أبحاث


كتب فاطيمة طيبى
18 فبراير 2024 2:20 م
-
تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2024

تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2024

اعداد ـ فاطيمة طيبي

قفزت أسعار النفط  في 2022 نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية   بطريقة جنونية متجاوزة عتبة الـ 100 دولار للبرميل، هذا المشهد متناقض تماما عما يحدث اليوم، إذ أنه على الرغم من التهديد بتصعيد التوترات في الشرق الأوسط والهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، الا ان أسواق النفط تتحرك ضمن نطاقات ضيقة للغاية.

كما شهدت أسعار النفط ارتفاعا يناير 2024  بعد الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على أهداف الحوثيين في اليمن ردا على الهجمات المتكررة على السفن التجارية في البحر الأحمر. كانت أسعار النفط الخام متقلبة حيث تقوم وول ستريت بتقييم مسار أسعار الفائدة والدولار الأميركي والصراعات الجيوسياسية. ورغم هذه التوترات ، لا تزال أسعار النفط بعيدة جدا عن أعلى مستوياتها التي سجلتها في عام 2022.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، إلى 79.19 دولار للبرميل في تسوية 16 فبراير ، في حين صعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 83.47 دولار للبرميل.

 ـ عوامل ساهمت في تغيرات اسعار النفط :

أحد العوامل التي قد تساهم في كبح جماح أسعار النفط  تراجع الطلب العالمي. حيث يتوقع تقرير شهري جديد صادر عن وكالة الطاقة الدولية، والذي صدر 15 فبراير ، أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2024، مقارنة بـ 2.3 مليون برميل يوميا في عام 2023.

ويأتي هذا بعد أن انخفض نمو الطلب إلى 1.8 مليون برميل يوميا خلال الربع الرابع من عام 2023، مقارنة بـ 2.8 مليون برميل يوميا في الربع 2022 .. وقالت الوكالة: "لقد انتهت إلى حد كبير مرحلة النمو الكبير في الطلب العالمي على النفط بعد جائحة كورونا".

ـ مخاوف من الركود :

يشهد العالم مخاوف متزايدة من احتمالية حدوث ركود اقتصادي، مما يثير التساؤلات حول تأثير ذلك على أسعار النفط. ففي ظل تراجع النشاط الاقتصادي، من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعاره. في حين شهد الاقتصاد العالمي انتعاشا جزئيا في عام 2023 بعد جائحة كوفيد، إلا أن بعض الاقتصادات الكبرى واجهت تحديات كبيرة.

كان من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الصيني انتعاشا قويا في عام 2023 بعد فترة الإغلاق خلال جائحة كوفيد. إلا أن أزمة العقارات وضعف الإنفاق وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب أدت إلى تعثر النمو، ويعتقد بعض الاقتصاديين أن الصين قد تواجه عقودا من الركود.

ـ ركود في بريطانيا :

دخلت المملكة المتحدة في ركود بعد انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 0.3 % خلال الربع الأخير من عام 2023، وذلك بعد انخفاض قدره 0.1 % في الربع الثالث أيضا. ويعرف الركود التقني عادة بأنه انكماش الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، ولكن يمكن أيضا أن يتمير بعوامل أخرى مثل ارتفاع معدلات البطالة.

ـ انزلاق غير متوقع لـ اليابان إلى الركود :

دخلت اليابان أيضا في ركود بشكل غير متوقع بعد أن أدى ضعف الاستهلاك المحلي والعالمي إلى انخفاض ناتجها المحلي الإجمالي للربع الثاني على التوالي. وهذا أدى إلى خسارة اليابان لمركزها كثالث أكبر اقتصاد في العالم، لتتراجع خلف ألمانيا.

ـ رغم رفع أسعار الفائدة الحاد :

في حين حافظ الاقتصاد الأميركي على قوته حتى الآن رغم وتيرة رفع أسعار الفائدة الحادة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لكن بعض المستثمرين والاقتصاديين يحذرون من احتمال انزلاقه إلى ركود في وقت لاحق من هذا العام مع تزايد الضغوط على الأميركيين بسبب ارتفاع معدلات الفائدة واستنفاد مدخراتهم التي تراكمت خلال فترة الجائحة.

ـ قوة العرض بقيادة الإنتاج الأميركي التاريخي :

وبينما يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط، ظل العرض قويا نسبيا، مما قد يفرض مزيدا من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط. ومن المتوقع أن تكون الولايات المتحدة قد أنتجت 13.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات في الربع الرابع من عام 2023، وهو أعلى مستوى إنتاج لأي دولة في التاريخ. بالإضافة إلى ذلك، أنتجت بعض دول أوبك+ الرئيسية كميات من النفط في يناير تفوق إنتاجها المستهدف. وضخ العراق 230 ألف برميل إضافية وأنتجت الإمارات العربية المتحدة 300 ألف برميل إضافية، وفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية.

وكانت الإمارات قد حصلت على موافقة أوبك لزيادة إنتاجها إلى 3.219 مليون برميل يوميا في عام 2024، من 3.019 مليون برميل يوميا المتفق عليها بموجب اتفاق أكتوبر 2022.

وقال التقرير: "إن ارتفاع إمدادات النفط العالمية هذا العام، بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وغويانا وكندا، من شأنه أن يفوق الارتفاع المتوقع في الطلب العالمي على النفط". من جانبها، كانت رئيسة قسم الاقتصاد في سكاي نيوز عربية، لبنى بوظة قد أكدت، في وقت سابق، أن ما تشهده أسواق النفط في الوقت الحالي يمكن تلخيصه بالنقاط التالية:

1 ـ الحوثيون في اليمن لم يتعرضوا لناقلات النفط حتى الآن 

2 ـ الطلب على النفط لما يتأثر .. ما حدث فقط هو تأخيرات وصول النفط بسبب سلوك مسار رأس رجاء الصالح حول إفريقيا.

3 ـ زيادة الإنتاج الإيراني إلى حوالي 3 ملايين برميل يوميا أي ما يعادل زيادة بنصف مليون على أساس سنوي. ناهيك عدم وجود أي تحرك أميركي لإضافة عقوبات على إيران أو على الأقل الالتزام بالعقوبات النفطية المفروضة أو المتابعة لها.

4 ـ العرض والطلب.. ارتفع نمو الطلب العالمي في 2023 بنحو 1.6 مليون برميل يوميا، لكن العرض زاد بأكثر من مليوني برميل.. ومن المتوقع في 2024 أن يزيد العرض بشكل مطرد من خارج دول أوبك.

5 ـ الاقتصادات العالمية اليوم ليست في أحسن أحوالها مع معدلات الفائدة المرتفعة لأعلى مستوياتها منذ عقود لكبح جماح التضخم المرتفع، هذه العوامل كلها تلعب دورا كبيرا في انخفاض الطلب على النفط وبالتالي كبح الأسعار.

ـ توترات الشرق الأوسط تلهب أسعار النفط  :

ـ حققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية قوية بنحو 6%، مع تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات من الشرق الأوسط، والضغوط التي تشهدها أسواق منتجات معامل التكرير جراء الانقطاعات.

ـ تسوية العقود الاجلة  :

صعدت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتا بما يعادل 0.7 % إلى 82.19 دولار للبرميل عند تسوية عقود 16 فبراير ، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62 سنتا أي 0.8 % إلى 76.84 دولار للبرميل عند التسوية. وارتفعت العقود الآجلة للنفط على مدار الأسبوع بأكثر من 6 %، مدعومة برفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح قدمته حركة حماس، 14 فبراير لوقف إطلاق النار. وجاء الارتفاع هذا الأسبوع بعد خسارة بنسبة 7% في الاول من فبراير .

ومنذ بداية العام الحالي، سجلت عقود برنت مكاسب بنحو 7%، في حين حقق خام نايمكس ارتفاعا بنحو 6.9 % وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن شركات طاقة أميركية أضافت هذا الاسبوع أيضا أربع منصات للنفط والغاز الطبيعي إلى 623 منصة، في أعلى مستوى منذ منتصف ديسمبر 2023.

وعاد الإنتاج المحلي الأميركي   إلى مستوى قياسي بلغ 13.3 مليون برميل يوميا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وفي يناير، تسبب الطقس البارد في حدوث إغلاق واسع النطاق في المناطق المنتجة للنفط.

وتلقت العقود الآجلة للنفط الخام دعما من ارتفاع أسعار البنزين والديزل حيث أثر توقف عدد من المصافي على المعروض. كما شنت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيرة على مصفاتين للنفط في جنوب روسيا  ، مما أدى إلى نشوب حريق في مصفاة إيلسكي. وكانت مصفاة أفيبسكي، الواقعة أيضا في منطقة كراسنودار كراي، على الحدود مع شبه جزيرة القرم على البحر الأسود وساحل بحر آزوف، المنشأة الأخرى التي تعرضت للهجوم.

وزادت روسيا صادراتها من الخام في فبراير عن المقرر في اتفاق أوبك+ وذلك في أعقاب هجمات بطائرات مسيرة، وانقطاعات في مصافيها. كما فرضت وزارة الخزانة الأميركية 16 فبراير عقوبات على ناقلة مسجلة في ليبيريا لانتهاكها الحد الأقصى الذي فرضه تحالف الدول الغربية على أسعار النفط الروسي.

ـ  توقعات الطلب على النفط قوية على المدى الطويل :

قال هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، 13 فبراير ، إن قرار السعودية تأجيل خطط زيادة طاقتها الإنتاجية لا ينبغي تفسيره على أنه تقييم بأن الطلب على الخام يتراجع.

وقال الغيص في تصريحات لوكالة اعلامية في دبي على هامش القمة العالمية للحكومات: "أولا أريد أن أكون واضحا أنني لا أستطيع التعليق على قرار سعودي، ولكن هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يساء تفسيره على أنه وجهة نظر بأن الطلب يتراجع".

ووجهت الحكومة السعودية في 30 يناير 2024 شركة النفط الحكومية أرامكو باستهداف طاقة إنتاجية مستدامة قصوى عند 12 مليون برميل يوميا أي أقل بمقدار مليون برميل يوميا عن الهدف المعلن في عام 2020 والذي كان من المفترض الوصول له في 2027.

وقالت مصادر لوكالات اعلامية إن تراجع المملكة المفاجئ عن خطتها للتوسع في إنتاج النفط كان قيد الإعداد على مدار ستة أشهر على الأقل وبناء على تقييم وجد أنه لم تكن هناك استفادة مادية من الكثير من الطاقة الفائضة للمملكة. ورفعت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط على المديين المتوسط والطويل في توقعاتها السنوية التي نشرتها في أكتوبر 2023 . كما توقعت المنظمة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 116 مليون برميل يوميا بحلول عام 2045، أي أعلى بنحو ستة ملايين برميل يوميا من تقرير العام السابق، مع نمو تقوده الصين والهند ودول آسيوية أخرى وأفريقيا والشرق الأوسط.

وقال الغيص: "إننا نؤكد ما نشر في أحدث توقعاتنا ولدينا اعتقاد راسخا بأنها توقعات قوية". ومن المقرر أن تصدر أوبك نسخة 2024 من التوقعات في وقت لاحق  من هذا العام، وقال الغيص إنه سيتعين علينا "الانتظار" حتى سبتمبر أو أكتوبر 2024  عندما يحين موعد إصدارها لمعرفة ما إذا تغيرت التوقعات. وقال "لكننا نعتقد حاليا أن تقديراتنا صحيحة وقوية للغاية". وتابع "كثير من الدول في العالم تتراجع وتبطئ وتعيد التفكير في أهدافها الخاصة بتحقيق صفر انبعاثات وهذا سيخلق المزيد من الطلب على النفط على المدى الطويل".

ـ خروج أنجولا :

قال الغيص أيضا إنه ليس قلقا بشأن انسحاب أنجولا المعلن عنه في ديسمبر 2023 من المنظمة.وأضاف أنها: "ليست المرة الأولى التي يغادر فيها عضو من المنظمة لاعتباراته الخاصة... تركنا أعضاء وانضم آخرون، وشهدنا أيضا خروج بعض الأعضاء ثم انضمامهم مرة أخرى، لذا فأنا لست قلقا للغاية بشأن ذلك".

وقالت أنجولا في 21 ديسمبر إنها ستنسحب من أوبك، وهو قرار أدى إلى انخفاض أسعار النفط في ذلك الوقت، وقال بعض المحللين إنه أثار تساؤلات حول وحدة أوبك وتحالف أوبك+ الأوسع. وقال الغيص إن أنجولا مرحب بها للانضمام مرة أخرى إذا رغبت في ذلك في المستقبل. ولفت الغيص إلى أن طبيعة تخفيضات الإنتاج التي تنفذها أوبك+، التي تضم الدول الأعضاء في أوبك وحلفائها ومنهم روسيا، وكونها طوعية تعكس مرونة المنظمة.مضيفا في الوقت الحالي ربما تكون هذه هي الطريقة الأنسب".

واستكمل "الخفض الطوعي هو قرار سيادي من قبل دولة ما لتعديل إنتاجها. إنه يظهر المرونة المتأصلة في نهجنا وأن لدينا عددا من الوسائل والسبل لتحقيق استقرار في السوق".


أخبار مرتبطة
 
24 أبريل 2024 3:33 متحالف صيني يرغب في إنشاء مدينة نسيجية متكاملة باستثمارات 300 مليون دولار23 أبريل 2024 3:14 موزير المالية: زيادة مخصصات الأجور إلى 575 مليار جنيه في العام المالي الحالي22 أبريل 2024 2:33 متوقعات صندوق النقد الدولي بارتفاع النمو العالمي في 2024 إلى 3.2%21 أبريل 2024 3:12 ملقاءات وزير المالية على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن17 أبريل 2024 9:43 صواشنطن: التحديات الدولية والإقليمية وتأثيرها على الأسواق الناشئة محاور مناقشة المشاط ومسئولي البنك الدولي15 أبريل 2024 2:34 ممفاعل الضبعة سيحل أزمة انقطاع الكهرباء بمصر وبدء إنتاج الطاقة بداية 202714 أبريل 2024 3:39 مبطاريات الطاقة الشمسية لتخزين الكهرباء7 أبريل 2024 1:23 مالدولة وضعت الحد الأقصى للاستثمارات العامة بتريليون جنيه لإفساح المجال للقطاع الخاص2 أبريل 2024 1:24 مالتيتانيوم .. السلاح الروسي الذي لا يعرفه احد31 مارس 2024 1:04 مأزمة أدوية تضرب العالم.. 26 دولة أوروبية أبلغت عن نقص في الأدوية في 2023

التعليقات