أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
7 سبتمبر 2022 1:52 م
-
130 مليار دولار لتثبيت فواتير الكهرباء والغاز أول خطط رئيسة وزراء بريطانيا المنتخبة

130 مليار دولار لتثبيت فواتير الكهرباء والغاز  أول خطط رئيسة وزراء بريطانيا المنتخبة

اعداد ـ فاطيمة طيبي

نقلت وكالة بلومبيرج للأنباء عن مسؤولين بريطانيين ومستشارين ليز  لتراس، رئيسة وزراء بريطانيا المنتخبة  القول إنها ناقشت مع فريق مساعديها ومسؤولين حكوميين خلال الأيام الأخيرة وضع آلية تحول دون حدوث زيادات كبيرة في قيمة فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي السنوية للأسر البريطانية، ابتداء من أول شهر  أكتوبر 2022 كما هو متوقع في ضوء نظام الأسعار الحالي.

كما اقترحت ليز خططا لتثبيت قيمة فواتير الكهرباء والغاز الطبيعي السنوية للأسر البريطانية العادية، عند المستوى الحالي البالغ أقل من 1971 جنيها استرلينيا "2300 دولار" سنويا. وبحسب وثائق اطلعت عليها وكالة بلومبيرج للأنباء، قد تصل تكلفة الخطة إلى نحو 130 مليار جنيه استرليني على مدى 18 شهرا.

ـ ارتفاع فاتورة الطاقة :

ووفقا لسقف الأسعار الذي أعلنه جهاز تنظيم قطاع الطاقة في بريطانيا "أوفجيم" الشهر الماضي اغسطس  والمقرر بدء العمل به في الشهر المقبل اكتوبر ، ستزيد قيمة فاتورة الطاقة بالنسبة للأسرة البريطانية بنحو 80 % إلى 3548 جنيها استرلينيا سنويا، وهو ما يعني أن كثيرا من الأسر البريطانية سيكون عليها المفاضلة بين تدفئة منازلها خلال الشتاء المقبل أو شراء احتياجات أساسية أخرى. وأعلنت ليز تراس في أول خطاب لها كرئيسة لوزراء في 10 داونينج ستريت أن "أولوياتها الثلاث" ستكون:

1 ـ  الاقتصاد

2 ـ   أزمة الطاقة .

3 ـ تحسين نظام الصحة العامة الوطني.

وتعهدت تراس بإخراج بلادها من "العاصفة" التي تمر بها بسبب أزمة غلاء المعيشة.

وتولت ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية في 6 سبنمبر ، لتواجه سلسلة من أصعب التحديات التي يتصدى لها رئيس وزراء جديد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وفي مقدمتها ارتفاع أسعار الطاقة وكساد يلوح في الأفق وصراع بين العمال وأرباب العمل.

وتوجهت تراس، وهي رابع زعيم لحزب المحافظين يشغل منصب رئيس الوزراء خلال ستة أعوام، بطريق الجو إلى منزل الأسرة المالكة في اسكتلندا لتطلب منها الملكة إليزابيث تشكيل الحكومة. وتتولى تراس هذا المنصب خلفا لبوريس جونسون الذي اضطر للاستقالة بعد ثلاثة أعوام صاخبة قضاها في المنصب.

وذكر قصر بكنجهام في بيان أن الملكة "استقبلت عضو البرلمان تراس وطلبت منها تشكيل حكومة جديدة. وقبلت السيدة تراس عرض صاحبة الجلالة".وحث جونسون البلاد وحزبه على توحيد صفوفه وراء رئيسة الوزراء الجديدة.

ـ ارث ثقيل:

وبحسب بعض الوكالات  ترث تراس اقتصادا يواجه أزمة مع معدل تضخم مرتفع وتصاعد تكاليف الطاقة وتحذير بنك إنجلترا من كساد طويل مع نهاية العام الجاري. وبالفعل بدأ العمال في أنحاء البلاد إضرابا عن العمل.

وتسببت خطة تراس لإحياء الاقتصاد من خلال تخفيضات ضريبية مع احتمال تخصيص نحو 100 مليار جنيه استرليني للحد من تكاليف الطاقة في انزعاج الأسواق المالية بشدة، ما دفع المستثمرين إلى التخلص من الجنيه الاسترليني والسندات الحكومية.وتسلمت مسؤولية قيادة بريطانيا وهي تحوز تأييدا سياسيا أضعف من ذلك الذي تمتع به عديد من أسلافها.

وشغلت تراس مناصب رئيسة في الحكومة على مدى ثمانية أعوام، لكنها هزمت منافسها ريشي سوناك على منصب زعيم الحزب في تصويت لأعضاء الحزب بهامش فوز أقل مما كان متوقعا، كما أنها لم تكن في البداية الخيار الأول للمشرعين أعضاء الحزب.

وفي كلمة إلى الصحافيين والسياسيين الذين تجمعوا في داونينج ستريت في وقت سابق ، قال جونسون الذي حاول البقاء في المنصب في يوليو  على الرغم من الاستقالة الجماعية للوزراء إن البلاد لا بد أن تتحد خلف تراس.

وقال في خطاب الوداع "ما أقوله لزملائي المحافظين، حان الوقت لإنهاء المشاحنات السياسية.. حان الوقت لنا جميعا للوقوف وراء ليز تراس وفريقها وبرنامجها". وبعد أن ألقى الكلمة خارج داونينج ستريت، غادر جونسون لندن متجها إلى اسكتلندا، حيث قدم استقالته للملكة إليزابيث "96 عاما" قبل أن تتبعه تراس إلى قلعة بالمورال.

واستغل جونسون خطاب رحيله للتفاخر بنجاحاته، بما في ذلك إطلاق برنامج للتطعيم المبكر خلال الجائحة ودعمه لأوكرانيا منذ بداية معركتها ضد روسيا. وأضاف إلى ما وصفه بقائمة إنجازاته الرئيسة الخروج من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن استطلاعات الرأي تبين الآن أن أغلبية البريطانيين ترى أن الخروج من التكتل كان خطأ.

ـ السقوط :

سقطت بريطانيا التي يحكمها حزب المحافظين منذ 2010، في أزمة تلو الأخرى في الأعوام الماضية وتواجه الآن احتمال حالة طوارئ طويلة في مجال الطاقة يمكن أن تستنزف مدخرات الأسر وتهدد الشركات التي ما زالت مثقلة بديون فترة جائحة كوفيد.

لكن مصدرا مطلعا قال " إن تراس يمكن أن تجمد الفواتير بموجب خطة تتجاوز تعويضات الحكومة للعمال المتضررين خلال جائحة كوفيد - 19.وليس من الواضح كيف ستمول بريطانيا هذا الدعم لكن المرجح أن تزيد الاقتراض الحكومي. وأدى حجم الحزمة، إضافة إلى حقيقة أن الأزمة يمكن أن تستمر عامين، إلى إثارة قلق المستثمرين.

وظهرت وزيرة الخارجية السابقة البالغة 47 عاما في صورة رسمية وهي تصافح الملكة التي ستطلب منها تشكيل حكومة جديدة وتصبح رئيسة الوزراء الـ15 خلال عهدها الممتد منذ أكثر من 70 عاما.

جرت المراسم الرمزية في قصر بالمورال النائي بالمرتفعات الاسكتلندية، إذ اختارت الملكة "96 عاما" عدم العودة إلى لندن لمشكلات صحية. وهطلت أمطار غزيرة وهبوب عواصف ، وهي أجواء تعكس الوضع الاقتصادي القاتم الذي سيتعين عليها وعلى كبار وزرائها الجدد التعامل معه من اليوم الأول.ومن المقرر أن يتم الانتهاء من التعيينات قبل استضافتها أول اجتماع للحكومة الجديدة وإجابتها على أسئلة النواب في البرلمان .

ـ   توقعات تشكيل الحكومة الجديدة :

يتوقع أن يتولى وزير الأعمال كواسي كوارتينج منصب وزير المالية وهو من أصل غاني وأن تسلم حقيبة الداخلية إلى المدعية العامة سويلا بريفرمان وهي من أصل هندي، بينما سيتولى جيمس كليفرلي وزارة الخارجية ويعود أصله إلى سيراليون. وفي حال تأكدت التعيينات، فسيعني الأمر أن أيا من هذه الوزارات الرئيسة لن تسلم إلى رجل أبيض لأول مرة في التاريخ.

وبحسب "الفرنسية"، أمام تراس قائمة مضنية لأمور ينبغي إنجازها، في وقت تشهد المملكة المتحدة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود مع تجاوز معدل التضخم نسبة 10 % وارتفاع حاد في فواتير الغاز والكهرباء. وتعهدت تراس التي تقول إنها من المدافعين عن الأسواق الحرة، خفض الضرائب لتحفيز النمو، رغم التحذيرات من أن زيادة الإقراض قد تفاقم التضخم. وأحدث تعارض نهجها مع ذاك الأكثر حذرا الذي تبناه ريشي سوناك، منافسها في الانتخابات للوصول إلى رئاسة الوزراء، شرخا جديدا في صفوف الحزب المحافظ المنقسم أساسا جراء استقالة جونسون.

وتشير استطلاعات للرأي أجريت أخيرا إلى أن قسما كبيرا من البريطانيين لا يثقون بقدرتها على حل أزمة تكاليف المعيشة. وكشف استطلاع جديد أعده معهد "يوجوف" عن أن 14 % فقط يتوقعون أن يكون أداء تراس، أفضل من جونسون.

ـ استمرارية التوترات بين باريس ولندن:

ويتوقع خبراء أن يستمر توتر العلاقات بين باريس ولندن مع تولي ليز تراس رئاسة الحكومة البريطانية، بسبب قرب البلدين الجغرافي وتشابك مصالحهما. لم تخف تراس هذه التوترات من خلال ردها في أغسطس أمام الناشطين من حزبها على سؤال لمعرفة ما إذا كانت تعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم بشدة للمشروع الأوروبي، "كصديق أو عدو" حين قالت إنها ستحكم عليه "وفقا لأفعاله".

ورد ماكرون بالقول إن "بريطانيا دولة صديقة وقوية وحليفة بغض النظر عمن يقودها، وأحيانا على الرغم من الأخطاء الصغيرة التي قد يرتكبونها في تصريحاتهم العامة". هناك عديد من الخلافات بين فرنسا وبريطانيا ولا سيما إدارة ملفات ما بعد "بريكست" مثل صيد الأسماك أو أيرلندا الشمالية.

يرى السفير البريطاني السابق في باريس بيتر ريكتس أنه عبر خطابها "الحاد جدا حيال أوروبا وخصوصا حيال ماكرون" إنما تراس تتوجه إلى قاعدتها الناخبة بشكل أساسي. وقال "بسبب القرب الجغرافي وحركة التنقل الكبرى للأشخاص والبضائع، يمكن أن تحصل احتكاكات بشأن "بريكست" خصوصا بين بريطانيا وفرنسا". نحو 55 % من الشحن عبر الشاحنات الذي خرج من بريطانيا في 2020 مر عبر العبارات أو خط السكك الحديد بين دوفر وكاليه بحسب البيانات الحكومية البريطانية.

وفي 2019، استقبلت فرنسا 12 مليون سائح بريطاني فيما قام 3.6 مليون سائح فرنسي بزيارة بريطانيا بحسب الأرقام الرسمية في البلدين. ومنذ 2020، أدت القيود الناجمة عن انتشار وباء كوفيد - 19 تضاف إلى تغييرات في القواعد الناجمة عن "بريكست" إلى حركة ازدحام كبرى في الشحن وصفوف انتظار طويلة على الحدود، نسبها المسؤولون السياسيون والصحف البريطانية في أغلب الأحيان إلى التصلب الفرنسي.

وأضاف ريكتس "يمكننا أن نراهن على بقاء مستوى مرتفع من التوتر والاحتكاكات على الحدود" ولا سيما بسبب دخول نظام أوروبي جديد هو "ايتياس" لمراقبة المسافرين المعفيين من تأشيرات دخول خلال إقاماتهم القصيرة في الاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ العام المقبل. هناك خلافات حدودية أيضا علنا بين الدولتين حول صيد الأسماك - وهو خلاف يبدو أنه تمت تسويته حاليا - أو الهجرة غير القانونية إلى بريطانيا عبر المانش.

وتهدد لندن بانتظام بوقف مدفوعاتها البالغة سنويا عشرات ملايين اليوروهات إلى باريس لمكافحة هذا العبور غير الشرعي، حيث تجاوز عدد الأشخاص الذين قاموا بذلك هذا العام 27 ألفا أي العدد المسجل تقريبا طيلة 2021 نحو 28526. في المقابل وعلى الساحة العالمية، تتخذ الدولتان كثيرا من المواقف المشتركة.

وتقول جورجينا رايت الباحثة في معهد مونتاين في باريس إن العاصمتين "لا تتوصلان على الدوام إلى الحلول نفسهما، لكنهما تتشاركان كثيرا من المواقف". الدولتان مرتبطان أيضا منذ 2010 بمعاهدات لانكستر هاوس التي كرست تعاونهما في مجال الدفاع خصوصا تطوير الصواريخ.

ـ انطلاقة جديدة:

أعلنت كاترين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية الإثنين عبر إذاعة RTL، أنها تأمل في "بداية جديدة في العلاقات الفرنسية البريطانية"، معربة عن أسفها لأن العلاقات "وبسبب موقف بريطانيا من المسائل الأوروبية، ليست على مستوى الدور الذي يجب أن يقوم به بلدانا". في الوقت الراهن، يبدو أن القادة البريطانيين يريدون خصوصا إثبات أن البلاد يمكن أن تتولى مكانتها كقوة أساسية على الساحة الدولية رغم "بريكست" تحت شعار "بريطانيا العالمية". لكن رغبتهم في الظهور كأفضل حلفاء أوروبيين لأوكرانيا في مواجهة التدخل العسكري الروسي تزعج فرنسا التي تأخذ عليهم نزع المصداقية عن موقفها المتمثل بإبقاء الحوار مع موسكو خصوصا بسبب أزمة شراكة Aukus في 2021. أدت هذه الشراكة بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا إلى قيام كانبيرا بالغاء عقد ضخم لشراء 12 غواصة فرنسية.

لكن جان- بيار مولني نائب مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية قال إن "قضية Aukus تجسد مبدأ بريطانيا العالمية المطبق في آسيا" وتندرج في "إطار منطق" بريكست. وأضاف مولني "الصعوبة الحقيقية هي أن بريطانيا التي لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن، تلعب ضد الاتحاد الأوروبي" وهو لا يتوقع تغييرا على المدى القصير في ظل حكومة تراس.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات