أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
29 نوفمبر 2021 11:29 ص
-
"أوميكرون" تجدد المخاوف من تباطؤ اقتصادي وعودة الفائض في معروض النفط للربع الأول 2022

"أوميكرون" تجدد المخاوف من تباطؤ اقتصادي وعودة الفائض في معروض النفط للربع الأول 2022

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 يتأهب وزراء وخبراء دول "أوبك +" لسلسلة من الاجتماعات في الأسبوع الاخير من شهر نوفمبر 2021  لتدارس وضع السوق في ضوء التراجع الجديد غير المتوقع للأسعار وعودة قيود الإغلاق في عديد من الدول وتراجع الاستهلاك بعد تعثر الطلب مرة أخرى، ما قد يطرح فكرة تأجيل الزيادات الإنتاجية مجددا على مائدة المفاوضات بين المنتجين.

ـ انتكاسة جديدة بسبب المخاوف من السلالة المتحورة:

جاء هذا لما تسببت فيه السلالة المتحورة "أوميكرون" من وباء كورونا في هبوط حاد لأسعار النفط في ختام الأسبوع الثالث من نوفمبر  بنحو 10 %، مسجلة أكبر تراجع منذ  أبريل  من العام 2020 ، ما جدد المخاوف من تباطؤ اقتصادي واسع واحتمال عودة الفائض الواسع في المعروض خلال الربع الأول من العام المقبل 2022 .

هذا وقد ، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، أن التراجع الحاد للعقود الآجلة للنفط الخام جاء بسبب مخاوف من انتشار سريع لمتغير كوفيد - 19 الجديد الذي أعلن في جنوب إفريقيا، ما يمثل أكبر انخفاض في يوم واحد لـ 2021  .

وأشار إلى أن الخسارة، التي وقعت في 26  نوفمبر تعد أكبر انخفاض منذ أبريل 2020 وأرسلت خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ سبتمبر 2021، مشيرا إلى حظر بعض الدول الرحلات الجوية من عديد من الدول الإفريقية على الرغم من اكتشاف المتغير أيضا في مسافر من جنوب إفريقيا إلى هونج كونج.

ونقل التقريرعن محللين دوليين تأكيدهم أن هذا المتحور الجديد أثار قلق المستثمرين حقا، لأنه قد يعرقل إعادة الفتح عن مساره ويؤدي إلى بعض عمليات البيع بدافع الذعر، حيث لا يزال من الممكن أن تنخفض الأسعار أكثر من ذلك بكثير. وأشار إلى أن الأسواق متوترة بالفعل وأدت بالفعل إلى كثير من التخلي عن بعض الرهانات الصاعدة طويلة المدى، موضحا أنه شوهد الانخفاض بشكل أساسي في التعاملات الفورية، ما تسبب في تضييق تراجع النفط الخام.

وقال: إن قرار السحب المنسق من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بقيادة الولايات المتحدة قد يكون غير مناسب مع هذا التغير الجديد وسيكون التركيز على أي اعتبارات جديدة تتخذها "أوبك +" وقد برر هذا التحور الجديد حذر "أوبك +" في زيادة الإنتاج. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية قد تعدل عن قرار سابق بإطلاق 50 مليون برميل من النفط الخام من الاحتياطي الاستراتيجي كجزء من جهد عالمي تشارك فيه الهند واليابان وكوريا الجنوبية والصين والمملكة المتحدة، التي ستشهد إطلاق إجمالي 71 مليون برميل في السوق في الأشهر المقبلة.

وذكر التقرير أن "أوبك" وحلفاءها "أوبك +" ستعقد سلسلة من الاجتماعات في الأيام المقبلة، إذ من المقرر أن تجتمع لجنة استشارية فنية على مستوى المندوبين في التاسع والعشرين من نوفمبر ، يليها اجتماع لجنة المراقبة الوزارية، التي تشارك في رئاستها السعودية وروسيا  اخر الشهر. مؤكدا أنه من المقرر أن يجتمع وزراء "أوبك" بعد ذلك في الأول من    ديسمبر2021 قبل دعوة روسيا وتسعة شركاء آخرين في تحالف "أوبك +" لإجراء محادثات في الثاني من  ديسمبر2021.

وأوضح أن التباطؤ الأخير في نمو العرض في مواجهة الأسعار المرتفعة قد زاد المخاوف من ضيق السوق خلال المدى المتوسط ومع ذلك، فإن فترة طويلة من أسعار النفط الخام في نطاق 70 - 80 دولارا للبرميل ستكون في النهاية حافزا لنمو الإنتاج الإجمالي، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في "أوبك".

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع حدوث زيادات قوية في العرض بين عامي 2023 و2025 ومن المرجح أن تشكل الدول غير الأعضاء في "أوبك" أكثر من 60 %، من إجمالي الزيادة، حيث تمثل الولايات المتحدة الجزء الأكبر من النمو خارج "أوبك +" بقيمة 1.9 مليون برميل يوميا، بسبب النفط الصخري على وجه التحديد على الرغم من الالتزام بانضباط رأس المال، ولكن بقاء الأسعار حول مستوى 70 دولارا للبرميل على المدى القصير يزيد فرص نمو الإمدادات خاصة في ضوء الزيادات الحذرة في إنتاج "أوبك +" التي تبلغ 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.

ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الثالث من نوفمبر ، هوت أسعار النفط مع أسواق الأسهم العالمية، بفعل مخاوف من أن تؤدي السلالة الجديدة، إلى تقويض النمو الاقتصادي والطلب على الوقود.


ـ  الصحة العالمية.. السلالة الجديدة مقلقة:

وصنفت منظمة الصحة العالمية  السلالة الجديدة بأنها "مقلقة"، وأطلقت عليها اسم أوميكرون. وفرضت دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وجواتيمالا ودول أوروبية قيودا على السفر من جنوب القارة الإفريقية، حيث تم رصد السلالة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 9.50 دولار بما يعادل 11.6 %، إلى 72.72 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 8 %. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 10.24 دولار أو 13.1 %، إلى 68.15 دولار للبرميل بعد عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة  وبلغت خسائر الخام الأمريكي خلال الأسبوع أكثر من 10.4 %.

ومن جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأمريكي الأسبوعي عن أنشطة الحفر أن نشاط الحفر في الولايات المتحدة استمر في الارتفاع مع زيادة ست منصات في عدد منصات الحفر النشطة  . ولفت إلى تسجيل إجمالي عدد الحفارات الآن 569 وهو رقم يزيد بمقدار 249 على هذا الوقت من 2020، بينما لا تزال الحفارات النشطة أقل بمئات من الحفارات النشطة البالغ عددها 790، التي كانت تحفر في عالم ما قبل كوفيد. ونوه إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة   إلى 467 بزيادة ستة حفارات و226 منصة منذ هذا الوقت من 2020، بينما ظل عدد منصات الغاز، وكذلك الحفارات المتنوعة على حاله، حيث بلغ عدد الحفارات، التي تعمل بالغاز 102.

وأشار التقرير إلى ارتفاع تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة في 19 نوفمبر 100 ألف برميل يوميا إلى 11.5 مليون برميل يوميا. وأضاف أنه لا يزال إنتاج النفط أقل بكثير من المستوى القياسي البالغ 13.1 مليون برميل يوميا، الذي سجل في 2020 قبل انتشار الوباء في الولايات المتحدة، فيما ارتفع إجمالي عدد الحفارات في كندا بمقدار أربعة، بينما وصل عدد الحفارات النشطة للنفط والغاز في كندا الآن إلى 171 بزيادة 69 عن العام.

وأشار إلى زيادة عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 2 هذا الأسبوع، مع إضافة 119 منصة منذ 2020، بينما لم يشهد عدد الحفارات في ثاني أكثر أحواض الأمة إنتاجا، إيجل فورد، أي تغيير في عدد الحفارات النشطة، كما يبلغ إجمالي عدد الحفارات في بيرميان الآن 280 مع إجمالي 42 منصة في إيجل فورد.

ـ رسوم تشغيل بحد أدنى:

يتطلب القانون الحالي الامريكي  رسوم تشغيل بحد أدنى يبلغ 12.5 %   للنفط والغاز اللذين يتم إنتاجهما على مساحة اتحادية، وهو مستوى لم يتغير منذ نحو قرن. حسب  تقرير وزارة الداخلية .  وانتقدت ديب هالاند وزيرة الداخلية صناعة النفط والغاز الأمريكية المقترحات، قائلة: "إنها ستزيد التكاليف على منتجي الطاقة المحليين، في وقت ترتفع فيه أسعار البنزين بالتجزئة بالفعل ".

واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، شركات نفط أمريكية، بأنها تتحمل جزءا من المسؤولية في مسألة ارتفاع أسعار الوقود، فيما تستخدم إدارته جميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك مخزونها الاحتياطي، لخفض الأسعار. وقال بايدن في البيت الأبيض: "إن أسعار الوقود في سوق الجملة انخفضت بنحو 10 % خلال الأعوام الماضية، لكن السعر في محطات الوقود لم يتحرك فلسا واحدا"، كما تدفع مجموعات التزويد بالوقود أقل وتربح أكثر بكثير"، متهما الشركات بـ"كسب الفرق" بين سعري الجملة والتجزئة، وعد "ذلك غير مقبول". وفقا لـ"الفرنسية".  وقالت جينيفر جرانهولم وزيرة الطاقة الأمريكية من جهتها، "إن أسعار الوقود في المحطات مرتفعة جدا في الوقت الحالي، لكننا سنطوي الصفحة في مطلع 2022".

وذكر تقرير "بيكر هيوز" الدولي لأنشطة الحفر الأمريكية في بياناته الأسبوعية نهاية الشهر نوفمبر أن نشاط الحفر في الولايات المتحدة استمر في الارتفاع مع زيادة عدد الحفارات بمقدار سبعة مرات. وأوضح التقرير، أن إجمالي عدد الحفارات الآن 563، وهو رقم يزيد بمقدار 253 عن هذا الوقت من العام 2020 ، ومع ذلك لا تزال الحفارات غير النشطة أقل بمئات من الحفارات النشطة البالغ عددها 790 التي كانت تحفر في عالم ما قبل كوفيد - 19. ولفت التقرير إلى تراجع تقدير إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة  في 12 نوفمبر 100 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أنه لا يزال إنتاج النفط أقل بكثير من المستوى القياسي البالغ 13.1 مليون برميل يوميا الذي سجل العام 2020  .

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات