أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
27 أبريل 2021 12:28 م
-
القمة الافتراضية للمناخ تستهدف خفض الانبعاثات والتركيز على التكنولوجيا في مواجهة الاحتباس الحراري

القمة الافتراضية للمناخ تستهدف خفض الانبعاثات والتركيز على التكنولوجيا في مواجهة الاحتباس الحراري

اعداد ـ فاطيمة طيبي

تعقد قمة المناخ 2021 بعد تأجيلها العام الماضي نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، مثلها مثل باقي المؤتمرات والأعمال المهمة التي أجلت أيضا خوفا من العدوى.

انطلقت هذه  القمة التي دعا لها الرئيس الأمريكي جو بايدن بمشاركة قادة أكثر من 40 دولة، على مدى يومي 22 و23 أبريل. 2021 امتدادا للجهود العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والتقليل من آثاره.  ناقشت القمة التي عقدت عبر الإنترنت العديد من الملفات الخاصة بموضوع تغيرالمناخ وفي مقدمتها :

ـ خفض الانبعاثات ومواجهة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي وسبل تنفيذ الدول تعهداتها بهذا الشأن، خصوصا البلدان الصناعية الكبرى المتهمة بالتسبب في الجانب الأكبر من الأزمة.

ـ الالتزامات الخاصة بالتغير المناخي ومنها تمويل برامج الطاقة النظيفة والابتكارات والتحول إلى ما يعرف بالمشاريع الخضراء ودور أسواق رأس المال في هذا المجال.

ـ  اليوم الثاني من قمة مناقشة التغير المناخي:

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن في 23 من ابريل ، دول العالم للعمل معا للتحول للطاقة النظيفة في اليوم الثاني والأخير من قمة مناقشة التغير المناخي التي تسعى لحشد الجهود العالمية لتقليل ارتفاع درجة حرارة الأرض.


وقال بايدن في القمة، التي عقدت عبر الإنترنت: "الدول التي تعمل معا للاستثمار في أنشطة اقتصادية أكثر صداقة للبيئة ستجني الثمار لمواطنيها". كما ان "الولايات المتحدة ملتزمة، ونحن ملتزمون بأن نقوم بتلك الاستثمارات ونجعلها تدفع اقتصادنا للنمو هنا في الداخل، بينما نربطها بالأسواق حول العالم".

ودعا إلى الاجتماع مع عشرات من زعماء الدول لإعلان عودة الولايات المتحدة إلى طاولة قيادة ملف المناخ بعد أن انسحب سلفه الرئيس دونالد ترمب من اتفاقية باريس الرامية للحد من الانبعاثات الضارة، التي تتسبب في الاحتباس الحراري.

وكان الرئيس الأمريكي المنتمي للحزب الديمقراطي، الذي أعاد الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس، أعلن في 22 ابريل هدفا أمريكيا جديدا هو خفض الانبعاثات بنسبة تراوح بين 50 و52 % بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2005، ورفعت اليابان وكندا أيضا هدفيهما.


وقال رجل الأعمال بيل جيتس والمنخرط في العمل الخيري: إنه يعمل مع شركاء على برنامج سيجمع الأموال من الحكومات والمهتمين بالعمل الخيري والشركات لضخ استثمارات رأسمالية لخفض تكلفة التكنولوجيا النظيفة.

وأضاف جيتس: "يمكن أن نؤسس قطاعات وشركات جديدة تدعم المجتمعات حول العالم بتقديم فرص جيدة للعمل في التحول للاقتصاد النظيف".

فيما عبر بايدن عن سعادته خلال القمة بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعاون في جهود التخلص من ثاني أكسيد الكربون لمكافحة تغير المناخ، ويتطلع للعمل مع روسيا ودول أخرى على التكنولوجيا، التي تمكن من ذلك.

ـ دور التكنولوجيا النظيفة :

من جهتها، قالت جنيفر جرانوم، وزيرة الطاقة الأمريكية، أمام القمة: تعتبر التكنولوجيا النظيفة "وثبة جيلنا العملاقة" وإن وزارتها ستعلن أهدافا جديدة من أجل تحقيق "قفزات في تكنولوجيا الجيل المقبل" مثل احتجاز الكربون وتحزين الطاقة والوقود الصناعي.

من جانبه، حذر لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي من المخاطر، التي تشكلها ظاهرة التغير المناخي على الأمن العالمي، وما تمثله من تهديدات وجودية للبشر، وفقا لـ"الألمانية".

وقال أوستن خلال فعاليات القمة الافتراضية للمناخ : إن "تغير المناخ يؤدي إلى جعل العالم أكثر خطورة، ولهذا علينا أن نتحرك".  واليوم، لا يمكن لأي دولة أن تجد أمنا بشكل دائم دون معالجة أزمة المناخ، نحن نواجه جميع أنواع التهديدات في مجال عملنا، لكن القليل منها يستحق حقا أن يطلق عليه اسم تهديدات وجودية، ومن بينها أزمة التغير المناخي".

وأشار أوستن في خطابه إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي والتنافس المتزايد للسيطرة على الموارد وبسط النفوذ في المنطقة، موضحا أن ملايين الأشخاص في إفريقيا وأمريكا الوسطى يعانون الجفاف والجوع والنزوح بسبب ارتفاع درجات الحرارة و قساوة الطقس.

وتابع وزير الدفاع الأمريكي قائلا: "إن ارتفاع مستوى سطح البحر وهبوب عواصف قوية بشكل متكرر على منطقة المحيط الهادئ يعرض حياة الناس للخطر"،  كما ان تغير المناخ يجعل عمل قوات الأمن أكثر صعوبة "من الساحل إلى الساحل وعبر جميع أنحاء العالم، تسببت أزمة المناخ في أضرار جسيمة وعرضت حياة الناس للخطر .

ـ نقطة تحول في مسار مكافحة الاحتباس الحراري:

  قال أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، إن قمة المناخ، التي نظمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، تشكل نقطة تحول في مسار مكافحة الاحتباس الحراري، على الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.

وأضاف في بيان، أن الالتزامات والإجراءات، التي أعلنها قادة العالم في القمة الافتراضية  تعطي دفعة طال انتظارها لجهودنا الجماعية لمواجهة أزمة المناخ قبل قمة  نوفمبر  المقبل  2021 في جلاسكو في اسكتلندا .

من جهته، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، أن بلاده "مصممة على العمل مع الأسرة الدولية، خصوصا الولايات المتحدة" على هذه الجبهة، على الرغم من التوترات الشديدة بين القوتين العظميين في عدد كبير من الملفات. وجدد التأكيد على هدف بلاده لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.

على صعيد آخر، أعلن في واشنطن أن الرئيس جو بايدن سيشارك في    يونيو2021  في قمتي مجموعة السبع في بريطانيا وحلف الأطلسي في بروكسل في أول رحلة له إلى الخارج. ووفقا لإعلان البيت الأبيض أنه سيشارك بايدن في قمة مجموعة السبع من 11 إلى 13 يونيو 2021  في بريطانيا ثم في قمة قادة دول الحلف الأطلسي في بروكسل في 14 منه.

في بروكسل، سيشارك أيضا في قمة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بهدف تسليط الضوء على التزام واشنطن من أجل "شراكة قوية عبر الأطلسي" مبنية على "قيم مشتركة".وأوضح البيت الأبيض أنه سيعطي قريبا تفاصيل أكثر حول هذه الرحلة "خصوصا حول عناصر إضافية محتملة". وأثارت هذه الصياغة على الفور تكهنات في واشنطن حول لقاء محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ـ إقتراح:

 اقترح الرئيس الأمريكي الأسبوع الثالث من ابريل على نظيره الروسي أثناء مكالمة هاتفية، عقد لقاء هذا الصيف في دولة ثالثة في قمة تهدف إلى تحقيق استقرار في العلاقات بين القوتين المتخاصمتين، وهي في أدنى مستوياتها حاليا.

وأبدت موسكو اهتمامها بهذا الاقتراح على الرغم من أنه جاء بالتزامن مع فرض عقوبات متبادلة بين البلدين  كما أعلنت فنلندا والنمسا أنهما مستعدتان لاستضافة هذه القمة.

ـ التغير المناخي يهدد بزوال مدن كاملة:

أصبحت تداعيات التغير المناخي محسوسة في العديد من مدن العالم، لكن المستقبل يحمل في طياته تهديدات مرعبة  . وتسعى دول العالم جاهدة لإيجاد حلول جذرية من شأنها أن تنقذ كوكب الأرض من هذه المخاطر  .

وكشفت منظمة "كلايمت سنترال" الأمريكية غير حكومية  أن التغير المناخي من شأنه أن يهدد بزوال مدن كاملة، يوضحها الإنفوجراف التالي

 

ـ أضرار اقتصادية للتغير المناخي:

في خضم الثورات التكنولوجية والتقدم الاقتصادي المبهر الذي أحرزته الدول خلال آخر عقدين، حذر خبراء من دفع البيئة وبالتبعية الحكومات فاتورة غالية الثمن جراء التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب. واتفق أكثر من 700 خبير اقتصادي دولي متخصص في شؤون المناخ على أن التحرك لمكافحة التغير المناخي سيكون أقل كلفة على الاقتصاد من التراخي في مجابهة هذه الأزمة.

ووفقا للخبراء الذين استطلع معهد "إنستيتيوت فور بوليسي إنتيجريتي" التابع لجامعة نيويورك آراءهم، فإن استمرار احترار المناخ على الوتيرة الحالية يرفع قيمة الأضرار الاقتصادية إلى 1700 مليار دولار سنويا بحلول 2025، بإجمالي 30 ألف مليار دولار سنويا بحلول 2075.  من بين 738 خبيرا اقتصاديا شارك في الاستطلاع، وافق 66% على أن الإيجابيات الناجمة عن تقليص الانبعاثات بنسبة كبيرة بحلول 2050 ستتفوق على التكاليف. ورأى نحو 89% منهم أن "تفاقم التبعات الاقتصادية للتراخي في معالجة الأزمة المناخية الهوة في الدخل بين البلدان الغنية والفقيرة".

وأكد 74% من هؤلاء على ضرورة التحرك الفوري لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، بعدما كان هذا رأي 50% من هؤلاء في 2015. ويعتبر نحو 70% من هؤلاء الخبراء الاقتصاديين أيضا أن التغير المناخي سيفاقم عدم المساواة بين الطبقات الشعبية والأثرياء.

ـ أهمية مؤتمر المناخ نوفمبر 2021:

تستضيف مدينة جلاسكو، أكبر مدن اسكتلندا، الجولة الأخيرة من محادثات التغير المناخي برعاية الأمم المتحدة في الفترة من 1 - 12 نوفمبر   2021.

ويعقد الحدث البيئي المهم واختصاره "26COP"، أي المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي، بمشاركة 197 دولة عضوة باتفاقية باريس للمناخ. أيضا يعقد وسط مؤشرات على أن العالم خارج المسار للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة، وأن الاقتصاد الخالي من الكربون قد تأخر كثيرا. ويعد المؤتمر جزءا من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها 197 دولة بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ، التي دخلت حيز التنفيذ في 21 مارس  1994.

كما تكمن أهمية دورة اسكتلندا في كونها أول قمة تراجع مدى التقدم الذي حققته البشر، أو مدى الفشل في تحقيق الأهداف المطلوبة منذ توقيع اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015. ذ إن من أهداف الاتفاقية إجراء مراجعة للتقدم المحرز كل 5 سنوات، وكان من المفترض إجراء المراجعة الأولى لمؤتمر الأطراف في 2020، لكن بسبب تفشي فيروس كورونا أُجلت إلى عام 2021.

تواجه قمة جلاسكو العديد من العقبات لحسم نقاط الخلاف السابقة، أبرزها ما يتعلق بـ :

ـ  التوصل لأفضل طريقة لإدارة نظام أسواق الكربون وأرصدة ائتمانات الكربون التي تعرف باسم "الائتمانات الخضراء"، وهي آلية من شأنها أن تسمح للدول المسؤولة عن إحداث التلوث بدفع ثمن الانبعاثات التي تتسبب فيها.

ـ  من الضروري أن يضع المشاركون في القمة "أطرا زمنية مشتركة" لجميع الأهداف الصديقة للبيئة التي حددوها، بهدق التأكد من أن الجميع يلتزم بالمتفق عليه.

ويرى المطلعون على الملف أن الأولوية القصوى تتمثل في جعل البلدان تلتزم بالوصول إلى مستوى انبعاثات صفري بحلول منتصف هذا القرن، مع تخفيضات أكثر جرأة وأسرع لانبعاثات غاز الكربون بحلول عام 2030.

ويتطرق المؤتمر إلى ما يعرف باسم "الحلول القائمة على الطبيعة"، أي استخدام الطبيعة نفسها لحل بعض تحديات المناخ، مثل امتصاص الكربون، أو زراعة الشجيرات والأشجار للحماية من الأحداث المناخية القاسية مثل الفيضانات أو العواصف الرملية. ومن المتوقع أيضا تأسيس عدد من المبادرات التي تهدف إلى مواجهة تحديات معينة مثل القضاء على استخدام الفحم وحماية النظم البيئية.

ـ اتفاقية باريس:

اتفاقية باريس، التي وقعتها 197 دولة بمؤتمر "الأطراف 21" في 12 ديسمبر 2015  بـ "باريس"   ، حثت  الحكومات على تجنيب الإنسانية كارثة مناخية من خلال مجموعة من الأهداف بهدف محاربة تغيير المناخ. وتهدف الاتفاقية، التي دخلت حيز التنفيذ رسميا في 4 نوفمبر 2016، إلى تقليل مستوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى مستويات يمكن للأشجار والتربة والمحيطات امتصاصها بشكل طبيعي، إلى جانب:

  ـ الحفاظ على درجات الحرارة العالمية أقل من 2 درجة مئوية (3.6 فهرنهايت  .

ـ السعي إلى الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة.

ـ   تخفيض انبعاث الغازات الدفيئة.

ـ  مراجعة مساهمة الدول في خفض الانبعاثات كل 5 سنوات.

ـ  زيادة إنتاج الطاقة المتجددة.

ـ مساعدة الدول الفقيرة بتوفير التمويل المناخي للتكيف مع تغير المناخ والتحول للطاقة المتجددة.

ـ إنشاء إطار للرصد والإبلاغ الشفافَين عن الأهداف المناخية للدول.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات