مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
2 أكتوبر 2023 1:43 م
-
الامن المائي للقارة السمراء.. ربط نهرالكونغو بنهر النيل

الامن المائي للقارة السمراء..  ربط نهرالكونغو بنهر النيل

 بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي

بينما كانت هناك دراسة لانشاء خط سكة حديد بالكونغو اكتشفت الشركة التي يمتلكها المستثمر المصري إبراهيم الفيومي ان تنفيذ المشروع يحتاج الى المرور على  22 رافدا نهريا، ونظرا لعدم وجود اي شكل من الدراسات لطبيعة هذه الروافد كان ولابد من الاستعانة او تحويل واقع المشكلة الى هيئة المساحة الجيولوجية والثروة المعدنية المصرية من اجل القيام بعمل الخرائط والأبحاث اللازمة.

 ومن هنا .. جاء ميلاد فكرة ربط نهر الكونغو بنهر النيل حيث اكتشف نائب رئيس هيئة الثروة المعدنية د. عبد العال حسن وجود تلامس بين حوض نهر النيل ونهر الكونغو

وكانت بداية دراسة الموضوع...  فكرة بالفعل خارقة لما لها من  تأثير بالغ في الدفع بالتنمية في مصر والكونغو.

التفاصيل كثيرة حتى ظهر المشروع الى النور ...  اما المفاجاة ان روسيا والصين عرضتا تمويل ربط نهر النيل بنهر الكونجو وهذا معناه ان مصر تستطيع ان تحصل على فائض من المياه وتؤمن امنها المائي لمدة 100 عام مستقبلا .

ان وفرة مياه نهر الكونغو وزيادته عن حاجة البلاد الغنية بالأمطار الاستوائية المتوافرة طوال العام جعلت شعب الكونغو من أغنى شعوب العالم بالموارد المائية اذ ان نصيب الفرد من المياه في الكونغو بصل الى 35000 متر مكعب سنويا بالإضافة إلى ألف مليار متر مكعب سنويا تصب في المحيط.

ولمن لا يملك معلومة عن نهر الكونغو(زائير سابقا)،  يعد ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل، وأولها من حيث مساحة الحوض وثاني أكبر نهر في العالم من حيث التدفق المائي بعد نهر الأمازون حيث يلقي هذا النهر ما يزيد عن ألف مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلسي حتى أن المياه العذبة تمتد لتصل إلى مسافة 30 كيلو متر داخل المحيط. اما نهر النيل يعتبر أطول أنهار الكرة الأرضية، إجمالي طول النهر 6650 كيلومتر (4132 ميل). يغطي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كيلومتر مربع ويمر مساره بعشر دول إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل .

 بطبيعة الحال انا لا اعرض الشكل الجغرافي للنهرين...  لكن لابد ان نستعرض الفكرة من واقع  استثماري اقتصادي بالدرجة الاولى وبداية اود ان اقول ان من اهم مميزات المشروع  انه يوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا والتي  توفر بدورها  زراعة 80 مليون فدان في زيادة  بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية. من جهة اخرى ، ان المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو الديمقراطية طاقة كهربائية  تكفي أكثر من ثلثي قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أي عشر أضعاف ما يولده السد العالي. أي ما قيمته إذا صدر لدول أفريقيا حوالي21 مليار دولار. ومن ناحية اخرى ان المشروع يوفر ايضا  للدول الثلاثة  320 مليون فدان صالحة للزراعة.  اضف اليه ما  يوفره من  ثروة سمكية هائلة باعتباره  موطن لأنواع عديدة من الأسماك،  اذ يخلق نظاما بيئيا غنيا جدا بتنوعه الحيوي .

تنفيذ المشروع سوف يتضمن إنشاء شبكة طرق والمسارات التي يمكن من خلالها ربط مدينة الإسكندرية بمدينة كيب تاون لربط شعوب القارة الإفريقية من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها من خلال خط سكك حديدية.

كما  إن تنفيذ المشروع سيتم على عدة مراحل بمدة  تستغرق 24 شهرا بتكلفة 8 مليارات جنيه مصري وهي تكلفة محطات الرفع الأربع لنقل المياه من حوض نهر الكونغو إلى حوض نهر النيل، بالإضافة إلى أعمال البنية الأساسية المطلوبة لنقل المياه.

ولو نظرنا الى  مجموعة الاسباب   لربط النهرين  والتي ستعود حتما بالرخاء على هذه الدول ، البداية  من هذه الامور  .

ان  المشروع سيعود  بالفائدة المشتركة بين الدول المشتركة حيث تقدم الكونغو المياه مقابل قيام مصر بتقديم الخبراء والخبرات لتطوير مجموعة من القطاعات في الكونغو وخاصة على صعيد توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية اذ سيجعل الكونغو من أكبر الدول المصدرة للطاقة في العالم ويحقق لها عائد مادي ضخم من توليد وتصدير الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء لمصر والكونغو والسودان والنقل النهري بين بلدان الحوض الجديد.

 الامر الاخر حل مشكلة مصر المستقبلية التي تتنبأ بقلة المياه وشحها في الأعوام الخمسين المقبلة. اضف اليها ان قيام السودان بتخزين ما يحتاجه من الماء في خزانات عملاقة أو إنشاء بحيرة عملاقة لتحويل المياه الاضافية للاستفادة منها ثم توليد وتخزين المياه الكونغولية الغزيرة التي ستوفرها القناة.

الامر الاهم ان عدم وجود نص واحد في القانون الدولي أو في اتفاقيات دول حوض النيل يمنع إقامة تلك المشروع إلا في حالة واحدة إذا عارضت أو رفضت الكونغو المشروع، بل على العكس هناك بند في القانون الدولي يسمح للدول الفقيرة مائيا مثل مصر أن تعلن فقرها المائي من خلال إعلان عالمي وفي تلك الحالة يحق لمصر سحب المياه من أي دولة حدودية أو متشاطئة معها غنية بالمياه والكونغو وافقت على فكرة المشروع ولم تبدي أي اعتراض. الامر الاخير  ان تلك الموارد المائية الضخمة تستطيع توفير المياه لزراعة مساحات شاسعة من الأراضي مع توفر كمية هائلة من المياه يمكن تخزينها في منخفض القطارة بدلا من الماء المالح الذي يهدد خزان الماء الجوفي في الصحراء الغربية ونسبة التبخر من منخفض القطارة ستزيد من كمية هطول الأمطار في الصحراء الغربية.

 الكثير ممن  يتفق على ان  الكونغو  فرصة واعدة للغاية  هل من الممكن ان يشكل هذا  المشروع حلم  لقاء قطار بريكس ما بين مصر وروسيا والصين الى وسط افريقيا وينفذ البريكس ثورة صناعية كبرى بقيادة مصر

 

 



التعليقات