أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
27 مايو 2021 1:12 م
-
يوروستات: التغيرات المناخية والنمو الاقتصادي والسكاني وأنشطة النقل والصناعة عوامل مؤثرة في حجم الانبعاثات

يوروستات: التغيرات المناخية والنمو الاقتصادي والسكاني وأنشطة النقل والصناعة عوامل مؤثرة في حجم الانبعاثات

  اعداد ـ فاطيمة طيبي  

وذكر مكتب الإحصاء الأوروبي  يوروستات  أن كمية ثاني أكسيد الكربون المتسبب في ظاهرة الاحترار العالمي، التي انبعثت في الغلاف الجوي، تراجعت مقارنة بعام 2019 في جميع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.  حيث لوحظ ان انخفاض كمية انبعاثات الكربون الناجمة عن توليد الطاقة في دول  الاتحاد ، بنسبة 10 %، خلال العام الماضي 2020 ، في ظل قيود احتواء جائحة فيروس كورونا المستجد.

ـ نسب للتراجع في كمية انبعاثات الكربون:

هذا  وقد جاء في بيان صحافي، أن أكبر تغيير تم تسجيله في اليونان بتراجع نسبته 18.7 %، تليها أستونيا بتراجع نسبته 18.1 %، ثم لوكسمبورج بتراجع نسبته 17.9 %.

ووفقا لـ "الألمانية"، سجلت أقل نسبة تراجع في مالطا ، سالب (ـ  1 %) ، والمجر (-1.7 %). وذكر يوروستات، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من توليد الطاقة هي مسهم رئيس في الاحترار العالمي، وتمثل نحو 75 %، من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي". وأضاف المكتب، ومقره لوكسمبورج أن التغيرات المناخية والنمو الاقتصادي وتعداد السكان وأنشطة النقل والصناعة كلها عوامل تؤثر في حجم الانبعاثات.

وبدأت معظم دول الاتحاد الأوروبي تغلق المتاجر والمطاعم والمدارس اعتبارا من مارس  2020، ثم خففت إجراءات السيطرة على الجائحة إلى حد ما خلال الفترة ما بين  شهر مايو  و سبتمبر  قبل أن تعيد تشديدها في الأشهر الأخيرة من العام 2020 .


ـ فوائد تخفيف انبعاثات غاز الميثان:

 وجدت دراسة أممية أنه يمكن تقليل انبعاثات الميثان الناتجة عن الأنشطة البشرية بنسبة تصل إلى 45 % هذا العقد، وبالتالي المساعدة على الحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية بما يتماشى مع اتفاق باريس للمناخ. وبحسب الدراسة التي أجراها "تحالف المناخ والهواء النظيف" - شراكة عالمية تتألف من حكومات وشركاء غير حكوميين وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة -، يحدد "التقييم العالمي للميثان" فوائد تخفيف انبعاثات غاز الميثان، وهو مكون رئيس في الضباب، وتشمل الفوائد الحيلولة دون حدوث نحو 260 ألف حالة وفاة مبكرة، و775 ألف زيارة للمستشفيات مرتبطة بالربو سنويا، إضافة إلى 25 مليون طن من خسائر المحاصيل.

وتؤكد الدراسة سبب الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات دولية، حيث إن انبعاثات الميثان التي يتسبب فيها الإنسان تتزايد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، منذ بدء تسجيلها في الثمانينيات من القرن الماضي.

وحتى مع تسبب جائحة كوفيد - 19 في تباطؤ اقتصادي عام 2020، ما حال دون تسجيل عام قياسي آخر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تظهر بيانات من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA) أن كمية الميثان في الغلاف الجوي وصلت إلى مستويات قياسية العام الماضي.

وأكدت الدراسة أن التقييم العالمي للميثان يحدد الحلول المتاحة بسهولة التي من شأنها تقليل انبعاثات الميثان بنسبة 30 في المائة بحلول عام 2030 خاصة في قطاع الوقود الأحفوري.

ووفقا للدراسة، فإن ما يسمى بإمكانات التخفيف يتباين باختلاف الدول والمناطق، فعلى سبيل المثال، في حين أن أكبر الإمكانات في أوروبا والهند هي في قطاع النفايات، في الصين تأتي من إنتاج الفحم والثروة الحيوانية، بينما في إفريقيا تأتي من الثروة الحيوانية يليها النفط والغاز.

لكن الدراسة حذرت من أن التدابير المستهدفة وحدها لا تكفي، مشيرة إلى أنه يمكن للتدابير الإضافية التي لا تستهدف الميثان على وجه التحديد، مثل التحول إلى الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة السكنية والتجارية، وتقليل فقد الأغذية وهدرها أن تقلل من انبعاثات الميثان بنسبة 15 في المائة بحلول عام 2030.

إلى ذلك تجاوزت الانبعاثات السنوية للصين من غازات الاحتباس الحراري في عام 2019 انبعاثات جميع الدول المتقدمة مجتمعة، وذلك لأول مرة وفقا لـ"الألمانية".

ـ  مكافئات ثاني أكسيد الكربون:

وقدرت دراسة أجراها مركز الأبحاث الأمريكي روديم جروب، أنه مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أسهمت الصين وحدها بنسبة 27 %، من انبعاثات مكافئات ثاني أكسيد الكربون العالمية في 2019. يشار إلى أن مكافئات ثاني أكسيد الكربون هي وحدة قياس تستخدم لتوحيد تأثير غازات الاحتباس الحراري المختلفة في المناخ.

وقالت الدراسة: إن الانبعاثات العالمية وصلت إلى 52 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون عام 2019، بزيادة قدرها 11.4 % على مدى العقد الماضي. وكانت حصة الصين البالغة 27 % من الانبعاثات العالمية أكبر بكثير من حصة الولايات المتحدة التي احتلت المركز الثاني بنسبة 11 %. ووفقا للحسابات، صعدت الهند إلى المركز الثالث، لأول مرة بنسبة 6.6 % من الانبعاثات.

كما أشارت إلى أن انبعاثات الصين قد تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 1990، وزادت بنسبة 25 % خلال العقد الماضي، وبالنظر إلى عدد سكان الصين، ظل نصيب الفرد من الانبعاثات في البلاد أقل بكثير من مثيله في دول العالم المتقدم. وتوصلت إلى أن نصيب الفرد من الانبعاثات في الصين بلغ 10.1 طن عام 2019، أي أقل بقليل من متوسط مستوى نصيب الفرد من الانبعاثات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال ذلك العام.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه النسبة لا تزال أقل بكثير من مثيلتها في الولايات المتحدة، التي سجلت أعلى نسبة انبعاثات من نصيب الفرد في العالم بواقع 17.6 طن. وخلصت إلى أن النمو الاقتصادي القوي والاعتماد بنسبة كبيرة على الفحم في مزيج الطاقة بالصين من الأسباب الرئيسة لزيادة الانبعاثات الكربونية.

وتعهدت الصين، وهي أكبر مستهلك للفحم في العالم، ببذل مزيد من الجهود من أجل حماية المناخ. وخلال أعمال قمة المناخ الافتراضية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بداية شهر مايو 2021، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينج بأن يحد أولا وبشكل صارم من الزيادة في استهلاك الفحم بحلول عام 2025 ثم "خفضها تدريجيا" بحلول عام 2030.

 ـ  ألمانيا تحقق هدفها في الحد من الانبعاثات خلال  2020 :

وبحسب ما نقلته "الألمانية" عن مركز أبحاث أجورا إنرجي فينده في برلين، تراجعت نسبة غازات الاحتباس الحراري التي انبعثت من ألمانيا العام الماضي2020  بمقدار 42.3 % مقارنة بمستويات عام 1990.

 هذا وقال خبراء في حماية المناخ، "إن ألمانيا تجاوزت هدفها المتمثل في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لعام 2020"، لكنهم عزوا ذلك إلى جائحة كورونا وليس إلى تغييرات سياسية. وكان الهدف الأصلي المحدد لعام 2020 التخفيض بنسبة 40 %. وفقا لحسابات مركز الأبحاث، انخفضت انبعاثات الغازات الدفيئة في ألمانيا - التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم - بمقدار يزيد على 80 مليون طن إلى نحو 722 مليون طن في 2020 .

ويرى اخر ان هذا التراجع إلى الجائحة الحالية، التي أدت إلى تباطؤ الصناعة والسفر والحياة العامة. وقال الباحثون "إنه في ظل الظروف العادية، كان من الممكن أن يكون الانخفاض نحو 25 مليون طن، أو بنسبة 37.8 % مقارنة بعام 1990"، موضحين أن استهلاك الطاقة انخفض في عام 2020 نتيجة للأزمة.علاوة على ذلك، حدد الاتحاد الأوروبي سعرا مرتفعا نسبيا للانبعاثات الكربونية، ما يجعل أشكال إنتاج الطاقة الأكثر تلويثا للبيئة، مثل الفحم، أكثر تكلفة.

وجاء في التقرير أن الشتاء كان معتدلا إلى حد ما، ما أدى إلى انخفاض فواتير التدفئة. إضافة إلى ذلك، ولدت ألمانيا طاقة من الرياح أكثر من الفحم في عام 2020 لأول مرة.

وترى سفينيا شولتسه وزيرة البيئة الألمانية أن التقدم الذي أحرزته ألمانيا في مجال حماية المناخ هو إنجاز سياسي وليس مجرد نتيجة لأزمة جائحة كورونا. كما قالت شولتسه في تصريحات لـ"الألمانية" في 4 يناير 2021  في برلين، "انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تتراجع الآن بشكل كبير للعام الثالث على التوالي"، مضيفة أنه "من الواضح أن هذا اتجاه إيجابي لا يُظهر تأثير كورونا فحسب، بل يظهر أيضا نتائج الجهود السياسية في الأعوام الأخيرة. هذا التطور الإيجابي في حماية المناخ لم يسقط من السماء"، مشيرة إلى أنه على الرغم من الأزمة، فإن ألمانيا وأوروبا "لم تنسيا حماية المناخ في عام 2020".

وذكرت شولتسه أن حماية المناخ "مسار طويل المدىو، و أن وتسعير ثاني أكسيد الكربون في الاتحاد الأوروبي آتى ثماره، حيث جعل الكهرباء المولدة من الفحم أكثر تكلفة وجعل البدائل الصديقة للمناخ أكثر جاذبية". وطالبت الوزيرة بالتوسع في طاقة الرياح والطاقة الشمسية و"زيادة وتيرة الاعتماد عليها بسرعة الآن" من أجل حماية المناخ من المهم تغيير الهياكل على المدى الطويل.

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات