أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
26 يوليو 2023 4:58 م
-
الاتحاد الأوروبي يدعم تكاليف نقل الحبوب الأوكرانية مخافة من عدم وصول الإمدادات إلى مستهلكين

الاتحاد الأوروبي يدعم تكاليف نقل الحبوب الأوكرانية مخافة من عدم وصول الإمدادات إلى مستهلكين

اعداد ـ فاطيمة طيبي

كانت المفوضية الأوروبية قد أجازت في نهاية أبريل لخمس دول أعضاء مجاورة لأوكرانيا (بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا) حظر تسويق القمح والذرة وبذور دوار الشمس الأوكرانية على أراضيها، شرط ألا تمنع العبور إلى دول أخرى.

ـ احتمالية تبديد القيود :

أبدت فرنسا وألمانيا، في 25 من يوليو الحالي ، معارضتهما لاحتمال تمديد القيود المفروضة منذ  أبريل على خمس دول في أوروبا الشرقية بشأن واردات الحبوب الأوكرانية التي يحاول الاتحاد الأوروبي ضمان نقلها إلى بقية أنحاء العالم

وبحسب "الفرنسية"، تهدف هذه القيود "المؤقتة" للتخفيف من أثر التدفق الهائل للمنتجات الزراعية الأوكرانية على الأسواق المحلية، ومن المفترض أن تنتهي في منتصف سبتمبر لكن الدول الخمس طالبت الأسبوع الثالث من يوليو  بتمديدها حتى نهاية العام 2023 .

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي "إما أن توافق المفوضية على إعداد.. لوائح لتمديد هذا الحظر، وإما سنفعل ذلك بأنفسنا" مؤكدا أنه يدافع عن المزارعين في بلاده. واجه احتمال التمديد الذي عدته كييف "غير مقبول"، انتقادات شديدة من عدة دول في الاتحاد الأوروبي الذي عارض نصف أعضائه في الربيع هذه القيود الممنوحة للدول الخمس باعتبار أنها تحدث خللا بالسوق المشتركة.

وقال وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير، قبل اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، "يجب على المفوضية الآن أن تقول بوضوح إن هذا غير ممكن. هذه الإجراءات محدودة زمنيا، من غير المقبول أن تتجاوز بعض الدول الأعضاء الاتفاقيات السارية". وأضاف "نحن متضامنون مع بولندا ومستعدون لمساعدتها ماليا، لدينا من أجل ذلك آليات مساعدة مناسبة. ما هو غير مقبول هو أن نحل مشكلات انتخابية على حساب أوكرانيا" في إشارة إلى الانتخابات البولندية المقررة في نهاية 2023.

سبق أن حصلت الدول الخمس على 156 مليون يورو من المساعدات المستمدة من احتياطي الاتحاد الأوروبي للأزمة الزراعية. وقال الوزير الفرنسي مارك فيسنو، "لا يمكن أن تكون هناك إجراءات أحادية الجانب ولا مغامرة فردية، فقط رد جماعي على تحدي تزعزع استقرار الأسواق". وإذا كان قد اعترف باضطرابات تشمل الأسواق الفرنسية للبيض أو الدواجن، فقد دعا إلى "مناقشات جماعية". من جهته، أكد الوزير الإسباني لويس بلاناس، أن "المفوضية يجب أن توضح الوضع الحقيقي في هذه الدول". بعد انسحاب روسيا أخيرا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز القدرات اللوجستية لممراته البرية والنهرية التي تتيح نقل هذه الحبوب عبر أوروبا.

 ـ صندوق النقد: تعليق اتفاق الحبوب سيرفع الأسعار 15% :  

قال صندوق النقد الدولي إن انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحبوب العالمية بنسبة تتراوح من 10 إلى 15 % لكنه أضاف أنه يواصل تقييم الوضع.

وقال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه جورينشا للصحفيين إن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود كان "نافعا جدا" في ضمان إمكانية شحن إمدادات وفيرة من الحبوب من أوكرانيا مما خفف من ضغوط الأسعار على الغذاء. وأضاف أن توقف العمل بالاتفاق سيضع على الأرجح ضغوطا تصاعدية على الأسعار. وقال "ما زلنا نقيم الوضع الذي سنصل إليه، لكن يمكن الاعتقاد أن الزيادة في أسعار الحبوب ستكون في حدود عشرة إلى 15% وهو تقدير معقول".

 ـ الاتحاد الأوروبي يدرس دعم تكاليف نقل الحبوب الأوكرانية:

قال مفوّض الزراعة في الاتحاد الأوروبي اليوم إن التكتل يمكنه مساعدة أوكرانيا في تصدير الجزء الأكبر من حبوبها عبر طرق برية ويمكنه دعم تكاليف النقل بعدما ألغت روسيا اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. وازدادت المخاوف من عدم وصول الإمدادات الأوكرانية إلى مستهلكين هم بأمس الحاجة إليها في مختلف أنحاء العالم بعدما انسحبت روسيا الأسبوع الماضي من اتفاق تم إبرامه برعاية الأمم المتحدة يتيح تصدير الحبوب بحرا.

في 2022  أقام الاتحاد الأوروبي ما اصطلح على تسميته "ممرات تضامن" تتيح نقل المنتجات الأوكرانية خصوصا عبر رومانيا وبولندا، في مسعى لتوفير مسارات بديلة إلى الأسواق العالمية بعد الحرب . عقب محادثات مع وزراء الزراعة لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل قال مفوض الزراعة الأوروبي يانوش فويتشوفسكي إن التكتل "مستعد للتصدير عبر ممرات التضامن إلى كل مكان تقريبا".

ولفت فويتشوفسكي إلى أنه سيعد مقترحا لاستخدام أموال للاتحاد الأوروبي في "دعم تكاليف نقل" المنتجات الأوكرانية بواسطة قطارات وشاحنات عبر أراضي التكتل للحفاظ على انخفاض الأسعار. وقال "نظرا لوجود خطر يتمثل باستفادة روسيا من الوضع لأن تكلفة شراء الحبوب من روسيا قد تكون أقل مقارنة بشرائها من أوكرانيا".

قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود أثار مخاوف من ارتفاع أسعار الأغذية في دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا. أما جهود تعزيز سبل التصدير عبر الاتحاد الأوروبي فيخيم عليها جدل على خلفية قيود مفروضة على بيع صادرات الحبوب الأوكرانية في 5 دول أوروبية شرقية، تثير غضب كييف.

ـ رفع الرسوم عن الصادرات الأوكرانية:

وكان الاتحاد الأوروبي قد رفع الرسوم عن الصادرات الأوكرانية بعد بدء الحرب الروسية في محاولة لمساعدة كييف في الحصول على إيرادات تكتسي أهمية حيوية. لكن دول الاتحاد الأوروبي المحاذية لأوكرانيا عمدت إلى منع الواردات الأوكرانية على أثر اعتراض مزارعين محليين على تسبب تخمة الحبوب الأوكرانية بتراجع الأسعار.

وكانت المفوضية الأوروبية أجازت في نهاية أبريل للدول الأعضاء الخمس مجاورة لأوكرانيا (بولندا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا) حظر تسويق القمح والذرة وبذور عباد الشمس الأوكرانية على أراضيها ، شرط ألا تمنع العبور إلى دول أخرى. تهدف هذه القيود "الموقتة" للتخفيف من أثر التدفق الهائل للمنتجات الزراعية الأوكرانية على الأسواق المحلية، ومن المفترض ان تنتهي في منتصف سبتمبر لكن الدول الخمس طالبت الأسبوع الماضي بتمديدها حتى نهاية العام.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي احتمال تمديد الاتحاد الأوروبي مفاعيل القيود المفروضة على تصدير الحبوب الأوكرانية لحماية المزارعين المحليين بأنه "غير مقبول ومعاد لأوروبا". وجاءت تصريحات زيلينسكي بعدما انصب التركيز على تأمين مسارات تتيح لأوكرانيا تصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية بعد انسحاب روسيا من اتفاق التصدير عبر البحر الأسود. اعتراض كييف لقي افي 25 يوليو الحالي  تجاوبا فرنسيا وألمانيا خلال اجتماع وزراء الزراعة لدول التكتل في بروكسل. وقال وزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير إنه "يجب على المفوضية الآن أن تقول بوضوح إن هذا غير ممكن. هذه الإجراءات محدودة زمنيا، من غير المقبول أن تتجاوز بعض الدول الأعضاء الاتفاقيات السارية".

ـ بفضل مكاسب الذرة والأرز حصاد قياسي للحبوب :

يبدو أن مستوى محصول الحبوب العالمي سيكون قياسيا في الفترة 2023-2024، مع ارتفاع إنتاج الذرة والأرز، في سوق تبقى متقلبة وحساسة حيال تأثير ظاهرة إل نينيو والمخاطر المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

ويتوقع مجلس الحبوب الدولي الذي يجمع الدول المستوردة والمصدرة الرئيسة لها، باستثناء الأرز، إنتاج 2.3 مليار طن من الحبوب (ذرة وقمح وشعير...)، وهي زيادة طفيفة مقارنة بموسم 2021-2022 الذي سبق عاما صعبا في 2022-2023 بسبب الجفاف، وفقا للتقديرات المنشورة في يوليو.

ويستمر إنتاج الذرة في الارتفاع، مع ما يقدر بنحو 1.22 مليار طن، بزيادة 5.5 % على أساس سنوي. ويعزى ذلك خصوصا إلى توسع المساحات المخصصة للحبوب الصفراء في الولايات المتحدة والمحصول الجيد المتوقع في البرازيل.ويقدر مجلس الحبوب الدولي الإنتاج العالمي من الأرز، الحبوب الأكثر استهلاكا على الكوكب إلى جانب القمح، بنحو 527 مليون طن، بزيادة 2.5 % عن الموسم السابق. في المقابل، يقدر المجلس أن إنتاج القمح سيتراجع إلى 784 مليون طن، في انخفاض بنسبة 2.4 % مقارنة بالعام الماضي عندما كان المحصولان الروسي والأسترالي استثنائيين.

 ـ  مخزون القمح الأدنى منذ 10 أعوام:

قال داميان فيركامبر من مؤسسة "إنتر- كورتاج" إن "التوتر بشأن القمح يأتي من حقيقة أن توقعات الاستهلاك أعلى بنحو 20 مليون طن من توقعات الإنتاج". من ناحية أخرى، يسجل طلب أقوى على الذرة، مع زيادة الاستهلاك بمقدار 30 مليون طن خلال عام واحد، لكن تتم تغطيته بإنتاج كبير. وأوضح أن هذه الزيادة في غذاء مخصص أساسا للماشية تفسر بـ "عودة النمو في آسيا، حيث يتناول المستهلكون مزيدا من اللحوم بمجرد أن يسمح مستوى معيشتهم بذلك"، مشيرا في المقابل إلى عدم اليقين الذي يلف الانتعاش الاقتصادي في الصين.

في ما يتعلق بالقمح، يأتي التوتر في السوق أيضا من أحجام المخزون. وقال سيباستيان بونسليه، المتخصص في الحبوب في مؤسسة "أجريتل"، "بحسب آخر تقرير شهري صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، يبلغ مخزون القمح لدى المصدرين الرئيسيين نحو 55 مليون طن، وهو الأدنى منذ عشر أعوام، فيما لم يزد الإنتاج بشكل كبير منذ ثلاثة أعوام".

وأضاف المحلل "الوضع في أوكرانيا يثير قلق البلدان المستوردة التي قد تميل إلى التخزين" ما سيؤدي في نهاية المطاف إلى تضخم أسعار الأغذية.وبعد فترة من الجفاف الشديد، بدأت تنحسر الأخطار المناخية في سهول الحبوب الكبرى في أمريكا الشمالية. وقال بونسليه "المنطقة الأكثر جفافا حاليا هي منطقة زراعة القمح الصلب في كندا التي تصدر نحو 5 ملايين طن سنويا، أو أكثر من 60 % من التجارة العالمية".

ـ  مخزون جيد للاكتفاء من الأرز:

في آسيا، يجري درس تأثير ظاهرة إل نينيو المناخية، المرتبطة عموما بزيادة درجات الحرارة العالمية. وفي الوقت الحالي، لم يلاحظ أي تأثير كبير على الأرز. وأوضح باتريسيو مينديس ديل فيار، المتخصص في الأرز والخبير الاقتصادي في مركز التعاون الدولي للبحوث الزراعية من أجل التنمية أن "الأمطار الموسمية وصلت بشكل طبيعي، ما سمح بزراعة المحاصيل في ظل ظروف جيدة".

لكن من دون انتظار، اتخذت الهند التي تمثل 40 % من التجارة العالمية، إجراءات لحظر تصدير الأرز الأبيض اعتبارا من 21 يوليو سعيا إلى "ضمان" الإمدادات و"لجم ارتفاع الأسعار في السوق المحلية".

وعلّق فيار أن هذا القرار قد يؤدي الى مفاقمة الظواهر التضخمية فيما أسعار الأرز العالمية اليوم "ارتفعت بنسبة 30 % خلال عام"، حتى لو كان جزء من الحجم الذي تصدره الهند عادة "يمكن أن تعوضه تايلاند وفيتنام وباكستان التي تستعيد مستوى إنتاجها للعام 2021". وأشار إلى عامل آخر مطمئن فيما يخص الأرز: فالمخزونات مريحة وتعادل 37 % من الاستهلاك السنوي، مقابل 25 % إبان أزمة 2008.

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات