 2020. ولأنها كانت هذه  فترة غير حرب ، فإن معدل النمو يعتبر بطسئا نوعا ما .

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 202325 مارس 2024 12:20 معقود مشروعات لإزالة المخلفات بتكلفة 565 مليون جنيه

التعليقات