أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
4 أبريل 2021 3:00 م
-
خطة بايدن : زيادة إيرادات هيئة الضرائب من خلال مكافحة الاحتيال وإلغاء الدعم لصناعات النفط والغاز

خطة بايدن : زيادة إيرادات هيئة الضرائب من خلال مكافحة الاحتيال وإلغاء الدعم لصناعات النفط والغاز

 

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 من أجل تمويل مشروعه الطموح لتحديث البنى التحتية الأمريكية، يعول الرئيس الأمريكي جو بايدن على زيادة الضرائب على الشركات، التي تستفيد من نسب متدنية جدا وتتمكن أحيانا، من الإفلات كليا من بعض الضرائب. الا ان  غرفة التجارة الأمريكية عدت أن اقتراحات التمويل غير ملائمة بشكل خطر، وأن رفع الضرائب "سيبطئ الانتعاش الاقتصادي وسيجعل الولايات المتحدة أقل قدرة على المنافسة".

وقالت منظمة "بزنيس رواندتايبل"، التي تجمع أكبر شركات البلاد من جهتها أنها ستعارض بقوة أي زيادة للضرائب. وقد يكون لزيادة الضرائب تأثير كبير في استثمار الشركات الأجنبية، التي يمكنها أن تنتقل بسهولة إلى دول أخرى، برأي ثورنتون ماثيسون من مركز "أوربن- بروكينجز" حول السياسات الضريبية. وأن الولايات المتحدة تبقى اقتصادا كبيرا يتمتع بالحيوية ويمكنه تحمل أن يفرض نسبة ضريبة أعلى بقليل من دول أصغر منها. في المقابل، يرى دين بايكر خبير الاقتصاد في مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية أن قرار ترمب بخفض الضريبة كان يفترض أن يترافق حينها مع خفض كبير في الاستثناءات الضريبية وزيادة كبيرة في استثمارات الشركات وهو أمر لم يحصل.

ويشير تشاك مار الخبير في الشؤون الضريبية في مركز أولويات الميزانية والسياسة، إلى أن الشركات العالمية ومساهميها سيستفيدون من تحسين البنى التحتية المتراجعة راهنا.و ان التراجع عن جزء من الخفض الكبير في الضريبة، الذي قرره دونالد ترمب لتمويل مشاريع كبرى، أمر جيد للاقتصاد، مشيرا، خصوصا إلى النفقات المتوقعة في الأبحاث حول شبه الموصلات، التي يؤثر النقص فيها راهنا بقوة على شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة.

ـ تدابير مطروحة:

 تنوي الإدارة الأمريكية من بين التدابير الأخرى المطروحة، منع الشركات عن الانتقال إلى خارج الولايات المتحدة والتهرب الضريبي من خلال فرض حد أدنى من الضريبة نسبتها 21 % على الإيرادات العالمية. وتريد كذلك تنسيقا ضريبيا أفضل مع الدول الأخرى.

وتنص الخطة على زيادة إيرادات هيئة الضرائب من خلال مكافحة الاحتيال والتهرب الضريبي بفاعلية أكبر وإلغاء الدعم لصناعات النفط والغاز، فضلا عن الاستثناءات الضريبية الكثيرة، بينما يشير البيت الأبيض إلى أن مجمل الإجراءات الضريبية ستسمح بتغطية قيمة خطة البنى التحتية في غضون 15 عاما.

وقال بايدن في خطاب ألقاه في بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا في الاسبوع الاخير من مارس ، كشف فيه النقاب عن المرحلة الأولى من خطة "إعادة البناء بشكل أفضل التي يمتد تنفيذها لثمانية أعوام، ليس لديه أي شيء ضد أصحاب الملايين والمليارات، وأنا أؤمن بالرأسمالية الأمريكية، كما أن رفع الضريبة على الشركات إلى 28 %، سيعود على الخزينة الفيدرالية بمبلغ تريليون دولار إضافي خلال 15 عاما. ودعا إلى إصلاح ضريبي واسع، منددا بفرض ضريبة نسبتها 22 %  ، على مدرس بينما لا تدفع "أمازون" وشركات أخرى أي ضريبة فيدرالية. واقترح بايدن استثمار تريليوني دولار خلال الأعوام الثمانية المقبلة في مجال النقل والصناعة وشبكات الإنترنت لتحديث شبكة النقل المتداعية في الولايات المتحدة لتحسين قدرة البلاد على المنافسة.

