أبحاث

 اعداد ـ فاطيمة طيبي

شهدت أسعار النفط تعاملات متقلبة مع توقف الإنتاج في بعض الحقول الليبية وارتفاع الدولار الأمريكي، وإغلاقات الصين التي عززت المخاوف على الطلب، وقيام البنك الدولي بخفض توقعات النمو العالمي للشهور المقبلة.

ـ تغيير خطط شراء الخام:

قال محللون نفطيون "إن مشكلات إنتاج النفط الليبي قد لا تؤدي إلى تغيير خطط شراء الخام في آسيا بشكل كبير، بسبب اعتماد المنطقة القليل نسبيا على تلك الإمدادات، لكن المصافي تستعد لبعض التأثير في الأسعار وضغط الإمدادات".

وأكد سيفين شيميل، مدير شركة "في جي آندستري" الألمانية، أن أسعار النفط الخام ستواصل الصعود مدعومة من مخاوف نقص المعروض وتصاعد وتيرة الحرب في أوكرانيا مقابل استمرار نمو الطلب، حيث من المتوقع أن يشهد الطلب على النفط في آسيا انتعاشا مستداما، إضافة إلى قيود المعروض خاصة مع تفاقم مشكلات الإنتاج في ليبيا، ما سيعني أن شركات التكرير يجب أن تكون مستعدة لأسعار نفط أعلى ولفترة أطول، بحسب تقديرات "ستاندرد آند بورز".

وأضاف، أن "اضطرابات السوق النفطية تتزايد بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا"، مشيرا إلى قلق جميع الأطراف المعنية بالصناعة فيما يتعلق بالعرض والطلب واستعادة التوازن المستدام في السوق.

من جانبه، قال روبين نوبل، مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، "إن استمرار أزمة الإنتاج الليبي قد ترفع أسعار النفط الخام على نحو أوسع بسبب اتساع فجوة الإنتاج في السوق التي تعاني بالفعل نقص المعروض بسبب خسارة كثير من البراميل من روسيا التي تقدر بما يراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يوميا".

ولفت إلى أن تقرير "أوبك" الشهري الأخير كشف عن حجم الصعوبات والتحديات التي تواجه زيادة الإنتاج في ظل الظروف الدولية الراهنة، حيث تواجه "أوبك" بالفعل قيودا متزايدة على الطاقة الإنتاجية، حيث ارتفع إنتاج المنظمة في مارس 2022 بمقدار 57 ألف برميل يوميا إلى 28.56 مليون برميل يوميا، وذلك على نحو أقل عن الزيادة البالغة 253 ألف برميل يوميا المسموح بها لـ"أوبك" بموجب اتفاق "أوبك +".

بدورها، قالت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية، "إن العقوبات الغربية تتسع وتؤدي إلى مزيد من صعود أسعار النفط الخام، وهو ما حذرت منه روسيا أخيرا، حيث تحركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لحظر النفط الخام الروسي، وهناك ضغوط على الاتحاد الأوروبي ليتبع التوجه نفسه، ما جعل خام برنت عند مستوى نحو 110 دولارات للبرميل، ومرشح لمزيد من المكاسب". وأوضحت أنه لا توجد أي مؤشرات على حدوث تغيير في سياسة الإنتاج من جانب "أوبك +"، مشيرة إلى توقعات باستمرار الأسعار في المكاسب حتى مع تضاؤل توقعات النمو الاقتصادي العالمي.

في المقابل، ذكر ماركوس كروج، كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن المكاسب السعرية قد لا تصمد طويلا خاصة أن هناك ضغوطا واسعة على الطلب العالمي في ضوء عمليات الإغلاق الصينية التي تلقي بثقلها على النمو الاقتصادي، كما أشارت البيانات الاقتصادية الصينية إلى أكبر انخفاض في الإنفاق الاستهلاكي وإلى أسوأ معدل بطالة منذ الأشهر الأولى للوباء.

وفيما يخص الأسعار، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 1.41 دولار أو 1.2 % إلى 111.75 دولار للبرميل خلال التعاملات 19 من ابريل ، بعد ارتفاعها بأكثر من دولار إلى 114.21 دولار في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.64 دولار بما يعادل 1.5 % إلى 106.57 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت إلى 108.92 دولار في وقت سابق.كما تعرضت الأسعار لضغوط مع تداول الدولار عند أعلى مستوى له في عامين.

وجاء انخفاض الأسعار   في أعقاب ارتفاع بأكثر من 1 %   عندما سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ 28  مارس  بسبب تعطل إمدادات النفط الليبي. وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في الثامن عشر من شهر ابريل الحالي  من بدء "موجة مؤلمة من الإغلاقات" بعد إعلانها حالة "القوة القاهرة" فيما يتعلق ببعض من إنتاجها وصادراتها بعد أن وسعت قوات في الشرق حصارها للمنشآت النفطية بسبب أزمة سياسية.

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 110.54 دولار للبرميل   مقابل 108.52 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في 8 ابريل ، أن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو عشرة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الثاني من ابريل ، الذي سجلت فيه 100.08 دولار للبرميل.

ـ  تخفيضات الإنتاج في "أوبك +" خلال مارس:

أظهر تقرير من مجموعة "أوبك +"، أن إنتاج تحالف منتجي النفط كان أقل من أهداف الإنتاج في    مارس بواقع 1.45 مليون برميل يوميا، مع بدء تراجع إنتاج روسيا بعد العقوبات التي فرضها الغرب.  كما أوضح التقرير أن إنتاج روسيا كان أقل بنحو 300 ألف برميل يوميا عن حصتها في مارس ، إذ أنتجت 10.018 مليون برميل يوميا، استنادا إلى مصادر ثانوية.

وتوقع تقرير شهري صادر الأسبوع الثاني من ابريل  زيادة التراجع في إنتاج النفط الروسي إلى 1.5 مليون برميل يوميا في    أبريل  وأن يتضاعف هذا النقص إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا من مايو  بسبب العقوبات ونأي المشترين بأنفسهم. وأظهرت البيانات، أن الامتثال لتخفيضات الإنتاج ارتفع إلى 157 % في مارس من 132 % في فبراير، وهو أعلى مستوى منذ أن بدأت المجموعة تخفيضات إنتاج قياسية بلغت نحو عشرة ملايين برميل يوميا في  مايو 2020 لمواجهة تأثير الجائحة في الطلب. كما وافقت "أوبك +"، التي تضم "أوبك" وحلفاءها بقيادة روسيا، في الشهر مارس على زيادة شهرية أخرى في الإنتاج قدرها 432 ألف برميل يوميا لـ  مايو .

ـ بيانات بتراجع في مخزونات النفط الأمريكية:

قالت مصادر في السوق، نقلا عن أرقام من معهد البترول الأمريكي في العشرين من شهر ابريل 2022  إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تراجعت الأسبوع الثاني من ابريل  في حين زاد مخزون البنزين.

وبحسب المصادر، تراجعت مخزونات الخام الأمريكية 4.5 مليون برميل على مدار الأسبوع الثاني في 15 أبريل. وزادت مخزونات البنزين 2.9 مليون برميل بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.7 مليون برميل.

ـ  الحظر الأوروبي لنفط روسيا سيدفع الأسعار إلى 185 دولارا :

قال بنك جي بي مورجان، "إن حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي بشكل كامل وفوري قد يزيح أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا من الإمدادات، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار خام برنت بنحو 65 % إلى 185 دولارا للبرميل".

وبحسب وكالة أنباء "بلومبيرج"، قال بنك جي بي مورجان "إذا كان الاتحاد الأوروبي جادا بشأن الضغط على النفط الروسي، فقد يحتاج إلى الاستعداد لبعض الألم". والسيناريو الرئيس للبنك أكثر تحفظا، حيث يقدر خفض الإمدادات الروسية إلى أوروبا بنحو النصف، مع تعطل 2.1 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام 2022.

ومن الناحية العملية، كان التخلي عن الكميات الروسية عملية أبطأ مما كان متوقعا في البداية. ويتوقع البنك أن الصادرات الروسية ستنخفض 1.5 مليون برميل يوميا ختى نهاية ابريل ، أو 25 % أقل مما كان متوقعا في البداية.   وقد يستغرق الخروج من الاتفاقيات مع الشركات الروسية، عادة وقتا بموجب عقود طويلة الأجل.

ـ تراجع النفط بعد خفض صندوق النقد توقعاته للنمو الاقتصادي:

كما تراجعت أسعار النفط أكثر من 5 % في تعاملات متقلبة في 19 من ابريل  بفعل مخاوف بشأن الطلب بعد أن خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي وحذر من ارتفاع التضخم. وبحسب مصادر صحفية تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 5.8 دولار، أو 5.2 %، إلى 107.28 دولار للبرميل،  وتراجعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 5.7 دولار، أو 5.28 %، إلى 102.50 دولار للبرميل.

أخبار مرتبطة

24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023