مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
22 أغسطس 2023 12:17 م
-
عيون العالم نحو جوهانسبرج

عيون العالم نحو جوهانسبرج

عيون العالم نحو جوهانسبرج 

بقلم – الدكتور خالد الشافعي 

اسبوع مختلف بما يحمله من متغيرات اقتصادية عالمية يشهدها اجتماع جوهانسبرج في الفترة من 22 أغسطس إلى 24 أغسطس  في قمتها الخامسة عشرة لرؤساء الدول والحكومات ،انه الحوار الساخن من اجل ارصاء  قواعد  الهدف منها  كيفية تحويل دول البريكس، والتي تمثل ربع الاقتصاد العالمي، إلى كيان جيوسياسي عظيم يتمكن من موازنة الهيمنة الغربية.

هذا التجمع الاقتصادي الذي يضم كل من البرازيل ،روسيا ،الهند ،الصين وجنوب أفريقيا. قوة الاقتصادات الناشئة يناقش على طاولة الحوار مجموعة من النقاط المحورية تتمثل في خمس نقاط..  اولها منظور مشترك للنظام العالمي، الثاني توسع التكتل وذلك من خلال اربعين دولة ترغب في الانضمام الى التكتل ،الثالث تعزيز العلاقات مع افريقيا كقارة محورية، فيما يتمثل المحور الرابع البنوك والتمويل من خلال تقديم بديل للدولار ومؤسسات بريتون وودز "وللعلم ان

اتفاقية بريتون وودز (Bretton Woods Agreement Forex Markets) تهدف إلى إيجاد نوع من الثبات في السياسات النقدية وأسعار الصرف بين دول العالم عبر وضع البنية التحتية لتنقل رؤوس الأموال بين الدول كأساس لتسهيل التجارة العالمية. اما الخامس والاخير يتناول قضية  تغير المناخ عبء الاحتباس الحراري .

والذي اود ان اقوله ان العالم على اعتاب مرحلة اقتصادية تاريخية جديدة  لجعل نهاية لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.. انه بالفعل  مخاض عالم متعدد الأقطاب تجمعه  هدف واحد في كيفية ايجاد نظرة مشتركة لمصير مشترك  لنظام عالمي جديد تتحد من خلاله  جل القارات بولادة نموذج اقتصادي غير الذي يفرض نفسه حاليا والمتجه في الاساس الى خدمة الكثير من القوانين والشروط الا انه وفي واقع الامر لا يلتزم بها دفاعا عن مصالحه واقصد بذلك الولايات المتحدة وحلفائها.

الامر المختلف الذي اجده في هذا الاجتماع لما  تشهده الساحة الاقتصادية والتجارية العالمية من تطورات جيوسياسية شديدة الخطورة واكثر ما يميزها المناقشات الساخنة مع الدول التي تسعى للانضمام للتكتل اما بشكل رسمي او كشركاء... النقطة المهمة  هنا ان بعضا من المخاوف خاصة من دولة مثل البرازيل من ان يكون لهذا التوسع فيه اضعاف لجوهر المجموعة "بريكس".

في حين اجد في هذا التكتل خاصة بالنسبة لروسيا والحريصة على التخفيف من عزلتها الدبلوماسية بعد ازمة اوكرانيا توسعا نحو جنوب القارة الافريقية في وقت لم ترس فيه الهند رايا نهائيا لتأييد العضويات الجديدة ،اما الصين وكعادتها تؤمن بمبدا السرعة فهي تسابق الزمن في عملية التوسيع لتقوية نفوذها الجيوسياسي.

النقطة المحورية التي يدورحولها النقاش تعزيز العلاقات مع القارة  السمراء والتي تبرزبالفعل كونها  نقطة محورية لتحركات القوى العالمية. واود ان اقول ان ما تقدمت به وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، على التزام دول بريكس بأهمية "تلبية احتياجات الأغلبية، ولا سيما الجنوب العالمي" يترجم بالفعل  التوجه المعاكس للهيمنة الغربية الحالية .

النقطة الاكثر اهمية ان لم اعتبرها نقطة جوهرية البنوك والتمويل المالي وعليه ان بنك التنمية الجديد الذي أسسته مجموعة دول بريكس يسعى لإصدار أول سندات بالروبية الهندية بحلول أكتوبر. القادم

في احتمالية طرق أبواب السوق الهندية -الروبية- مع التفكير بجدية في استخدام عملات الدول الأعضاء في تمويل مشروعات بهذه العملة في دولة أخرى عضو بالمجموعة. على سبيل المثال ان يستخدم اليوان الصيني لتمويل مشروع في جنوب إفريقيا بدلا من الدولار حسب ما قاله . فلاديمير كازبيكوف في مؤتمر صحفي.

للاشارة ان بنك التنمية الوطني تأسس عام 2015، الإنجاز الأكثر واقعية لدول بريكس، الهدف تحويل هذه القوة الجديدة الى ثقل موازن للغرب.

اجد في مشكلة المناخ الحالية والتي ظهرت اثارها السلبية على كل دول العالم  بارتفاع درجات الكوكب الغير مسبوقة ان دول بريكس نفسها تساهم في نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومن هنا أقر المسؤولون بشأن تغير المناخ، تاكيدهم أن عبء الاحتباس الحراري يقع أكثر على عاتق الغرب الثري.

اقول ان قمة  جوهانسبرج،  يعلق عليها امال كبيرة بان يقدم هذا  التجمع رؤى وقرارات من شأنها أن تؤثر على الديناميكيات الاقتصادية العالمية في السنوات القادمة.و ان يكون الهدف من توسيع المجموعة "البحث عن بدائل" لتوازن القوى العالمية الحالية .

والكل ينتظر البيان الختامي وماذا تسفر عنه الساعات القادمة .

 



التعليقات