وهو يعول كثيرا على الشركات لتمويل هذه المشاريع إذ إن الإجراء الرئيس في هذه الخطة هو فرض ضريبة على الشركات نسبتها 28 %. وسيعود بايدن بذلك عن قرار اتخذه سلفه دونالد ترامب بتخفيض كبير للضريبة على الشركات، التي تراجعت من 35 إلى 21 %، في عهده. وأضاف بايدن  "لا ينبغي لأحد أن يشتكي من ذلك"، مشددا على أن النسبة  ستبقى أقل من تلك التي كانت معتمدة بين الحرب العالمية الثانية و2017 .  وهذه النسبة مفروضة منذ 1909 في الولايات المتحدة، وقد ارتفعت إلى 52.80 %، في 1968 قبل أن تتراجع بشكل شبه مستمر منذ ذلك الحين. لكن هذه النسبة تضع الولايات المتحدة بين دول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، التي تفرض أعلى الضرائب بعد فرنسا وكولومبيا  32 %  وأستراليا والمكسيك والبرتغال  30 % .

إلا أن الشركات تدفع عموما أقل من النسبة الرسمية، بينما أظهرت دراسة صدرت في الفترة الأخيرة عن لجنة في الكونجرس أن الشركات في الولايات المتحدة كانت تدفع ضريبة نسبتها 16 %، قبل إصلاح ترمب و8 % بعده.

ويمكن للشركات استخدام الائتمان الضريبي للبحث والتطوير لخفض الضرائب التي تدفعها، وقد دافع المسؤول في "أمازون" جاي كارني عن اللجوء إليها. وقال بايدن "أقترح خطة للأمة تكافئ العمل وليس الثروة فقط، خطة تبني اقتصادا عادلا يمنح الجميع فرصة للنجاح، خطة ستوجد اقتصادا هو الأقوى والأكثر صلابة وابتكارا في العالم".

ـ اهداف الخطة:

 ترمي الخطة إلى ضخ 620 مليار دولار لتحديث شبكة النقل في البلاد، تشمل 32 ألف كلم من الطرق والطرق السريعة، وإصلاح آلاف الجسور ومضاعفة التمويل الفيدرالي للنقل المشترك. مضيفا الرئيس الديمقراطي  أن  استثمار يحدث مرة واحدة كل جيل في أمريكا، هو لا يشبه أي شيء رأيناه أو فعلناه منذ أن بنينا نظام الطرق السريعة بين الولايات وخضنا سباق الفضاء منذ عقود .

وشدد بايدن على أن الخطة تمثل  أكبر استثمار أمريكي في الوظائف منذ الحرب العالمية الثانية، وستوفر ملايين الوظائف، وظائف برواتب جيدة. وستزيد من حجم الاقتصاد، وستجعلنا أكثر قدرة على المنافسة في العالم، وستعزز مصالح أمننا القومي، وستضعنا في موقع يمكننا من الفوز في المنافسة العالمية مع الصين خلال الأعوام المقبلة . وأكد  لا يمكننا أن نتأخر دقيقة واحدة  في تحديث البنية التحتية الأمريكية المتداعية، في نداء حاول من خلاله خصوصا إقناع خصومه الجمهوريين المعارضين لهذه الخطة بتغيير رأيهم.

وقال  في 2019، كشف تحليل مستقل أن هناك 91 شركة، أكرر، 91 شركة من بين كبريات الشركات في العالم، بما في ذلك أمازون، استخدمت حيلا قانونية مختلفة، ولم تدفع ضريبة دخل فيدرالية بتاتا، ولا حتى سنتا واحدا  لا أريد أن أعاقبهم” لكن هذا الأمر ليس طبيعيا .

ـ اللقاحات وخطة الدعم:

خلق الاقتصاد الأمريكي 916 ألف وظيفة في مارس بفضل تكثيف التطعيم الذي سمح بتخفيف الإجراءات التقييدية، ما يمثل بارقة "أمل" وفق الرئيس الأميركي. رغم ذلك، دعا جو بايدن إلى عدم "التقاعس" في مواجهة كوفيد-19.

وقال الرئيس في كلمة موجزة في البيت الأبيض إن "الأرقام المنشورة اليوم نبأ سار".كما  يوجد أمل، أخيرا، لكثير من العائلات".لكن لا تزال أمامنا طريق طويلة لإعادة اقتصادنا إلى المسار الصحيح بعد أسوأ أزمة اقتصادية منذ ما يقرب من قرن".

ـ ارقام التوظيف الأعلى من تقديرات المحللين:

  قالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي في بيان "يعد تقرير الوظائف لشهر مارس دليلا قاطعا على أنه في ظل الديموقراطيين في الكونجرس والرئيس بايدن المساعدة موجودة". وأضافت أنه "جرى استعمال أكثر من مائة مليون جرعة لقاح، ووزع أكثر من مائة مليون شيك ووضع نحو مليار دولار في جيوب العمال بفضل خطة الإنقاذ الأميركية".


ووفقا للفرنسية رقم التوظيف أعلى بكثير من تقديرات المحللين الذين توقعوا خلق 627 ألف فرصة عمل جديدة، وقريب من أكثر التقديرات تفاؤلا (مليون وظيفة). وقطاع الترفيه والفنادق والمطاعم الذي تضرر بشدة من تداعيات كورونا، شهد الانتعاش الأكبر بخلقه 280 ألف وظيفة، وفق وزارة العمل. أما قطاع البناء الذي مر بوضع صعب في فبراير، فشهد إنشاء 110 آلاف وظيفة جديدة، فيما خلقت الصناعات التحويلية 53 ألف فرصة عمل. تبشر هذه المعطيات بالخير رغم أنها جمعت بداية الشهر، أي قبل أن توسع أغلب الولايات برامجها للتطعيم ضد كوفيد-19 وقبل أن يتلقى كثير من الأميركيين شيكات دعم بقيمة 1400 دولار من الحكومة الفدرالية في إطار خطة مساعدة ضخمة تبلغ قيمتها 1900 مليار دولار.

ـ المنتظر أن يكون نمو التوظيف أعلى في ابريل:

وأجرت وزارة العمل مراجعة لمعطيات يناير وفبراير قادت إلى ترفيعها. في المقابل، تراجع معدل البطالة في مارس إلى 6 % بعد أن كان 6.2 %. وقالت الوزارة إنه بلا شكّ "تراجع بشكل كبير مقارنة بذروته في ابريل 2020 (نحو 15 %)، لكنه أعلى بنقطتين ونصف مئوية من مستواه السابق للجائحة في فبراير 2020".

كما أن عدد الوظائف لا يزال أدنى بـ8.4 مليون وظيفة مقارنة بذروة التوظيف قبل الوباء. يعني ذلك أن سوق العمل لا يزال يحتاج أشهرا من النمو السريع ليقترب من مستواه السابق للجائحة. ويجب قراءة تراجع البطالة بحذر لأن هذا المعدل لا يأخذ في الحسبان ملايين الأشخاص الذين غادروا سوق العمل لا سيما نتيجة الغلق المطوّل للمدارس.

ـ لا تزال الجائحة  أكبر تهديد للاقتصاد الأميركي:

عادت إصابات كورونا للارتفاع في جزء من البلاد في وقت خفّفت عدة ولايات القيود المفروضة على المطاعم وقاعات السينما والرياضة مثلا. وتسجل أميركا يوميا 62 ألف إصابة في المعدل. لكن لا يتوقع عديد الاقتصاديين تباطؤا آخر في التوظيف كما حدث في الخريف. ويعود ذلك إلى تسريع حملة التلقيح التي يستعمل فيها يوميا أكثر من 2.5 مليون جرعة (وصلت في بعض الأيام إلى 3 ملايين جرعة).

ـ مع تطعيم المزيد من الأميركيين، يتزايد النشاط في البلاد:

  بدأ قطاع الرحلات في إظهار علامات تعاف، وسيستأنف نشاطه مع إعطاء مسؤولي الصحة الأميركيين الجمعة الضوء الأخضر للسفر داخل البلاد لمن تلقوا اللقاح، مع الحفاظ على وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي.كما يظهر التقرير حول التوظيف المنشور في الثاني من ابريل 2021  أن معدل البطالة لدى السود ارتفع قليلا، وهو يبلغ في صفوفهم 9.6 % مقابل 5.4 % لدى البيض.

كما نخفض متوسط الأجور في الساعة، ما يعني توظيف عمال متدني الرواتب. وكان الرئيس جو بايدن قد وعد باستحداث ملايين الوظائف "جيدة الأجر" وفي القطاعات المستقبلية. وأعلن بايدن عن خطة استثمار ضخمة في البنى التحتية تتجاوز قيمتها ألفي مليار دولار على امتداد ثمانية أعوام. سيواجه هذا المشروع نقاشات حادة في الكونجرس نظرا لمعارضة الجمهوريين وعدد من الديموقراطيين. لكن من المنتظر أن يدفع النمو الأميركي في حال إقراره.

 

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات