أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
25 سبتمبر 2023 3:40 م
-
منتجو النفط أكثر حذرا فيما يتعلق بنمو الإنتاج والاسعار مرشحة لتجاوز 100 دولار

منتجو النفط أكثر حذرا فيما يتعلق بنمو الإنتاج والاسعار مرشحة لتجاوز 100 دولار

اعداد ـ فاطيمة طيبي

في تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي جاء بانه على الرغم من النكسات الواضحة تظل الحكومات ملتزمة بأهداف تحول الطاقة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع تكاليفها في كل من أوروبا والولايات المتحدة"،  وبرفع بنك جولدمان ساكس هدفه لسعر النفط إلى 100 دولار مرة أخرى، أشار بذلك إلى ان انخفاض إنتاج "أوبك" جنبا إلى جنب مع ارتفاع الطلب، ما يعوض معا ارتفاع العرض الأمريكي بشكل كبير.

ـ تراجع الاستثمار في إنتاج المواد الهيدروكربونية:

نرى جهود التحول غير المدروس في مجال الطاقة بما في ذلك انخفاض الاستثمار في إنتاج المواد الهيدروكربونية، أسهمت في ارتفاع أسعار النفط وزيادة الاعتماد على الوقود التقليدي في السيناريوهات الاحتياطية. وأفاد التقرير بإلغاء عديد من مشاريع طاقة الرياح البحرية كما أن مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة تتباطأ فيما تواجه صناعة الطاقة الشمسية منافسة من الألواح الصينية الرخيصة، ما يسلط الضوء على التحديات في قطاع الطاقة المتجددة. كما ان تحول الطاقة قد يأتي بنتائج عكسية، حيث  أنه في مؤتمر النفط العالمي الذي عقد أخيرا، حذر المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط والمسؤولون الحكوميون من استمرار الضغط لتثبيط الاستثمارات الجديدة في إنتاج النفط والغاز.

ونقل التقرير عن شركة إكسون موبيل تأكيدها أنه بغض النظر عن مكان وصول الطلب إذا لم نحافظ على مستوى معين من صناعة الاستثمار فسينتهي بك الأمر إلى نقص العرض، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وأضاف التقرير  أنه "بسبب الدفعة الانتقالية، أصبح منتجو النفط أكثر حذرا فيما يتعلق بنمو الإنتاج كما أنهم يعطون الأولوية لعوائد المساهمين للحفاظ عليهم، لذلك من المفيد لهم توخي الحذر، ولا سيما أن شركات الطاقة الكبرى في أوروبا تتعرض لضغوط شديدة بسبب ضرائب الأرباح غير المتوقعة والضغوط الناشطة والتشريعات التقييدية على نحو متزايد".

كما أوضح أنه في الوقت نفسه، يعاني السائقون في جميع أنحاء أوروبا ارتفاع تكاليف الوقود وارتفاع فواتير الكهرباء، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل متزايد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية المتقطعة التي تحتاج إلى دعم من محطات الطاقة التي تعمل بالوقود الهيدروكربوني، حيث تخضع هذه المحطات لضرائب باهظة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة إنتاجها. مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن أخيرا حربا تجارية انتقائية على الصين من خلال أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، في حين حذرت الصين من أنه ستكون هناك عواقب في الوقت الذي أصبحت فيه البلاد مصدرا رئيسا للوقود إلى أوروبا بفضل الحظر الروسي على الوقود.

ـ ارتفاع اسعار الطاقة:

رجح التقرير استمرار أسعار الطاقة في الارتفاع في كل من أوروبا والولايات المتحدة، مرجعا كل ذلك إلى التحول غير المدروس بعيدا عن الهيدروكربونات، مبرزا تحذير بنك جيه بي مورجان في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا من أن الارتفاع الأخير في أسعار خام برنت قد يستمر صعودا إلى 150 دولارا للبرميل بحلول عام 2026. ونقل توقعات "جيه بي مورجان" حاليا بأن يصل اختلال التوازن بين العرض والطلب العالمي إلى 1.1 مليون برميل يوميا في عام 2025، لكنه سينمو إلى عجز قدره 7.1 مليون برميل يوميا في عام 2030 مع استمرار الطلب القوي في مواجهة العرض المحدود.

ـ تقرير ريج زون النفطي الدولي:

في سياق متصل، قال تقرير ريج زون النفطي الدولي: "إن أسعار النفط تراجعت عن أعلى مستوياتها السنوية في ختام أسبوع مضطرب شهد قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل أكبر وحظر روسيا صادرات الديزل". ونوه التقرير بأن إعلان روسيا حظرا مؤقتا على صادرات البنزين والديزل، أدى إلى تشديد سوق الوقود العالمية المتوترة بالفعل كما أن الإشارات إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة أطول قد أدت إلى تهدئة ارتفاع النفط، لافتا إلى تكبد خام غرب تكساس الوسيط أول خسارة أسبوعية منذ شهر بعد أن وصل إلى أعلى مستوى هذا العام.

موضحا أن سعر النفط الخام ارتفع هذا الربع مع تمديد السعودية وروسيا قيود الإنتاج حتى نهاية العام كما تحسنت توقعات الطلب، حيث قامت مصافي التكرير في الصين   أكبر مستورد للنفط في العالم بزيادة المعالجة إلى مستوى قياسي، مع توقع مجموعة جولدمان سكس عودة النفط قريبا إلى مستوى 100 دولار للبرميل. وعد أنه على الرغم من التقلبات في أسعار العقود الآجلة هناك كثير من علامات الضيق في السوق المادية، فقد أدى الحظر المؤقت الذي فرضته روسيا إلى رفع أسعار الوقود كما أدى انخفاض آخر في المخزونات الأمريكية إلى اتساع الفترات الزمنية بشكل أكبر في التخلف، ما يشير إلى منافسة قوية على الإمدادات على المدى القريب.

وتسببت المخاوف إزاء الإمدادات ‏بسبب حظر روسيا تصدير الوقود والمخاوف من رفع أسعار الفائدة مستقبلا في تسجيل أول خسارة أسبوعية للنفط الخام بعد ثلاثة أسابيع من المكاسب المتتالية، إذ ارتفع الخامان بأكثر من 10 %، على مدار الأسابيع الثلاثة السابقة من شهر سبتمبر  وسط مخاوف ‏بشأن نقص الإمدادات العالمية.‏ كما سلط التقرير الضوء على لقاء مسؤولين أمريكيين محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي لإجراء محادثات، وشددوا على الضرورة الملحة لإعادة فتح خط أنابيب النفط الخام بين العراق وتركيا في أقرب وقت ممكن، حسبما ذكر البيت الأبيض.

ـ  اراء المحللون حول تراجع المخزون :

ويقول محللون نفطيون، إن الانخفاض الطفيف في المخزونات والأخطار المتمثلة في أن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي ستكون مقيدة فترة أطول بكثير، مما كان متوقعا في البداية، تسمح لمتداولي الطاقة بجني بعض الأرباح. وأشاروا إلى أن ارتفاع سعر النفط الخام خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بفضل قيود العرض التي فرضها تحالف "أوبك+"، إضافة إلى التوقعات الأكثر إيجابية في الولايات المتحدة والصين.

وأوضح المحللون أن بيانات العرض والطلب تشير إلى أن السوق تضيق، حيث تراجعت المخزونات الأمريكية 2.14 مليون برميل الأسبوع الثالث من سبتمبر  واقتربت من الحد الأدنى لمستويات التشغيل، مشيرين إلى تقديرات صادرة عن "آي إن جي" تشير إلى أن العجز الحالي بأكثر من مليوني برميل يوميا مستمر خلال الربع الرابع من العام الحالي.

وفي هذا الإطار، قال هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة، إن أسعار النفط الخام من المرجح أن تواصل وتيرة المكاسب وقد تتجاوز 100 دولار للبرميل، لكن على نحو غير مستدام. وذكر أن ارتفاع أسعار النفط لا يزال أمامه مجال للاستمرار وقد يتجاوز خام برنت 100 دولار للبرميل على المدى القريب على افتراض أن "أوبك+" لن تتراجع عن تخفيض إمداداتها، لافتا إلى أن العجز الحالي في المعروض النفطي الذي يزيد على مليوني برميل في اليوم سيتسع خلال الربع الرابع من العام الحالي.

بدوره يرى أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، أن استراتيجية تحالف "أوبك+" تتمثل في تحقيق الاستقرار في الأسواق وعدم استهداف مستويات أسعار معينة، مشيرا إلى أن التنبؤ بمستقبل أسعار النفط ليس مهمة سهلة ولا تتعلق بالأساسيات فقط، بل بعوامل أخرى ومستجدات غير متوقعة تطرأ على السوق. ورجح أن تشديد العرض والطلب الزائد سيستمر في المستقبل، حيث إن الطلب الصيني على النفط لا يزال غير مؤكد، وكذلك الحال بالنسبة للاقتصاد الأوروبي وارتفاع أسعار الفائدة العالمية، مشيرا إلى أن ارتفاع التضخم، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره إلى اتخاذ البنوك المركزية إجراءات رفع أسعار الفائدة.

من جانبه، أوضح أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، أن أسعار النفط الخام ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ عشرة أشهر عند 95 دولارا للبرميل مع وجود مؤشرات في السوق إلى تشديد محتمل. وأكد أن الهدف من خفض الإنتاج الإضافي المستمر من قبل السعودية هو تحقيق الاستقرار في سوق النفط ومنع التقلبات الشديدة في أوقات عدم اليقين وليس رفع الأسعار، وذلك في ضوء تمديد خفض الإمدادات حتى نهاية العام الجاري. أما ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، فتؤكد أن العلاقات الدولية في مجال الطاقة متشابكة ومعقدة، حيث نجد أن تدشين تعاون أمريكي  هندي على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين أخيرا في مجال الطاقة المتجددة.

وأضافت أنه في حين تعمل الهند على تعميق علاقات الطاقة مع الولايات المتحدة، فإنها تواصل وارداتها النفطية الرخيصة والمتنامية من روسيا حتى مع تصاعد التوترات والصراعات العالمية، لافتة إلى استمرار تخفيضات إنتاج "أوبك+" في التأثير على كل من النفط الخام والمنتجات المكررة، حيث وصل خام برنت إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر، كما ترتفع الأسعار في سوق الديزل وسط قيود العرض.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط ما يقرب من 1 في المائة خلال تعاملات أمس، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي وسط مخاوف من ركود اقتصادي قد يحد من الطلب. وعوضت توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية تأثير تراجع مخزونات النفط الأمريكية، ومخاوف نقص الإمدادات على خلفية تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية وروسيا.

ـ الاسعار :

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الثالث من سبتمبر، استقرت أسعار النفط ، لكنها أنهت الأسبوع منخفضة بفعل ‏عمليات جني الأرباح وفي ظل موازنة الأسواق بين المخاوف إزاء الإمدادات ‏بسبب حظر روسيا تصدير الوقود والمخاوف من رفع أسعار الفائدة مستقبلا.‏ وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت ثلاثة سنتات إلى 93.27 دولار للبرميل عند ‏التسوية. وتراجعت 0.3 % خلال الأسبوع لتوقف سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة ‏أسابيع.‏ فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا أو 0.5 % ‏إلى 90.03 دولار للبرميل. وتراجع الخام 0.03 %خلال الأسبوع، وهو أول ‏تراجع منذ أربعة أسابيع.‏ وارتفع الخامان بأكثر من 10 % على مدار الأسابيع الثلاثة السابقة، وسط مخاوف ‏بشأن نقص الإمدادات العالمية.‏

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات