أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
10 نوفمبر 2020 12:54 م
-
دعوة الى "جو بايدن" أن يكون "البطل" المناخي الذي يحتاج إليه العالم

دعوة الى  "جو بايدن" أن يكون "البطل" المناخي الذي يحتاج إليه العالم

اعداد ـ  فاطيمة طيبي

أعرب ناشطون في سبيل قضايا المناخ عن ارتياح كبير إزاء انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، إذ رأوا في ذلك بارقة أمل للكوكب على الرغم من الإصلاحات العميقة المطلوبة للحد من تبعات للتغير المناخي.

ـ حصر الاحترار بدرجتين مئويتين:

ووفقا لـ"الفرنسية"، يعلق هؤلاء الناشطون أملا على انتصار جو بايدن في قلب معادلة مكافحة الانبعاثات، فقد وعد الرئيس المنتخب الديمقراطي بإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس المناخي بعدما دخل قرار ترمب إخراج البلاد منه، حيز التنفيذ رسميا في الرابع من  نوفمبر ، وهو قدم خطة بقيمة 1700 مليار دولار لبلوغ مستوى الحياد الكربوني بحلول 2050.


وعلقت جنيفر مورجان، المديرة التنفيذية لمنظمة "جرينبيس" البيئية عبر "تويتر": "نصر جو بايدن يمثل الخطوة الأولى في تفادي الكارثة المناخية"، داعية بايدن إلى أن يكون "البطل" المناخي، الذي يحتاج إليه العالم.

وقالت لورنس توبيانا إحدى مهندسي اتفاق باريس الرامي إلى حصر الاحترار بدرجتين مئويتين أو حتى درجة ونصف درجة، مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، إن الإدارة الأمريكية الجديدة "أمام فرصة تاريخية للقيام بأحد أكبر عمليات إطلاق الجهود البيئية في العالم، لتوجيه الاقتصاد الأمريكي نحو تقليص مستدام للانبعاثات مع إعادة بناء البلاد وإقامة مجتمع أكثر عدلا".

كذلك رأى أندرو ستير رئيس معهد "وورلد ريسورسز إنستيتيوت" أن انتخاب بايدن "يوم جديد للمناخ والبيئة والشعب الأمريكي، الغد الأفضل بات ممكنا"، لكنه أضاف "لا يمكن تضييع دقيقة واحدة".

ولحصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة والحد من تبعات الكوارث المناخية المتزايدة حول العالم، يتعين تقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة في العالم إلى النصف بحلول 2030، وفق هيئة المناخ في الأمم المتحدة.

ويستلزم هذا التخفيض إصلاحات جذرية في الاقتصاد العالمي، غير أن هذا الطموح قد يكون مفرطا في عهد جو بايدن، بحسب بعض الخبراء.

ـ بايدن والنقطة الحاسمة لتغيير المناخ:

وترى مجموعة "كلايمت أكشن تراكر" أن انتصار بايدن قد يكون "نقطة حاسمة" للاقتراب "إلى أقصى حد" من هدف حصر الاحترار بدرجة مئوية ونصف درجة، وسيتعين لهذه الغاية الالتزام بالوعد المقطوع ببلوغ الولايات المتحدة مستوى الحياد الكربوني بحلول 2050، على غرار التعهدات الصينية واليابانية والأوروبية الصادرة أخيرا في هذا المجال.

وقال يوهان روستروم أحد رئيسي معهد بوتسدام للبحوث بشأن تغير المناخ من ناحيته "إذا ما اعتمدت الولايات المتحدة هدف الحياد الكربوني لعام 2050، فإن القوى الاقتصادية الأربع الكبرى في العالم ستكون منسجمة مع العلوم وستقدم نموذجا يحتذى به لتوفير مستقبل آمن ونظيف ومعاصر". لكن ذلك يستلزم بطبيعة الحال إقران الأقوال بالأفعال، سواء في واشنطن أو في بكين وطوكيو والاتحاد الأوروبي.

وأبدى عالم المناخ مايكل مان من جامعة "بنسلفانيا ستايت يونيفرسيتي"، "تفاؤلا حذرا" إزاء النصر، الذي حققه جو بايدن، قائلا "لا يخطئن أحد منكم، الحقيقة المرة هي أنه حتى في حال احترمت كل دولة التزاماتها بموجب اتفاق باريس (في ظل تأخر كثيرين في هذا المجال حاليا بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي)، فإن ذلك لن يكفي حتى لبلوغنا نصف الطريق" من أجل حصر الاحترار بدرجتين مئويتين.

وسيعتمد هامش المناورة لدى الرئيس الأمريكي المنتخب، خصوصا على قدرته على الدفع في اتجاه إقرار قوانين مناخية طموحة، وهو سيحتاج إلى هذه الغاية إلى مجلس الشيوخ، الذي قد يبقى تحت سيطرة الجمهوريين، وسيتعين الانتظار حتى الخامس من شهر  يناير2021 ، موعد الدورة الثانية من انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا لمعرفة ذلك.

ومن دون الأغلبية في مجلس الشيوخ، يمكن لجو بايدن الاعتماد على آلاف الكيانات غير الفيدرالية (بينها ولايات ومدن وشركات) يمكن للتعهدات، التي قطعتها في الأعوام الأخيرة بأن تسمح للولايات المتحدة بتحقيق التزاماتها السابقة بموجب اتفاق باريس (تقليص الانبعاثات بنسبة تراوح بين 26، و28 %، بحلول 2025 مقارنة بـ2005 ، وفق "كلايمت أكشن تراكر".

ـ آمال متجددة :

وقبل شهر من الذكرى السنوية الخامسة لتوقيع اتفاق باريس، يأمل الناشطون المناخيون في أن يعيد بايدن القيادة الأمريكية في المشهد العالمي للتصدي للأزمة المناخية. ورأى أندرو ستير أن "الرئيس المنتخب بايدن قادر من خلال عودته منذ اليوم الأول له إلى اتفاق باريس، على تحفيز الثقة بالتعاون الدولي".

ولخص أوتمار إدنهوفر، الذي يرأس أيضا معهد بوستدام للبحوث بشأن تغير المناخ، الوضع قائلا إن "الأجيال المقبلة ستتذكر إدارة بايدن- هاريس على أنها تلك، التي خيبت الآمال الكبيرة أو أنها كانت ناجعة حقا للشعب الأمريكي والعالم".

ويرى بايدن في تغير المناخ تهديدا وجوديا للكوكب، وأن التحول عن الوقود الأحفوري يمكن أن ينطوي على فرصة اقتصادية إذا تحركت الولايات المتحدة سريعا لتحقيق الريادة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة.

عملت إدارة ترمب على إضعاف أهداف الانبعاثات أو إلغائها، وتضمن ذلك تخفيف وكالة حماية البيئة الأمريكية معايير انبعاثات السيارات، وإلغاءها خطة الكهرباء النظيفة، التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما، التي كانت تشترط تخفيضات من صناعة الكهرباء. ويسهم قطاعا النقل والكهرباء معا بنحو نصف انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة.

ـ تحول عالمي في مجال الطاقة:

  بدأت شركات النفط والغاز الأوروبية مثل بي.بي، ورويال داتش شل تطبيق استراتيجيات لتحول عالمي في مجال الطاقة، لم تحد الشركات الأمريكية العملاقة مثل إكسون موبيل وشيفرون عن تركيزها على أعمال الطاقة التقليدية - محتمية سياسيا برئاسة ترمب.

في حين عمل ترمب على تعظيم إنتاج النفط والغاز المحلي، تعهد بايدن بحظر إصدار تراخيص حفر جديدة على الأراضي والمياه الاتحادية من أجل محاربة تغير المناخ.

أنتجت الولايات المتحدة نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام يوميا من الأراضي والمياه الاتحادية في 2019، إلى جانب 13.2 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات