أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
24 فبراير 2021 5:39 ص
-
انخفاض نمو الاقتصاد البريطاني و تراجع في ترتيب ألمانيا ضمن الدول الصناعية.

انخفاض نمو الاقتصاد البريطاني و تراجع في ترتيب ألمانيا ضمن الدول الصناعية.

 

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

قواعد التباعد الاجتماعي في بريطانيا قد تظل سارية حتى الخريف وفقا سجل الاقتصاد البريطاني تراجعا  قياسيا بأسرع معدل سنوي على الإطلاق، بنسبة 9.9 % في 2020 ، تحت وطأة تداعيات فيروس كورونا المستجد على الرغم من تمكنه من تحقيق نمو قوي في النصف الثاني من العام، وفق ما أظهرت بيانات رسمية نشرت في الثاني عشر من شهر فبراير 2021 .

ووفقا لـ"الفرنسية"، قال ريشي سوناك، وزير المال إن الاقتصاد تعرض لصدمة كبيرة من جراء أزمة جائحة كوفيد-19. وتأتي البيانات بعد أسبوع على توقعات لبنك إنجلترا بانتعاش اقتصادي مدفوع بحملة نشر اللقاحات الناجحة في بريطانيا.

وقال المكتب الوطني للإحصاءات في بيان "خلال 2020 ككل، تراجع الناتج المحلي الإجمالي 9.9 %، في أكبر انخفاض سنوي مسجل للناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة". وسجل الناتج المحلي الإجمالي نموا 1.0 %، في الفصل الرابع، أي الأشهر الثلاثة الماضية  في ديسمبر ، بعد مراجعة أرقام الانتعاش، الذي سجل 16.1 %، في الفصل الثالث، وفق مكتب الإحصاء. وأثارت تلك البيانات الأمل في أن تتمكن بريطانيا من تجنب ركود مزدوج على الرغم من تدابير الإغلاق الصارمة المفروضة منذ شهر  يناير .

وقال وزير الخزانة معلقا على البيانات إن "أرقام اليوم تظهر أن الاقتصاد تعرض لصدمة كبيرة نتيجة الوباء الذي اجتاح دولا في أنحاء العالم". وأضاف "بينما توجد بعض المؤشرات الإيجابية على مرونة الاقتصاد خلال الشتاء، نعلم أن الإغلاق الحالي لا تزال له تداعيات كبيرة على عديد من الأشخاص والأنشطة التجارية". لذا يتواصل تركيزي على القيام بكل ما بوسعنا لحماية الوظائف والأنشطة التجارية وموارد الرزق  مضيفا بأنه سيعلن تدابير دعم إضافية في موازنته القادمة في الثالث من مارس 2021   كما قال المكتب الوطني للإحصاء إن الاقتصاد سجل نموا 1.2 % في  شهر  ديسمبر وحده، مدفوعا بتخفيف قيود الحد من الفيروس في أجزاء من البلاد .

ـ استعادة قطاعات من الاقتصاد بعضا من مكاسبها المفقودة :

  وأكد جوناثان آثو المسؤول في قسم الإحصاءات الاقتصادية أن "تخفيف القيود في مناطق عديدة من المملكة المتحدة ساهم في استعادة قطاعات من الاقتصاد بعضا من مكاسبها المفقودة في  شهر ديسمبر ، إذ سجلت قطاعات الضيافة ومبيعات السيارات وصالونات الشعر جميعها نموا"، مضيفا أن حملات الفحوص للكشف عن الفيروس وتتبعه ساهمت أيضا في تعزيز الإنتاج. مؤكدا أن  الاقتصاد استمر في النمو في الفصل الرابع ككل، على الرغم من فرض مزيد من القيود في شهر  نوفمبر ، الا ان الناتج المحلي الإجمالي للعام ككل تراجع بنحو 10 % ، أي أكثر بمرتين عن أكبر انخفاض سنوي مسجل".

وعلى الرغم من فصلين متتاليين من النمو في النصف الثاني من العام 2020  إلا أنه لا يزال الاقتصاد دون مستوياته ما قبل الوباء بنسبة 7.8 % وفرضت تدابير إغلاق في أغلبية مناطق المملكة المتحدة مطلع  شهريناير  للحد من نسخة متحورة من فيروس كورونا المستجد، تبين أنها أكثر عدوى، وتشبه تلك التدابير القيود، التي فرضت في مستهل أزمة الفيروس أواخر    شهر مارس  2020.

ـ توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي:

 خفض بنك إنجلترا توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام إلى 5.0 %، من 7.5 %، لكنه رفع أيضا توقعاته للعام المقبل 2021  من 6.25 %، إلى 7.25 %.

وعلى الرغم من ترقب  تراجع  في الاقتصاد  الى 4.0 %، في الأشهر الثلاثة الأولى من 2021 ، ينتظر تسجيل تعاف فيما بعد، إذ ستعزز عمليات نشر اللقاح إنفاق المستهلك، بحسب بنك إنجلترا، الذي توقع أيضا عودة إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 في الفصل الأول من 2022.

وذكر سورين ثيرو من غرف التجارة البريطانية أنه "على الرغم من تجنب كساد اقتصادي مزدوج، حيث إن الإنتاج ما زال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة، وسط تأكيد بأن 2020 كان عاما كئيبا تاريخيا بالنسبة لاقتصاد المملكة المتحدة، لا يوجد كثير مما يدعو للبهجة في أحدث البيانات". وتم تسجيل أكبر تراجع من قبل مكتب الإحصاء الوطنى البريطانى في قطاع البناء، الذي تقلص بواقع 12.5 % ، وفقا لـ"الألمانية".

وقالت فيكتوريا أتكينز وزيرة الدولة في وزارة الداخلية إن الحكومة ستعلن في 22  فبراير خارطة طريق لتخفيف قيود العزل العام، 

كما قال المتحدث باسم بوريس جونسون رئيس الوزراء في الحادي عشر من فبراير 2021 ، إن خارطة الطريق ستعلن في الأسبوع الذي يبدأ في 22    فبراير. بدورها، ذكرت صحيفة "تايمز"  ، أن قواعد التباعد الاجتماعي في بريطانيا قد تظل سارية حتى الخريف، وفقا لخطط يدرسها الوزراء.

وقالت الصحيفة إن خارطة الطريق الحكومية لإجراءات الإغلاق والعزل العام تضع تصورا لاستمرار وضع الناس للكمامات والبقاء متباعدين لمسافة لا تقل عن متر لشهور مقبلة. ووفقا لتقرير الصحيفة يعتقد العلماء أنه قد يكون ضروريا مواصلة العمل بهذه القيود حتى نهاية العام.

 ـ تراجع  ألمانيا إلى قاع الدول الصناعية :

ـ  شروط قيام وازدهار الشركات العائلية...

وفي التقرير السنوي لمعهد زد.إي. دبليو الألماني للدراسات الاقتصادية الذي يشمل 21 دولة صناعية احتلت ألمانيا المركز 17 في ترتيب الدول من حيث توافر شروط قيام وازدهار الشركات العائلية تراجعت ألمانيا نحو قاع جدول ترتيب الدول الصناعية في جاذبيتها للشركات العائلية.  لتتقدم فقط على فرنسا وإسبانيا واليابان وإيطاليا.

وبحسب "الألمانية"، احتلت الولايات المتحدة المركز الأول على مؤشر الشركات العائلية تلتها بريطانيا ثم هولندا، بحسب بيان مؤسسة المشاريع العائلية، وهي أحد عملاء معهد زد.إي.دبليو.

يدرس معهد زد.إي.دبليو عدة عوامل لتصنيف الدول من حيث جاذبيتها للشركات العائلية مثل الضرائب وتكلفة العمالة والإنتاجية ورأس المال البشري والقواعد والتمويل والبنية التحتية والمؤسسات والطاقة.

كانت ألمانيا تحتل المركز الـ14 في تقرير العام السابق. وأشار معدو التقرير إلى أن نقاط ضعف ألمانيا تتمثل في الارتفاع النسبي لضرائب الشركات وتكلفة العمالة وعوامل أخرى. كما أشار التقرير إلى ضعف ألمانيا من حيث جودة البنية التحتية، من حيث كل من طرق النقل وتكنولوجيا المعلومات.

وقال التقرير "من حيث جودة طرق النقل، تبدو ألمانيا متخلفة بوضوح الآن ليس فقط مقارنة بدول شمال وغرب أوروبا ولكن أيضا دول أمريكا الشمالية واليابان". في المقابل تتمثل نقاط قوة ألمانيا في التمويل والموارد المالية الجيدة نسبيا للشركات العائلية الألمانية قبل بدء جائحة فيروس كورونا المستجد. يذكر أن هذه الدراسة تصدر سنويا منذ 2006. وتراجع ترتيب ألمانيا منذ ذلك الوقت خمسة مراكز.

إلى ذلك، انتقد الاتحاد الألماني للشركات المتوسطة أولاف شولتس وزير المالية، محذرا من زيادة الضرائب. وقال ماركوس يرجر المدير التنفيذي للاتحاد، في تصريحات لـ"الألمانية"، "إن شولتس يزرع مشاعر الحسد في الوقت الخطأ"، مضيفا "لا يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تنجو من هذه الجائحة إلا من خلال توخي الحذر التجاري والوعي بالانتكاسات التي تنشأ في أوقات الأزمات".

وذكر يرجر أن معاقبة أصحاب الشركات على الاحتياطيات التي تم توفيرها، والتي تم فرض ضرائب عليها بالفعل، تقترب من العبث، وقال "أولئك الذين يطالبون بذلك يعرضون النمو والازدهار للخطر عن عمد"، مشيرا إلى أنه عندما تنفق الدولة مليارات اليوروهات للحفاظ على القوة الاقتصادية، فإن زيادة الضرائب أو فرض ضرائب جديدة ستكون له نتائج عكسية.

وفي تصريحات لصحيفة "فيلت آم زونتاج" الألمانية   اتهم شولتس الأثرياء الألمان على وجه التحديد بانتهاك سلوك غير تضامني في النقاش حول زيادة الأعباء على أصحاب الثروات المرتفعة. وقال "نحن نعيش في مجتمع يتمكن فيه الأغنياء للغاية والأقوياء في كثير من الأحيان من معارضة الضرائب العادلة، من خلال المطالبة بفرض هذه الأعباء أيضا على كل من ليس لديه مثل هذا الدخل المرتفع"، موضحا أن حزبه الاشتراكي الديمقراطي سيحول دون حدوث ذلك.

من جهة أخرى، أظهر مسح في الحادي عشر من شهر يناير 2021 ، أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو تحسنت بأكثر من المتوقع في شهر     يناير ، إذ بلغت أعلى مستوياتها منذ  فبراير بسبب تنامي الثقة بشأن نجاح استراتيجية اللقاح في التعامل مع جائحة فيروس كورونا. وارتفع مؤشر سنتكس لمنطقة اليورو إلى المنطقة الإيجابية للمرة الأولى في عام تقريبا، ليبلغ 1.3 من -2.7 في  ديسمبر . 

ـ المؤشرالعام:

وزاد مؤشر التوقعات لأعلى مستوى على الإطلاق عند 33.5 من 29.3 بينما بلغ مؤشر الوضع الحالي -26.5، وهو أعلى مستوياته منذ شهر  مارس 2020 ومقارنة بـ -30.3 في  ديسمبر من نفس السنة.

وفي بيان، ذكر "سنتكس" أن قراءة المؤشر العام شكلت مفاجأة بالنظر إلى القيود بعيدة المدى المفروضة على النشاط الاقتصادي. واضاف سنتكس "الآن ومع الموافقة على مزيد من اللقاحات، يبدو أن المستثمرين يتوقعون تطبيقا سريعا لاستراتيجية اللقاح وبالتالي وضع حد نهائي للقيود الاقتصادية وعلى الحرية الشخصية". وشمل مسح "سنتكس" 1168 مستثمرا وأُجري في الفترة من السابع إلى التاسع من شهر  يناير 2021 .

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات