أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
31 أكتوبر 2022 2:28 م
-
سوق النفط مرشحة لمزيد من حالة عدم الاستقرار وتذبذب الأسعار

سوق النفط مرشحة لمزيد من حالة عدم الاستقرار وتذبذب الأسعار

اعداد ـ فاطيمة طيبي

هناك حالة من عدم اليقين تحيط بتأثير الحظر الغربي وتطبيق سقف أسعار على صادرات النفط الخام الروسي بدءا من 5 ديسمبر المقبل 2022 ، ما قد يؤدي إلى توقف شهية الصين والهند لشراء الخام الروسي، موضحين أن مصافي التكرير ومشتري الخام من هذه الأسواق الآسيوية الرئيسة للنفط الروسي غير متأكدين مما سيحدث بعد 5 ديسمبر المقبل 2022.

ـ تقلبات الاسعار:

كما توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الاخير من شهر اكتوبر، بعدما أغلقت أسواق النفط تعاملاتها في الأسبوع الذي قبله على انخفاض بسبب تجدد الإغلاق في الصين في إطار سياسة "صفر كوفيد"، لكن أسعار النفط حققت مكاسب أسبوعية مدعومة من توقعات شح الإمدادات بعد خفض إنتاج "أوبك +"، وترقب تطبيق الحظر الأوروبي على النفط الخام الروسي في ديسمبر المقبل 2022 .

كما أشار المحللون ايضا إلى أن مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي يعملان معا حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل سقف السعر الذي من المقرر تنفيذه مع حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسية المنقولة بحرا في 5 ديسمبر ومنتجات النفط الروسية في 5  فبراير من العام المقبل. 2023

ولفت المحللون إلى زيادة الخلافات الأمريكية الداخلية في التعامل مع أزمة الطاقة الراهنة، حيث دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن شركات النفط إلى التخلي عن عمليات إعادة الشراء وزيادات الأرباح وإعادة الأرباح للمساهمين واستبدال ذلك بالعمل على خفض الأسعار في مضخات البنزين لسائقي السيارات الأمريكيين، بينما في المقابل دافعت الشركات عن موقفها بالقول إن المصافي لا تحدد الأسعار التي يدفعها المستهلكون عند المضخة أو أسعار النفط الخام، لافتين إلى سعي الشركات إلى تعظيم إمدادات البنزين والديزل ووقود الطائرات التي يحتاج إليها الاقتصاد الأمريكي وأيضا اقتصادات كل دول العالم.

وفى هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش أيه لخدمات الطاقة: إن تقلبات الأسعار مستمرة في التأثير في سوق النفط الخام بسبب غموض توقعات وبيانات العرض والطلب على المدى القصير خاصة مع عدم وضوح آلية الحد الأقصى للأسعار، التي ستحددها مجموعة السبع وإلى أي مدى ستسمح القواعد الجديدة بتداول النفط الخام الروسي.

ونوه إلى أن معظم مشتري النفط ومالكي السفن سيتعاملون بحذر حتى وصول مزيد من المعلومات حول كيفية عمل الحظر وسقف السعر إلى السوق، لافتا إلى أن مالكي السفن الصينيين بدأوا في التراجع أيضا عن الاستيراد، كما تم أيضا رصد حالة من ابتعاد المشترين الهنود عن الخام الروسي.

من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية: إن السوق مرشحة لمزيد من حالة عدم الاستقرار وتذبذب الأسعار، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية اندفعت نحو زيادة جهود خفض الأسعار من خلال الإفراج عن الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بوتيرة أسرع، من السابق، الأمر الذي لقي انتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وأوضح أن أبرز مثال على ذلك بدء الجمهوريين في مجلس النواب تحقيقا حول ما أسموه "سوء استخدام محتمل" من قبل الإدارة الأمريكية لاحتياطيات النفط الطارئة في البلاد لخفض أسعار البنزين، إضافة إلى وجود مداولات في البيت الأبيض حول حظر تصدير الوقود، وذلك بعدما تم إطلاق تاريخي بقيمة 180 مليون برميل بدأ في الربيع الماضي في أعقاب التدخل الروسي في أوكرانيا، وبلغ ذروته الأسبوع الثالث من اكتوبر الحالي  عندما تم إطلاق الدفعة النهائية البالغة 15 مليون برميل.

ـ قلق دولي:

من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة: إن هناك قلقا دوليا من احتمال فرض حظر أمريكي على تصدير النفط والغاز، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز وتنامي مشكلات سلسلة التوريد واتساع اضطراب السوق العالمية وتقليل أمن الطاقة في الولايات المتحدة وفى دول أخرى.

وأشار إلى أن وزارة الطاقة الأمريكية تدافع عن موقفها بالتأكيد على أن احتياطي البترول الاستراتيجي هو أداة مهمة مصممة لمعالجة اضطرابات الإمدادات العالمية، مشيرة إلى أن استمرار الحرب في أوكرانيا أوجد اضطرابات حادة في أسواق الطاقة وكان من الضروري استخدام احتياطي البترول الاستراتيجي على النحو المنشود خاصة في معالجة اضطرابات الإمدادات.

ـ ما وراء سعر صرف الدولار:

بدورها، تقول إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية: إن سعر صرف الدولار له تأثير كبير في حركة أسعار النفط، موضحة أن ضعف الدولار يدعم النفط، بينما إذا وصل الدولار الأمريكي إلى ذروته يجد النفط صعوبات في مواصلة حصد المكاسب، مبينة أن أغلب التوقعات تشير بشكل متزايد إلى أن أساسيات العرض والطلب ستصبح أكثر ضيقا خلال العام المقبل 2023 نتيجة المخاوف بشأن ركود أوسع في السوق في مقابل المخاوف بشأن ضعف الطلب.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الثالث من اكتوبر، تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة 28 أكتوبر مع اتجاه عدد من المدن الصينية لتشديد قيود الإغلاق بسبب تفشي كورونا، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية.

وعند التسوية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 1.2 % إلى 95.77 دولار للبرميل، لكنه سجل مكاسب أسبوعية بنسبة 2.4 %.فيما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 1.32 % إلى 87.90 دولار للبرميل عند التسوية.

واتجهت الحكومة الصينية إلى تشديد إجراءات الإغلاق في مدينة جوانتشو، رابع أكبر مدينة صينية على أساس الناتج المحلي الإجمالي، إذ دخل ارتفاع الإصابات بكورونا أسبوعه الرابع.

وتضرر الاقتصاد الصيني بشدة من تشديد قيود الإغلاق المرتبطة بكورونا على مدار 2022. وسجلت الصين 1506 إصابات جديدة بفيروس كورونا في 27 أكتوبر الحالي .

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات