أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
8 مارس 2022 1:31 م
-
ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات قياسية لا تترك مجالا لاستقرارالأسواق خلال 2022

ارتفاع أسعار الغذاء إلى مستويات قياسية لا تترك مجالا لاستقرارالأسواق خلال  2022

اعداد ـ فاطيمة طيبي  

لا تزال هناك تحديات عالقة قد تؤثر على أسعار الغذاء في 2022، رغم انخفاضها   في شهر ديسمبر 2021  مقارنة بالأشهر السابقة، بحسب منظمة "الفاو" . 

ارتفاع أسعار النفط والغاز، وتكدس  الحاويات في موانئ العالم، مع تفشي  أوميكرون  في الشهر الأخير من العام الماضي 2021 ، وتوجه بعض الدول إلى الإغلاق مرة أخرى. اسباب ادت الى  ارتفاع أسعار السلع الغذائية ، ما دفع بالكثيرين الى نهج سياسة التخزين خاصة  في الصين مما تسبب في ندرتها في كثير الاسواق  وارتفاع معدلات التضخم و ظهور ركود تضخمي، دفع  البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر من مرة . 

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين في منظمة الفاو، عبد الرضا عباسيان. ان ارتفاع كلفة المدخلات واستمرار الجائحة العالمية وتقلب الظروف المناخية أكثر من أي وقت مضى، مسائل لا تترك مجالا للتفاؤل بشأن عودة الأسواق إلى حالة أكثر استقرارا خلال عام 2022″، ايضا ووفق "بيان الفاو" الصادر في يناير 2022  ان انخفاض  الأسعار العالمية للغذاء بشكل طفيف في ديسمبر 2021، دفع الى  تراجع الأسعار الدولية للزيوت النباتية والسكر تراجعا ملحوظا عن مستوياتها السابقة.

كما بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء 133.7 نقاط في ديسمبر 2021 ، بتراجع  بنسبة 0.9% عن شهر نوفمبر، وإن كان لا يزال أعلى بنسبة 23.1% عن مستواه المسجل في ديسمبر 2020. يرصد المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية الأكثر تداولا، وكان المؤشر الفرعي للألبان المؤشر الفرعي الوحيد الذي سجل ارتفاعا شهريا في ديسمبر2021 كما بلغ متوسط مؤشر أسعار الغذاء لعام 2021 ككل 125.7 نقاط، بارتفاع قدره 28.1% عن العام السابق 2020 .

ـ تراجع أسعار القمح نسبيا وارتفاع قوي للذرة مع تراجع مؤشر الزيوت:

تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب بنسبة 0.6% عن مستواه المسجل في نوفمبر؛ إذ عوض تراجع عروض أسعار صادرات القمح اثناء تحسن الإمدادات بعد الحصاد في نصف الكرة الجنوبي بشكل كبير عن ارتفاع أسعار الذرة المدعوم بالطلب القوي والمخاوف بشأن استمرار موجة الجفاف في البرازيل.

لكن مؤشر أسعار الحبوب لعام 2021 ككل بلغ أعلى مستوى سنوي له منذ 2012، وكان متوسطه أعلى بنسبة 27.2% مقارنة بعام 2020 مع ارتفاع أسعار الذرة والقمح بنسبة 44.1 و31.3%، على التوالي وانخفاض أسعار الأرز بنسبة 4%.كما تراجع مؤشر أسعار الزيوت النباتية بنسبة 3.3% في ديسمبر 2021، نتيجة انخفاض  عروض أسعار زيت النخيل وزيت دوار الشمس، ما ساهم في تراجع الطلب العالمي على الواردات الذي قد يكون مرتبطا بالمخاوف بشأن تأثير تزايد حالات الإصابة بالجائحة.

وبلغ مؤشر المنظمة لأسعار الزيوت النباتية لعام 2021 ككل أعلى مستوى له على الإطلاق مع ارتفاعه بنسبة 65.8% عن مستواه في عام 2020.كما تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 3.1 % عن مستواه المسجل في نوفمبر، ليبلغ أدنى مستوى له في خمسة أشهر. ذلك يعكس المخاوف بشأن تأثير متحور "أوميكرون" على الطلب العالمي، وتراجع قيمة الريال البرازيلي، مع أسعار الإيثانول.

ـ السكر والالبان ومشتقاتها :

ارتفع مؤشر أسعار السكر لعام 2021 ككل بنسبة 29.8 % مقارنة بالعام السابق ليبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2016. وكان مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم مستقرا بشكل عام في ديسمبر 2021 ، ولكنه سجل في عام 2021 ككل ارتفاعا بنسبة 12.7% عن مستواه المسجل في عام 2020.

كانت أسعار منتجات الألبان المؤشر الفرعي الوحيد الذي سجل زيادة في ديسمبر2021  بلغت نسبتها 1.8%، وارتفعت عروض الأسعار الدولية للزبد ومساحيق الحليب في خضم تراجع إنتاج الحليب في أوروبا الغربية وأوسيانيا. تراجعت أسعار الأجبان بشكل هامشي، وكان متوسط أسعار الألبان في عام 2021 أعلى بنسبة 16.9% عن مستواه المسجّل في عام 2020.

ـ ارتفاع أسعار الغذاء خلال يناير 2021:

ارتفعت أسعار الغذاء العالمية خلال شهر يناير 2021 إلى أعلى مستوى لها في 6 سنوات ونصف، لتسجل بذلك ثامن ارتفاع لها على التوالي، مدفوعة بأسعار الحبوب والزيوت النباتية والسكر، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" . وقالت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني في الرابع من شهر فبراير 2021، إن مؤشر الفاو لأسعار الغذاء، الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية المتداولة بشكل شائع، سجل 113.3 نقطة في المتوسط خلال يناير 2021، مسجلا زيادة بنسبة 4.3% عن ديسمبر 2020، ووصل إلى أعلى مستوى له منذ يوليو 2014.

وارتفع مؤشر الفاو لأسعار الحبوب، على أساس شهري بنسبة 7.1%، تتصدرها أسعار الذرة العالمية، والتي ارتفعت 11.2% الأعلى بنسبة 42.3% عن مستواها في يناير 2020، مما يعكس تزايد شح الإمدادات العالمية، وسط عمليات شراء كبيرة من الصين. كما ارتفعت أسعار القمح 6.8%، مدفوعة بالطلب العالمي القوي، والتوقعات بتراجع مبيعات الاتحاد الروسي بعد تضاعف رسوم تصدير القمح في مارس 2021.

ايضا توقعت الفاو، أن يبلغ استخدام الحبوب في 2021/2020 نحو 2761 مليون طن، بزيادة 52 مليون طن عن الموسم ذي قبله، كما تتوقع المنظمة، ارتفاع الاستخدام العالمي للقمح بنسبة 0.7% والأرز بنسبة 1.8% خلال العام 2022. ومن المتوقع أن تنخفض مخزونات الحبوب العالمية بنسبة 2.2% لتصل إلى 801 مليون طن، وهو أدنى مستوى لها في خمس سنوات سابقة. ومن شأن ذلك أن يؤدي الى تراجع نسبة المخزون العالمي من الاستخدام  للحبوب إلى 28.3%، وهو أدنى مستوى في سبع سنوات.

 وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة العالمية،  ايضا أن تصل تجارة الحبوب العالمية في 2021/2020 إلى 465.2 مليون طن، وهو توسع كبير بنسبة 5.7% عن أعلى مستوى سجله الموسم السابق.ومن المتوقع أن تتوسع التجارة الدولية في الأرز بنسبة 7.9%، مما يعكس النمو القوي لصادرات الهند.

 من جهة اخرى ارتفع أيضا مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 5.8% في شهر يناير 2021 إلى أعلى مستوى له منذ مايو 2012، بدفع من تراجع إنتاج زيت النخيل في إندونيسيا وماليزيا بسبب هطول الأمطار الغزيرة، والنقص المستمر في القوى العاملة المهاجرة، وطول أمدها.

كما ارتفعت أسعار السكر ايضا و بنسبة 8.1% خلال يناير2021 عن مما كانت عليه في ديسمبر 2020، حيث أثار الطلب العالمي القوي على الواردات مخاوف بشأن انخفاض التوافر بسبب تدهور آفاق المحاصيل في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي وتايلاند، فضلا عن الظروف الجوية الأكثر جفافا من المعتاد في أمريكا الجنوبية. كما أدى ارتفاع أسعار النفط الخام وقوة الريال البرازيلي إلى دعم أسعار السكر العالمية.

 من نحية اخرى ارتفع مؤشر الفاو لأسعار منتجات الألبان بنسبة 1.6%، مدعوما بمشتريات الصين المرتفعة مع احتفالات عطلة رأس السنة في البلاد، وسط تراجع الإمدادات القابلة للتصدير موسميا في نيوزيلندا. اضف الى ذلك ان  أسعار اللحوم  ا رتفعت بنسبة 1% خلال يناير 2021  مقارنة بشهر ديسمبر 2020 ، مدفوعا بارتفاع الواردات العالمية من لحوم الدواجن، وخاصة من البرازيل .

ـ  يحذر محللون من أن الحرب قد تؤثر على إنتاج الحبوب، بل تضاعف أسعار القمح العالمية :

حذر رئيس برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، من أن الصراع في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم، ما سيكون له تأثير فادح على سكان الدول الفقيرة.


وتعد أوكرانيا وروسيا مصدرين رئيسيين للمواد الغذائية الأساسية، وقد أثرت الحرب بالفعل في إنتاج المحاصيل، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وقال بيسلي إن ذلك يعرض المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم لخطر المجاعة. كما أن الوضع سيكون شديد الفداحة وكأنه "الجحيم على الأرض".وتصدر روسيا وأوكرانيا، اللتان تعرفان بـ"سلة خبز أوروبا"، نحو ربع إنتاج القمح العالمي، ونصف منتجات دوار الشمس، مثل البذور والزيت. وتبيع أوكرانيا أيضا الكثير من الذرة على مستوى العالم.

كما قال بيسلي ان عدد الأشخاص الذين يواجهون مجاعة محتملة في جميع أنحاء العالم قد ارتفع بالفعل من 80 مليونا إلى 276 مليونا في أربع سنوات قبل الغزو الروسي، بسبب ما يسميه "عاصفة كاملة" من الصراع، والتغير المناخي، وفيروس كورونا.

وقال إن بعض الدول يمكن أن تتأثر بشكل خاص بالأزمة الحالية، بسبب ارتفاع نسبة الحبوب التي تستوردها حاليا من منطقة البحر الأسود."لبنان يستورد نحو 50 % من الحبوب من أوكرانيا، وتعتمد دول مثل اليمن، وسوريا، وتونس   والكثير   على أوكرانيا باعتبارها سلة خبزها". وقال: "إذن أنت تنتقل من كونكسلة خبز للعالم إلى الوضع الحالي الآن، وهو حرفيا، حاجتك للخبز. إنه تغير مذهل للواقع".

ـ الحرب تسببت في الخراب في خطوط الإمداد التي تستخدم لتصدير المنتجات الزراعية:

قالت شركة الكيماويات النرويجية، يارا انترناشونال، وهي منتج رئيسي للأسمدة وتعمل في أكثر من 60 دولة ان النقص يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بالمحاصيل، ما يؤدي إلى "أزمة غذاء عالمية".

وقالت المحامية الأوكرانية، إيفانا دوريشينكو، الخبيرة في التحكيم التجاري الدولي، إن بعض المزارعين في أوكرانيا قد تخلوا بالفعل عن حقولهم من أجل حمل السلاح. فالحرب تسببت في الخراب في خطوط الإمداد التي تستخدم عادة لتصدير المنتجات الزراعية. وعلق الجيش الأوكراني جميع الشحن التجاري في موانئه.كما انه لا يمكن للسفن مغادرة المياه، و لا يوجد شيء يمكن شحنه الآن من أوكرانيا".

وقالت إن ذلك يعني "خسائر فادحة" للشركات، وللجهود الإنسانية أيضا، لأن أوكرانيا لم تعد قادرة على إرسال البضائع إلى مناطق مثل جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، وكذلك إلى المنظمات غير الحكومية مثل برنامج الأغذية العالمي.

كما يقول خبير الاقتصاد الجنوب أفريقي، وانديل سيهلوبو إنه بينما يمثل الارتفاع الحاد في الأسعار مشكلة على المدى القصير، قد يتبع ذلك نقص في المحاصيل الأساسية. وقال: "بمرور الوقت، واعتمادا على طول الحرب وشدتها، يمكن أن تبدأ في رؤية نقص في الشحنات التي تصل إلى القارة الأفريقية، وقد يتسبب ذلك في شح في الأغذية، ولا سيما في بلدان شمال أفريقيا، وإلى حد ما في شرق أفريقيا". وأضاف: "إذا نظرتم إلى مؤشر أسعار الأغذية العالمية، فستجدون أنه وصل إلى عدة ارتفاعات في بداية هذا العام. وتضيف هذه الأزمة بالفعل إلى ذلك الوضع الصعب لكثير من المستهلكين، ولا سيما في العالم النامي".

وحذرت شركة يارا إنترناشونال، وهي من أكبر شركات الأسمدة في العالم، في السابع من شهر مارس 2022  من أن الصراع قد يلحق أضرارا بصناعتها، ما يؤثر بشكل أكبر على أسعار المواد الغذائية. وكانت أسعار الأسمدة تتصاعد بالفعل بسبب زيادة أسعار الغاز بالجملة. وتنتج روسيا أيضا كميات هائلة من العناصر الغذائية، مثل البوتاس والفوسفات  وهي مكونات أساسية في الأسمدة، تمكن النباتات والمحاصيل من النمو.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات