أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
24 أكتوبر 2022 3:28 م
-
وزيرة التخطيط تستعرض إجراءات تمكين القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي

وزيرة التخطيط تستعرض إجراءات تمكين القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي

اعداد ـ فاطيمة طيبي

 قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال كلمتها بالمؤتمر الاقتصادي إن تقييم التجربة التنموية في مصر والنظرة المستقبلية ينبغي ألا يتم بمعزل عن المتغيرات الدولية المحيطة بها، لأنه عند تقييم أي تجربة تنموية يجب النظر إلى الظروف المحلية والدولية أيضا.


 ـ  الأزمة الجيوسياسية سببت انخفاض جانب العرض وارتفاع الأسعار :

وأشارت إلى تعاقب الأزمات وانعكاساتها على الوضع العالمي، فعند البدء في التعافي من تداعيات كوفيد 19 الذي أدى إلى الضغط على السياسات المالية عند معظم الدول الناشئة، وكانت مصر قد نفذت برنامجها للاصلاح الاقتصادي وكانت لديها المساحة المالية التي ساعدتها على مواجهة تداعيات الأزمة وبدأت في التعافي، بدأت الأزمة الجيوسياسية وانعكاساتها المستمرة

ـ وأضافت السعيد، خلال كلمتها بالمؤتمر الاقتصادي أن الأزمة الجيوسياسية أدت إلى نقص شديد في جانب العرض، واضطراب شديد في سلاسل الإمداد، إلى جانب أزمة الطاقة، ارتفاع معدلات التضخم، لذلك سارعت البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة لتقليل ضغط هذا التضخم على المواطنين.

ـ وأوضحت وزيرة التخطيط أن الأزمة العالمية تسببت في العديد من الخسائر على مستوى العالم منها زيادة حجم البطالة العالمية والتي تصل إلى 228 مليون مواطن بنهاية هذا العام، إلى جانب ارتفاع شديد في نسب الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 350%.

ـ الاقتصاد المصري حقق معدلات نمو مرتفعة إلا انه يتسم بعدم الاستدامة :

وفيما يتعلق بمعدل النمو الاقتصادي في مصر، أوضحت السعيد أنه على الرغم من وصول معدلات النمو الحقيقي للاقتصاد المصري إلى معدلات موجبة ومرتفعة إلا انه يتسم بعدم الاستدامة، لأنه كان نمو مدفوع بالاستهلاك الخاص حتى منتصف العقد الماضي، كما كان هناك تواضع في مساهمة قطاعات الاقتصاد الحقيقي في نسبة النمو، ومع زيادة نسبة مساهمة الاستثمار في النمو خلال الأعوام الاخيرة تم حد اتساع الفجوة بين الصادرات والواردات والتي استمرت على مدار العشرين سنة الماضية، مما أدى إلى وجود عجز في الميزان التجاري، وذلك بسبب تدني مساهمة القطاعات الانتاجية في النمو.

ـ ـ  معدلات البطالة بلغت أدنى مستوياتها عند 7.2% رغم تداعيات الأزمة الأوكرانية:

ـ وأكدت السعيد أن الهدف الاساسي للنمو هو توفير فرص عمل لائقة، وقد وصلت مستويات البطالة إلى أدنى مستوى لها على مدار العشرين سنة الماضية بنسبة 7.2% بعد أن كانت 13% وذلك على الرغم من تداعيات الأزمة العالمية، ولكن هناك تحدي هو ارتفاع معدل بطالة الحاصلين على مؤهلات عليا وتصل إلى 15%، وتصل بطالة الإناث إلى 3 أضعاف بطالة الشباب.

ـ  نستهدف رفع مساهمة الزراعة والصناعة والتكنولوجيا إلى 35% من الناتج المحلي:

ـ وأشارت السعيد إلى برامج الاصلاح الاقتصادي المتعاقبة في مصر بدءا من عام 1991 حتى برنامج الإصلاح الاقتصادي عام 2016، والذي أجرت الدولة من خلاله إصلاحا ماليا ونقديا، وإصلاحا تشريعيا من خلال إصدار حزمة من القوانين، وإصلاحا هيكليا في قطاع الطاقة وتوجيه فائض الترشيد إلى الفئات الأكثر احتياجا من خلال برامج الحماية الاجتماعية.

ـ وسلطت السعيد الضوء على إطلاق الحكومة المصرية لأول مرة برنامج للاصلاح الهيكلي، والذي يستهدف القطاعات الإنتاجية الصناعة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات، ويؤدي إلى زيادة مرونة الاقتصاد المصري ويجعله قابل لامتصاص الصدمات، لأنه سيكون اقتصاد حقيقي، قائم على المعرفة وقادر على المنافسة.

وأضافت أن البرنامج يهدف إلى زيادة نسبة مساهمة القطاعات الإنتاجية في النمو حيث كانت نسبتها عام 2019/2020 تصل إلى 26%، ومن المستهدف أن تصل النسبة إلى 35% عام 23/2024، وهي وصلت بالفعل إلى 30%.

 وتطرقت السعيد، خلال جلسة بعنوان "السياسات المطلوبة لتعزيز قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة الأزمات"،  إلى زيادة نسبة الصادرات الصناعية المصرية ذات المكون التكنولوجي المرتفع، والتي تستطيع المنافسة في الاسواق الدولية، إلى جانب تحسن ترتيب مصر في مؤشر الأمن الغذائي العالمي وزيادة الزراعة التعاقدية.

ـ وأشارت إلى اختيار قطاعات الصناعة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات في برنامج الإصلاحات الهيكلية لأنها قطاعات واعدة قادرة على النمو السريع، ووزنها النسبي في الناتج المحلي كبير، ولديها قدرة على التشابك مع باقي القطاعات.

ـ نستهدف تطوير منظومة التعليم الفني بالشراكة مع القطاع الخاص :

ـ وتحدثت السعيد عن محور رفع كفاءة ومرونة سوق العمل وتطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأوضحت أن هناك فجوة بين مخرجات العملية التعليمية واحتياجات سوق العمل، ويهدف البرنامج إلى :

ـ زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفني.

ـ  واعتماد مدارس التعليم الفني دوليا لتغيير الصورة الذهنية لهذا التعليم.

ـ  إلى جانب اطلاق منصة لمجالس المهارات القطاعية.

ـ تحسين بيئة الأعمال:

وفيما يتعلق بمحور تحسين بيئة الأعمال وتعزيز دور القطاع الخاص أوضحت السعيد تطور استثمارات القطاعين العام والخاص من اجمالي الاستثمارات الكلية حيث وصلت نسبة الاستثمارات العامة عام 19/2020 إلى 62%، والخاصة إلى 38%، لافتة إلى أن نسبة المشتغلون بالقطاع الخاص تصل إلى 78,4%.

وتناولت السعيد بالحديث الإجراءات المتخذة لتمكين القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي والمتمثلة في وثيقة تنظيم ملكية الدولة، وسياسة الحياد التنافسي، وإنشاء صندوق مصر السيادي، وتعديل قانون الشراكة مع القطاع الخاص رقم 67 لسنة 2010، إلى جانب تفعيل بعض مواد قانون الاستثمار الخاصة بالحوافز الخضراء، إلى جانب تحويل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لمركز صناعي لوجيستي عالمي.

ـ تنمية رأس المال البشري:

وفيما يتعلق بمحور تنمية رأس المال البشري، أشارت السعيد إلى مبادرة "حياة كريمة"، والتي تعتبر تطبيق عملي لمؤشر الفقر متعدد الابعاد وتشمل جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وعمل على توطين أهداف التنمية المستدامة.

ـ وأكدت أن المبادرة أكبر مشروع تنموي في العالم وتهدف إلى تحسين مستوى خدمات البنية الاساسية والعمرانية، تحسين جودة خدمات التنمية البشرية، إلى جانب تحقيق التنمية الاقتصادية والتشغيل.

ـ وأشارت السعيد إلى المشروع القومي لتنمية الاسرة المصرية، والذي يتم من خلاله لأول مرة التعامل مع القضية السكانية من منظور تنموي شامل، ويهدف الى الارتقاء بجودة حياة المواطن من خلال ضبط النمو السكاني والارتقاء بالخصائص السكانية.

ـ ولفتت إلى تطور نصيب الفرد من الاستثمارات العامة والذي وصل إلى 90 ضعف خلال الأربعين سنة الماضية وانعكس بشكل أساسي على نوعية الخدمات المختلفة التي قدمتها الدولة للمواطنين، إلى جانب زيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء والتي كانت 15% ثم وصلت العام الماضي إلى 30%، ونستهدف إلى 50% العام المقبل 2023 .

ـ وأضافت: "كل هذه الاستثمارات ساهمت في تحسن وضع مصر في تقرير التنمية البشرية العالمي 2021/2022 حيث قفزت مصر 19 مركزا في مؤشر التنمية البشرية العالمي ووصلت إلى المرتبة 97 في التقرير" .

وأشارت السعيد إلى عملية تحديث رؤية مصر 2030 لمواكبة التغيرات والمستحدثات المحلية والدولية باعتبارها وثيقة حية، وتأكيد الاتساق والترابط بين الأهداف الاستراتيجية للرؤية وأهداف التنمية المستدامة الأممية، وأجندة إفريقيا 2063، مواكبة التغيرات التي طرأت على مؤشرات الاقتصاد المصري بعد تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي، وتأكيد ترابط الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة.

كما أكدت أن رؤية مصر 2030 تعتبر وثيقة تشاركية تم إعدادها الحكومة، والمجتمع المصري، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، ومراكز الفكر والابحاث والبرلمانيين والإعلاميين.

ـ العالم يشهد مخاطر الركود التضخمي وعدم اليقين يطيل من عمرها:

قالت هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن دول العالم ستشهد خلال الفترة القادمة مرحلة جديدة من مخاطر الركود التضخمي لم يحدث منذ عام 2008؛ مع تراجع معدلات النمو وارتفاع مستويات التضخم.

ورجحت السعيد، خلال كلمتها بالمؤتمر الاقتصادي مصر 2022، استمرار هذه المرحلة لفترة أطول في ظل استمرار حالة عدم اليقين.

وأشارت إلى أن الفرق بين المرحلة التي نعيشها في الوقت الراهن والتي شهدتها دول العالم في 2008 أن المؤسسات المالية والبنوك المركزية حاليا تعد أقوى من وضعها سابقا، بالإضافة إلى أن الاقتصادات الناشئة تواجه في المرحلة الحالية دولار أقوى من ما كان عليه سابقا.

وذكرت أن خسائر تلك الموجة تنعكس على المستوى الدولي بزيادة حجم البطالة بنحو 228 مليون مواطن بنهاية هذا العام، ودخول 75 مليون شخص تحت دائرة الفقر بنهاية هذا العام بالإضافة إلى ارتفاع نسب الدين العالمي إلى الناتج المحلي بحوالي 350%.


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات