مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
22 مارس 2023 4:46 م
-
هاجس الافلاس.. وقلق الانهيار

هاجس الافلاس.. وقلق الانهيار

هاجس الافلاس.. وقلق الانهيار

بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي

هذا الهاجس ، وهذه الضوضاء،  التي تحيط بوسائل الاعلام العالمية  تذكرني بايام بداية انتشار كوفيد 19 .. انه الحديث عن موجة الافلاسات المتتالية التي تشهدها البنوك خاصة البنوك الامريكية مع مخاوف تحوم الان حول امكانية الوقوع في سيناريو مشابه لازمة 2008 .

هذه المخاوف ترجمت الكثير من الردود وتولدت منها الكثير من الاراء المنمقة بسيل اطمئنان للعملاء تحت مسمى ان اساس هذه البوك قوي جدا ولا يمكن في اي حال من الاحوال ان تطاله رياح الافلاس .

اثر هذه الرياح العاتية تصب في جوهر الاقتصاد بالدرجة الاولى ليكون النفط على سبيل المثال اكثر المتضررين  من هذه الازمة ، تراجع 11.8 % خلال الفترة من 10 مارس الجاري وحتى تداولات العشرين منه لتهبط الأسعار إلى أدنى مستوى في 15 شهرا بتداوله عند 70.7 دولار للبرميل  .

ما اراه من حتمية هذه النتيجة لهذا التراجع سببها الرئيسي ضبابية السوق العالمية من جهة و مخاوف من ان تؤدي أزمة القطاع البنكي العالمي إلى ركود اقتصادي من شأنه أن يقود إلى تراجع الطلب على الخام اضف اليها  مخاوف من احتمالية رفع لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع من جهة اخرى .

أزمة البنوك العالمية هذه ألقت  بظلالها على الأسواق المالية والأصول حول العالم، منذ انطلاق الشرارة بانهيار بنك سيلكون فالي الأمريكي قبل عشرة أيام، ليتعثر بعدها العملاق السويسري"كريدي سويس" الذي انتهت معاناته باستحواذ بنك يو بي إس أكبر بنك في سويسرا عليه في صفقة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار.

المعروف ان مصرف سيليكون فالي SVB الذي أعلن عدم قدرته على قبول سحوبات العملاء ما كان من ضمن صلاحياته  تمويل الشركات الناشئة حتى نهاية 2022، كانت لديه أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع تبلغ 175.4 مليار، ولم يكن مصرف سيليكون فالي مجرد بنك للشركات الناشئة المدعومة برأس المال الجريء، بل كان المصرف الأكبر بحصة تتجاوز 50 % من شركات رأس المال الجريء.

السؤال كيف وصل الامر الى هذا الوضع القاتم ؟

السبب يدور جله حول نقطة فريدة وما الت اليه الشركات المثقلة بالديون لنجد على سبيل المثال في المانيا فيما اعلنه مكتب الاحصاء الاتحادي ان المحاكم المختصة سجلت 14 ألفا و590 حالة إفلاس شركات في 2022، بزيادة قدرها 4.3 %، مقارنة بـ2021.وهذا الرقم غير طبيعي يفسر ان هناك خللا ما  في المنظومة المالية التي تتبعها المانيا .

 الذي اود ان اوضحه ان سيناريوهات الافلاس المتتالية لها في الجانب الاخر وقف لخطة رفع اسعار الفائدة .. وهنا ياتي دور البحث حول السبب ان لم اقل الاسباب الكامنة وراء هذه الموجة من الافلاسات المتتالية .

 من الممكن ان نقول ان السبب الاول يعود في الاساس الى ارتفاع الديون خاصة بالنسبة للشركات التي تدعمها الدولة،  وحديثي هنا منحصر على بعض من دول اوروبا  .. ثانيا هذا الدعم الحكومي الذي تبنته الدولة ولنقل المانيا على سبيل المثال قاد البنوك الى الافلاس خاصة مع ارتفاع الفائدة  وثالث هذه الامور البيئة الاقتصادية التنافسية نفسها اوالتغييرات في بيئة الأعمال بالبحث باستمرارعن أسواق جديدة وبالتالي الللجوء الى شكل جديد من الهيكلة والذي ترتب عنه حتما تغير خطوط الانتاج بما يتماشى ونهج التغيرات الجديدة.. ثالثا سرعة تداعي التسرب المالي كما حدث مع البنك الامريكي وعجزه عن تامين نفسه في الحصول على راس مال جديد .. كل هذه الاسباب مجتمعة في خطوط عريضة اجدها عواملا رئيسية ساهمت في عمليات الافلاس الحتمية لهذه البنوك التي تاجلت مع كوفيد 19 . ، وليس  كما يقال عنها انها موجة تشبه ما حدث في 2008.

اود ان اشير الى ان هناك  عوامل مهمة ساعدت على إعلان هذه الشركات إفلاسها، مثلا ألمانيا تواجه خطر أزمة اقتصادية واجتماعية. وتخطط لإنفاق 200 مليار يورو لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة ، في الوقت الذي تخوض فيه البلاد غمار أزمة الطاقة التي تمر بها أوروبا وقد تتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أيضا. 

اهم ما تعيشه ازمة البنوك عالميا ارى عربيا  ان هذه الازمة لها تاثير مباشر    على الاقتصاد الحقيقي وليس على الأسواق المالية، وهذا ما يستوجب ايجاد حلول سريعة بما يتماشى والواقع الراهن من اجل التكيف مع  الأزمات المتكررة .

وما اجده في تصريح  منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي في رفع  توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي في 2023 و2024 بفضل تراجع التضخم وإعادة فتح الأسواق الصينية،  أن النمو يبقى هشا في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجهها بعض المصارف.

 

 

 

 

 



التعليقات