أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
16 نوفمبر 2020 11:16 ص
-
اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ترسخ نفوذ الصين الاقتصادي للتجارة الحرة في العالم

اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ترسخ نفوذ الصين الاقتصادي للتجارة الحرة في العالم

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

اتفاق "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" يضم عشر دول في جنوب شرق آسيا إلى جانب الصين واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا، وتساهم هذه الدول بنحو 30 % من إجمالي الناتج الداخلي العالمي. ويعتبر توقيع 15 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الخامس عشر من شهر نوفمير 2020 أكبر اتفاق للتجارة الحرة على مستوى العالم، في خطوة ضخمة للصين باتجاه تعزيز نفوذها، وفقا لـ"الفرنسية".


ـ امال حول اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة :

 تم توقيع الاتفاق، الذي عرض أول مرة في 2012، في ختام قمة لقادة دول جنوب شرق آسيا الساعين لإنعاش اقتصاداتهم المتضررة جراء كوفيد - 19. وقال "لي كه تشيانج" رئيس الوزراء الصيني بعد مراسم التوقيع الافتراضية "في ظل الظروف العالمية الحالية، يوفر التوقيع على اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بصيص نور وأمل". مضيفا انه يظهر بوضوح أن التعددية هي الطريق الأمثل ويمثل الاتجاه الصحيح لتقدم الاقتصاد العالمي والبشرية، وأن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (آر.سي.أي.بي) انتصار للاقتصاد العالمي.

وأشار "لي" في كلمته في القمة "التوقيع على الشراكة ليس فقط إنجازا بارزا للتعاون الإقليمي لشرق آسيا، لكن أيضا انتصارا للتجارة الحرة متعددة الأطراف".

وطبقا لتوقعات صادرة عن معهد "بيترسون" للاقتصادات الدولية ومقره الولايات المتحدة، فإن من المتوقع أن تكون الصين من المستفيدين الرئيسين من اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، بمكاسب محتملة تصل إلى 85 مليار دولار لناتجها المحلي الإجمالي.

ولا يشمل الاتفاق، الذي ينص على خفض الرسوم الجمركية، وفتح تجارة الخدمات ضمن التكتل الولايات المتحدة ويعد بديلا تقوده الصين لمبادرة واشنطن التجارية، التي لم تعد مطبقة حاليا.

وقال خبير التجارة لدى كلية الأعمال التابعة لجامعة سنغافورة الوطنية ألكساندر كابري إن الاتفاق "يرسخ طموحات الصين الجيوسياسية الإقليمية الأوسع حيال مبادرة الحزام والطريق"، في إشارة إلى مشروع بكين الاستثماري الهادف إلى توسيع نفوذ الصين عالميا. اضف اليه انه عنصر تكميلي نوعا ما .

لكن عديدا من الدول الموقعة على الاتفاق تواجه تفشيا واسعا لفيروس كورونا المستجد وتأمل في أن يساهم اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في التخفيف من وطأة التكلفة الاقتصادية الكبيرة للوباء.

ـ اتفاقية الشراكة الاقتصادية تحريك للمياه الراكدة  التي تسبب كوفيدـ 19:

تعرضت إندونيسيا أخيرا لأول ركود تشهده منذ عقدين، بينما تراجع الاقتصاد الفلبيني  الى 11.5 % في الفصل الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق 2019.

وقالت ديبورا إيلمز المديرة التنفيذية للمركز التجاري الآسيوي، وهو معهد استشارات مقره سنغافورة، "ذكر كوفيد المنطقة بالسبب الذي يجعل من التجارة أمرا مهما فيما الحكومات متحمسة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق نمو اقتصادي إيجابي". وتابعت أنه في إمكان الاتفاق "أن يساهم في تحقيق ذلك".

وانسحبت الهند من الاتفاق العام الماضي جراء قلقها حيال المنتجات الصينية زهيدة الثمن التي سيفسح المجال لدخولها إلى البلاد، وكانت الغائب الأبرز خلال مراسم التوقيع الافتراضية ، لكن لا يزال في إمكانها الانضمام إلى الاتفاق في موعد لاحق، إذ اختارت ذلك. وحتى دون مشاركة الهند، يشمل الاتفاق 2.1 مليار نسمة.

ومن شأن الاتفاق أن يخفض التكاليف ويسهل الأمور على الشركات عبر السماح لها بتصدير المنتجات إلى أي بلد ضمن التكتل دون الحاجة للإيفاء بالمتطلبات المنفصلة لكل دولة، ويتطرق إلى الملكية الفكرية، لكنه لا يشمل حماية البيئة وحقوق العمال. كما ينظر إلى الاتفاق على أنه وسيلة للصين لوضع قواعد التجارة في المنطقة، بعد أعوام من تراجع دور الولايات المتحدة فيها خلال عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي شهد انسحاب واشنطن من اتفاق تجاري تابع لها هو "اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ".

ـ الولايات المتحدة و وموقفها من الاتفاقية :

على الرغم من أنه سيكون في إمكان الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات الاستفادة من اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة عبر فروعها في عدد من الدول المنخرطة  فيه، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن الاتفاق قد يدفع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لإعادة النظر في انخراط واشنطن في المنطقة.

وأفاد كبير خبراء اقتصاد منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "آي إتش إس ماركيت" راجيف بيزواس أنه من شأن ذلك أن يدفع الولايات المتحدة للنظر في الميزات المحتملة للانضمام إلى اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة. وأضاف "لكن لا يتوقع أن تمنح هذه المسألة أولوية، نظرا لردود الفعل السلبية الواسعة على مفاوضات اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ من قبل فئات عديدة من الناخبين الأمريكيين جراء المخاوف المرتبطة بخسارة الوظائف لمصلحة دول آسيوية".

ووسط تساؤلات عن مدى اهتمام الولايات المتحدة بآسيا، قد تعزز الشراكة وضع الصين كشريك اقتصادي لجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا، إذ تضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم في مكانة أفضل لصياغة قواعد التجارة في المنطفة. وغياب الولايات المتحدة عن اتفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة وعن المجموعة التي حلت محل الشراكة عبر الأطلسي، التي قادها أوباما يستثني أكبر اقتصاد في العالم من مجموعتين تجاريتين تغطيان أسرع المناطق نموا على وجه الأرض.

في المقابل، يساعد اتفاق الشراكة الاقتصادية بكين على تقليص الاعتماد على أسواق وتكنولوجيا الخارج، بحسب إريس بانج، كبيرة اقتصاديي آي.ان.جي لشؤون الصين، التي تضيف أن الخلافات المتزايدة مع واشنطن عجلت بهذا التحول.

ـ رئيس وزراء ماليزيا يصف الاتفاقية بالمهمة :

بدوره ذكر محيي الدين ياسين، رئيس وزراء ماليزيا، أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (أر سي إي بي) تعد في غاية الأهمية، فيما يتعلق باستجابة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لوباء فيروس كورونا. وأضاف ياسين في تصريحات له أنه واثق من أنه يمكن استغلال الاتفاقية كإحدى أدوات الانتعاش الاقتصادي، ويعتقد أن تنفيذ الاتفاقية سيشجع على إعادة فتح الأسواق ويضمن استمرار سلسلة الإمداد. وتابع "يواجه العالم حاليا وباء مرض كوفيد - 19 على نطاق غير مسبوق، وأشار إلى أن "الوباء لا يقتل فحسب أرواح شعبنا، لكن يضرب اقتصادنا".

وقال ياسين خلال التوقيع على الاتفاقية: إضافة إلى التحديات لنظام التجارة العالمي بسبب التوترات الإقليمية، من الضروري أن يواصل "آسيان" الحفاظ على قدرتنا التنافسية كمنطقة، مشيرا إلى أن اتفاقيات التجارة الحرة هي السبيل للمضي قدما للمساعدة في الحفاظ على القدرة التنافسية من خلال تعزيز التجارة الدولية وتشجيع الاستثمارات وضمان توريد المواهب.

ذكر لي هسين لونج رئيس وزراء سنغافورة، "أننا وقعنا على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، بعد جهود شاقة استمرت ثمانية أعوام، وستكون أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم". وقال "إنها خطوة كبرى إلى الأمام في منطقتنا في وقت تفقد فيه التعددية أرضيتها ويتباطأ النمو العالمي". وأضاف "تظهر اتفاقية الشراكة دعم الدول الآسيوية لسلاسل إمداد مفتوحة ومتصلة وتجارة حرة وترابط أوثق".

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات