أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
24 أكتوبر 2023 1:36 م
-
قمة اقتصادية للأمريكتين في نوفمبر لاحتواء ازمة الهجرة غير الشرعية

قمة اقتصادية للأمريكتين في نوفمبر لاحتواء ازمة الهجرة غير الشرعية

اعداد ـ فاطيمة طيبي

قادة "الشراكة الأمريكية من أجل الازدهار الاقتصادي"، التي تضم بربادوس وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان والإكوادور والمكسيك وبنما والبيرو والأوروجواي. يجتمعون  بأول قمة لمجموعة دول الأمريكتين في نوفمبر 2023  ، حسبما أعلن البيت الأبيض الامريكي ، في إطار المحاولة لاحتواء الهجرة قبل الانتخابات المقررة في 2024 .

ـ وعود امريكية قبل الانتخابات:

قالت كارين جان بيار المتحدثة باسم البيت الأبيض، "خلال القمة، سيؤكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة بالعمل مع شركائنا لتعميق التكامل الاقتصادي في منطقتنا"، وفقا لـ"الفرنسية". وأضافت أن "القمة ستتناول أيضا الدوافع الاقتصادية الأساسية للهجرة غير الشرعية، التي تشكل مصدر إزعاج سياسي كبير للرئيس الديمقراطي الذي يتهمه الجمهوريون بالتراخي في إطار سياسات الحدود". كما طلب بادين الجمعة 20 اكتوبر نحو 13 مليار دولار لتأمين الحدود من الكونجرس كجزء من حزمة ضخمة للأمن القومي تشمل أيضا مساعدات عسكرية لإسرائيل وأوكرانيا. وتعمل الولايات المتحدة مع عدد من دول المنطقة للحد من تدفق المهاجرين.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت إدارة بايدن عن خطط لتوسيع الجدار الحدودي مع المكسيك، وهي سياسة تبناها دونالد ترمب سلفه الجمهوري ومنافسه المحتمل في انتخابات 2024. لكن بايدن أشار إلى أن الأموال مخصصة لهذا التوسيع بموجب القانون ويجب استخدامها، رغم اعتقاده أن الجدران الحدودية لا تحل الأزمة.

ـ الهجرة قضية جوهرية:

وواجه قادة ووزراء خارجية دول أمريكا اللاتينية لدى اجتماعهم في الثاني والعشرين من شهر اكتوبر الحالي  في المكسيك مهمة شاقة تتمثل في إيجاد حل لأزمة الهجرة نحو الولايات المتحدة وتداعياتها على قارتين.

باتت مسألة الهجرة قضية جوهرية في الولايات المتحدة والمكسيك اللتين تستعدان لإجراء انتخابات رئاسية في 2024 . وخلال 2023، وصل 1.7 مليون مهاجر الى الحدود بين البلدين.

ووفق إحصاءات الحكومة المكسيكية، وصل إلى البلاد في سبتمبر وحده 600 ألف مهاجر من فنزويلا و35 ألفا من جواتيمالا و27 ألفا من هندوراس. وقالت أليسيا بارسينا وزيرة الخارجية المكسيكية  "تصعب جدا إدارة هذه الأعداد في غياب سياسة هجرة لا يقتصر التعامل خلالها (مع المسألة) على الولايات المتحدة والمكسيك، بل يشمل أيضا الجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية، وصولا إلى الولايات المتحدة".

وشدد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لويس أوبرادور في تصريحات سابقة على أهمية "الاتفاق" على سياسة للهجرة "لأنه يمكننا القيام بعديد من الأمور داخل أمريكا اللاتينية". مشيرا إلى أن دول أمريكا اللاتينية يمكنها في ضوء ذلك تشكيل جبهة موحدة "والبحث عن تعاون الحكومة الأمريكية".

ويتوقع أن يحضر القمة التي تقام في تشاباس في جنوب المكسيك، رؤساء كولومبيا وكوبا والإكوادور وجواتيمالا وهندوراس وفنزويلا ورئيس وزراء هايتي. وأوضحت بارسينا أن القمة هدفها ثني الساعين للهجرة عن القيام بذلك من خلال برامج اقتصادية تحفيزية، وتقييم العقوبات الأمريكية على فنزويلا وكوبا، والبحث في "مسارات انتقال العمالة" إلى الولايات المتحدة. وعدت دولوريس باريس بومبو الباحثة في قضايا الهجرة قمة المكسيك هي بداية مرحب بها "للحوار مع دول الجنوب"، لكنها قد لا تحقق الكثير. وأضافت أن "المكسيك تهدف الى تخفيف عبء الهجرة عبر السعي إلى نهج إقليمي في التعامل معها".

وفي ظل العقوبات الأمريكية وأزمات سياسية واقتصادية داخلية، غادر 7.1 مليون شخص فنزويلا خلال الأعوام الماضية، ما سبب تحديات للدول المجاورة في أمريكا الجنوبية ورأت الباحثة باريس بومبو أن التباينات الشاسعة في سياسة الهجرة للولايات المتحدة بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترمب، أضافت إلى تبعات هذه القضية في أمريكا الجنوبية. وأوضحت أن الولايات المتحدة "تمنح أولويات لبعض البلدان، ثم تقوم فجأة بإغلاق الباب وتغيير برامجها".

ـ ترحيل المهاجرين:

واعتمد بايدن سياسات متعددة سعيا للحد من عدد المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك إبرام اتفاق مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على الرغم من أن واشنطن لا تعترف بإعادة انتخابه في 2018.

وعاد نحو 130 فنزويليا الى بلادهم في 18 من اكتوبرالحالي على متن رحلة خاصة من الولايات المتحدة في أول عملية ترحيل كهذه في إطارالاتفاق بين البلدين.

وقالت السلطات الأمريكية أخيرا "إن واشنطن تعيد مهاجرين إلى بلادهم خصوصا في أمريكا الوسطى والجنوبية، على متن نحو 70 رحلة أسبوعيا". في المقابل، حمت واشنطن من الترحيل 472 ألف فنزويلي للسماح لهم بالحصول على تصاريح إقامة وعمل خلال مهلة 18 شهرا، على أن يقتصر ذلك على أولئك الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة قبل 31 يوليو 2023.

وتوصلت السلطات الأمريكية والمكسيكية في سبتمبر إلى اتفاق يتيح لمكسيكو ترحيل بعض المهاجرين الذين يتم طردهم من الولايات المتحدة إليها. وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي المناطق الأكثر تأثرا بتغير المناخ على مستوى العالم. وفقا لبيانات المعهد العالمي للنمو الأخضر GGGI، يتأثر أكثر من مائتي مليون شخص في المنطقة بالفعل بالأحداث المتعلقة بالمناخ. كما سجلت المنطقة خسائر التنوع البيولوجي 94 % الأعلى في العالم.

ـ اجتماع المنتدى الرقمي :

انطلاقا من الصورة البانورامية المذكورة أعلاه، عقد المعهد العالمي للنمو العالمي منتدى رقميا "تمويل التكيف والتنوع البيولوجي والإدماج الاجتماعي في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي". وضم الاجتماع قادة حكوميين رئيسين وخبراء ماليين وممثلين من مختلف المؤسسات لمناقشة التحديات والإنجازات في تمويل التكيف والحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة والتفكير فيها.

وتبادل الخبراء المعارف والخبرات المهمة لمواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. وقد خصصت لمناقشة احتياجات التمويل والمبادرات والإنجازات المتعلقة بالتكيف والتنوع البيولوجي في المنطقة.

وقال جابرييل يورييشارك أحد المتحدثين الأكثر أهمية في هذا الحدث وكيل وزارة المالية والائتمان العام في المكسيك "إن التركيز على البلدان متوسطة الدخل أمر ضروري بسبب التحديات الفريدة التي تواجهها، والأهمية البيئية العالمية والحاجة إلى تعاون متعدد القطاعات لضمان تنمية مرنة ومستدامة". وأكد أن ذلك يتطلب التنسيق بين وزارات المالية والتخطيط والبيئة، ومع دعم الشركاء مثل GGGI، التمويل المستدام في منطقتنا، مشيرا إلى أن دورهم حاسم في تطوير استراتيجية التعبئة والتصنيف المستدام وتعزيز القدرات في القطاع المالي.

كما ناقش الحدث أهمية التحفيز وتسريع الابتكار والتغيير ودمج تدفقات رأس المال مع أهداف التنمية المستدامة نحو اقتصاد عالمي مرن وشامل. وناقش الخبراء المدعوون الضرورات الاقتصادية التي تمثل أهداف التمويل المستدام، لأن المجتمعات المعرضة لتغير المناخ هي تلك ذات الموارد المحدودة، وبالتالي فإن هذا الاقتصاد الجديد سيكون له تأثير مباشر في نوعية حياة الناس الذين يعيشون هناك. وأكد أن الأشخاص الذين يعيشون في أوضاع هشة هم الأكثر تأثرا جسديا واقتصاديا بآثار تغير المناخ، لذلك، يصبحون هنا أبطال التغيير. وبعيدا عن الفوائد البيئية، يمكن لحماية التنوع البيولوجي أن تطلق العنان لقيمة اقتصادية تقدر بتريليونات الدولارات.

وكان من بين المواضيع ذات الصلة خلال الحدث السياق المتنامي للأحداث المتطرفة وظهور أدوات مالية مبتكرة وأكثر شمولا لمعالجتها. وأوضح المسؤول المكسيكي أنه ليس كل ما باللون الأخضر عادلا، وهذا صحيح بشكل خاص عندما ننظر إلى قضايا المساواة بين الجنسين في مجالي الطاقة والزراعة، "إذا لم نستعد، فلن ندخل في وظائف المستقبل، وعلينا أن نكون يقظين بشأنها".

 

 

 

 


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات