أبحاث

اعداد ـ فاطيمة طيبي

آمال تعافي الطلب على النفط مع تحسن النمو العالمي، مع تخفيف إجراءات العزل العام، كانت السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط في الثالث والعشرين من شهر ابريل 2021 ،  رغم المخاوف بشأن ارتفاع إصابات الموجة الثانية لكوفيد - 19 في الهند والتي  تكبح المكاسب.

ـ انتعاش أسعار النفط  دعمت إعانة البطالة الأمريكية:

ووفقا لمصادر صحفية زادت العقود الآجلة لخام برنت 42 سنتا، أو ما يعادل 0.6 % إلى 65.82 دولار للبرميل بح ، بعد أن ارتفعت ثمانية سنتات في الثاني والعشرين من شهر ابريل 2021 وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 51 سنتا أو ما يعادل 0.8 %، إلى 61.94 دولار للبرميل، بعد زيادة أيضا ثمانية سنتات  .

وقالت مارجريت يانج، الاستراتيجية لدى ديلي فيكس، ومقرها سنغافورة، "انتعاش أسعار النفط  ،  دعمت بيانات إعانة البطالة الأمريكية، التي جاءت أقل من المتوقع على آفاق الطلب على الطاقة في أمريكا الشمالية".

وأضافت "البيانات الكلية الأحدث من الولايات المتحدة والصين مشجعة، وتشير إلى تعاف اقتصادي قوي من أكبر اقتصادين في العالم، بينما أن ابقت أوبك+ خطط الإنتاج الحالية دون تغيير وذلك من اجل المساعدة على استقرار أسعار النفط".

وانخفض عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الثاني من شهر ابريل ، ما يشير إلى تحسن سوق العمل بشكل نسبي، ويعزز التوقعات لشهر آخر من النمو القوي للوظائف في    أبريل ، إذ تفتح إعادة فتح أنشطة الاقتصاد الباب أمام طلب مكبوت.

ـ  عودة الطلب على البنزين والديزل :

وقالت شركة التكرير الأمريكية فاليرو: إن الطلب على البنزين والديزل عاد إلى 93 %، و100 %، من المستويات التي كان عليها قبل الجائحة، فيما أوضح جاري سيمونز، المدير التجاري للشركة، أن الشركة "متفائلة جدا بشأن البنزين مستقبلا". لكن محللين قالوا: إن صعودا جديدا في الإصابات في الهند واليابان يشير إلى تعاف متفاوت للطلب في أجزاء مختلفة من العالم، وإن أسعار النفط قد تتعرض لمزيد من الضغط إذا تدهور الوضع في السوقين الرئيستين.

ويتجه عقدا الخامين القياسيين صوب خسارة أسبوعية بنحو 2 %  بفعل مخاوف بشأن انخفاض الطلب على الوقود في الهند، ثالث أكبر مستورد في العالم للنفط، حيث بلغت الإصابات والوفيات بكوفيد - 19 مستوى قياسيا جديدا في الأسبوع اللاخير من ابريل حيث فاق كل التوقعات.

وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية  ، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت في الأسبوع الماضي في 16  أبريل ، إذ زادت المخزونات 594 ألف برميل يوميا مقابل توقعات المحللين في استطلاع  عام  على انخفاض ثلاثة ملايين برميل.

ومن المرجح أن التخمة غير المسبوقة في مخزون النفط، التي تراكمت خلال جائحة فيروس كورونا تكاد أن تنفد، ما يدعم تعافي الأسعار، الذي ينقذ المنتجين، ولكنه يزعج المستهلكين.

ووفقا لتقرير أصدرته وكالة الطاقة الدولية أخيرا، تبقى حاليا نحو خمس الفائض، الذي تدفق على صهاريج التخزين في الاقتصادات المتقدمة، عندما انهار الطلب على النفط  في العام2020 حتى شهر  فبراير 2021.

وتأتي إعادة التوازن في الوقت، الذي تبقي فيه "أوبك" وحلفاؤها كميات كبيرة من النفط خارج الإنتاج، كما يعيد الانتعاش الاقتصادي المؤقت تنشيط الطلب العالمي على الوقود، بما يدعم أسعار النفط الخام بالقرب من 67 دولارا للبرميل.

من جانبه، قال رئيس أبحاث السلع في سيتي جروب، إد مورس في تصريحات سابقة، "عادت مخزونات النفط التجارية عبر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى متوسطها في خمسة أعوام، ما تبقى من الفائض يتركز بالكامل تقريبا في الصين، التي كانت تبني دائما احتياطيات نفطية.

وبلغت مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة 57 مليون برميل فقط فوق متوسط الفترة بين عامي 2015 - 2019 حتى شهر فبراير الماضي 2021 ، مقارنة بـ 249 مليون برميل في   يوليو ، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ويشير هذا إلى تحول كبير عما كان عليه الوضع قبل عام، عندما خفضت عمليات الإغلاق الطلب العالمي على الوقود 20 %، كما أعربت شركة جنوفر جروب عن قلقها من أن مساحة تخزين النفط ستنفد قريبا.

وتراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 64.02 دولار للبرميل غي الواحد والعشرين من شهر ابريل 2021  مقابل 65.36 دولار للبرميل في اليوم الذي قبله . وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس: إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الثالث من ابريل ، الذي سجلت فيه 63.39 دولار للبرميل.

ـ دعوى قضائية:

 من جهة أخرى، رفعت مدينة نيويورك دعوى قضائية ضد "إكسون موبيل" و"شل" و"برتش بتروليوم" وكذلك مجموعة الصناعة التابعة لمعهد البترول الأمريكي بسبب مزاعم بالإعلان الكاذب والممارسات التجارية الخادعة.

وتقول المدينة: إن الشركات تنفذ ممارسات "التمويه الأخضر" من خلال إقناع المستهلكين زورا بأن هذه الشركات أصدقاء للبيئة، وفقا لـ"الألمانية"، وفيما تطالب الدعوى الشركات بدفع غرامات، قال مكتب العمدة بيل دي بلاسيو في بيان صدر في الثاني والعشرين من شهر ابريل 2021 ، إن الدعوى المرفوعة في المحكمة العليا لولاية نيويورك تقول: إن الشركات خدعت بشكل منهجي ومتعمد سكان نيويورك، ما يمثل انتهاكا لقانون حماية المستهلك. وقالت لوريلاي سالاس من إدارة حماية المستهلك والعمال: إن الشركات تعلن منتجاتها على أنها "أكثر صداقة للبيئة" و"أكثر نظافة" وتخفق في الكشف عن الآثار البيئية الحقيقية، ما يضعف من قدرة المستهلكين على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.

ووصف بول أفونسو، رئيس القسم القانوني في معهد البترول الأمريكي، الدعوى بأنها بلا قيمة، بحسب بيان نقلته وسائل إعلام أمريكية، وأشار متحدث باسم شركة إكسون إلى معركة قانونية سابقة في نيويورك بشأن مزاعم بتصريحات كاذبة تتعلق بتغير المناخ، وفي النهاية تم تبرئة شركة النفط في 2019، ولم تصدر على الفور تعليقات من شركتي: برتش بتروليم، وشل .

ـ روسيا رفعت إنتاجها من النفط خلال شهر مارس 2021:

أكدت وزارة الاقتصاد الروسية، أن إنتاج النفط مرشح للارتفاع من 512.4 مليون طن في عام 2021 إلى 560 مليون طن في عام 2024، وفقا لما ذكرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء في الثالث والعشرين من شهر ابريل 2021.

وبحسب تقرير لوكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، أشارت الوكالة إلى تقديرات سابقة قدمتها الحكومة وأوصت باعتمادها في إعداد الميزانية. ويتصور سيناريو الحالة الأساسية أن يبلغ إنتاج النفط 549.8 مليون طن في عام 2022، مقارنة بـ560 مليون طن في عام 2023، وأظهرت بيانات اقتصادية أن روسيا قامت برفع إنتاجها من النفط خلال مارس  2021 ، ليصل إلى الحد الأقصى لحصتها المقررة وفق اتفاق تجمع "أوبك +".

ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن بيانات مؤسسة "سي.دي.يو-تي.إي.كيه" التابعة لوزارة الطاقة الروسية، أن متوسط إنتاج روسيا خلال أول 11 يوما من شهر ابريل  كان 1.388 مليون طن يوميا من النفط الخام والمتكثفات النفطية، ما يعادل 10.174 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها نحو 79 ألف برميل يوميا عن متوسط الإنتاج  في فبراير  2021 .

وجاءت الزيادة في إنتاج روسيا هذا الشهر بعد التراجع في إنتاج فبراير 2021  بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، حيث قل إنتاج روسيا لأول مرة عن حصتها المقررة.

ـ صعوبة معرفة مدى التزام روسيا بحصتها الإنتاجية من النفط الخام:

يذكر أن إنتاج روسيا من المتكثفات النفطية، وهو عبارة عن نفط خام خفيف يستخرج من الغاز الطبيعي، لا يدخل ضمن حصتها وفق اتفاق "أوبك +". ولا تفصل بيانات مؤسسة "سي.دي.يو- تي.إي.كيه" بين إنتاج النفط الخام وإنتاج المتكثفات، وبالتالي يكون من الصعب معرفة مدى التزام روسيا بحصتها الإنتاجية من النفط الخام. ويواصل الاقتصاد الروسي رحلة التعافي من الركود الذي أدى إليه وباء كورونا في الربع الأخير من عام 2020، ما خفف من نسبة التراجع ، في الوقت الذي رفض فيه الرئيس فلاديمير بوتين فرض إغلاق عام ثان في أنحاء البلاد.

ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن خدمة الإحصاء الفيدرالية أخيرا، أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد تراجع بنسبة 1.8 %، مقارنة بالربع المقابل من   2020. وكان خبراء الاقتصاد توقعوا تراجعا بنسبة 2.2 %، كما جرى تعديل التوقعات بتراجع الاقتصاد إلى 3 % لعام 2021 بأكمله، مقارنة بتوقعات سابقة تحدثت عن 3.1 %، وفقا لـ"الألمانية".

واقتصاد روسيا، التي تعد أكبر مصدر للطاقة في العالم، تراجع في 2020   بنسبة أقل مقارنة بنظرائه في الدول الأخرى، حيث فرضت البلاد إجراءات أخف للحد من تفشي جائحة كوفيد - 19 في أعقاب إغلاق أولي. كما أن نصيب قطاع الخدمات الروسي في إجمالي الناتج قليل نسبيا. وبحسب خدمة الإحصاء، فإن التضخم، الذي نجم عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، وضعف العملة الروسية، الروبل، تسارعت وتيرته أكثر في خضم تعافي معدلات الاستهلاك، ما دفع البنك المركزي الروسي إلى زيادة أسعار الفائدة الرئيسة  في مارس ، للمرة الأولى منذ عام 2018، ومن المتوقع حدوث زيادات أخرى.

كما يذكر أن هناك توقعات بأن تزداد قوة الروبل بحلول نهاية عام 2021 ، ليصل إلى 72 - 71 روبل لكل دولار، مقابل مستواه الحالي 77 روبلا لكل دولار. وتبحث الحكومة حاليا إنفاق 1.5 تريليون روبل "19.6 مليار دولار" على مشاريع للبنية التحتية من صندوق الثروة، إلا أنه لم يذكر أي توقيتات.

أخبار مرتبطة

24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023