مقال رئيس المركز


الفيس بوك
 
كتب فاطيمة طيبى
25 ديسمبر 2023 1:43 م
-
التعليقات
حرب الممرات التجارية

حرب الممرات التجارية

 حرب الممرات التجارية

 

بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي

اربكت الحرب في غزة بوصلة القوى العظمى بالعالم ، وها هي ذي تغير وفي منتصف الطريق اتجاه مخططاتها ، امريكا  بعد سيناء تتجه الى جنوب البحر الاحمر وتحديدا الى باب المندب وكل الشواهد والتقارير تصف هذا الوجود بالدخيل والغير المسبوق في مياه الخليج العربي ،بالتاكيد ليس الهدف من هذا التواجد ما تقوم به جماعة الحوثي انما هو في واقع الامر محاربة لطريق الحرير.

تتغير فحوى السيناريويات في المنطقة حسب لغة المصالح..  وليس بالزمن البعيد كانت جماعة الحوثي تشن حربا على  مكة المكرمة وبيت الله الحرام من اجل خدمة مصالح ايرانية، ولا اعتقد انه فجاة استيقظ وحش مناصرة القضية الفلسطينة بداخلها عنوانه " غطاء المصالح الغربية" .

هذه الصحوة المزعومة كبدت الكثير من شركات الشحن والسفن مبالغا طائلة حتى ان بلومبورغ  في تقريرلها افادت بان قرصنة الحوثي ادت الى تعليق ثلث الملاحة في البحر الاحمر وقناة السويس والتي تقلص ايرادها الى النصف في شهر ديسمبر من هذا العام  بعد ان حققت اعلى ايرادتها في التاريخ  بتجاوزها ما قيمته 15 مليار دولار غير ما حققته المنطقة الاقتصادية من جذب للاستثمارات المختلفة ..

الامر هنا لا يحتاج الى تفسير فالوضع متفق عليه  بين امريكا وايران والحوثيين للسيطرة على باب المندب العربي وكما قلت الهدف طريق الحريرر الصيني .

تجدر الاشارة انه ومن مملكة البحرين ظهر اعلان وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن جاء فيه بانه تم تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة هذا التحالف الذي يضم كل من امريكا مملكة البحرين فرنسا ايطاليا وبريطانيا وهولندا والسيشل .

سيناريو اخر لاضفاء شكل جديد من الضبابية لاخفاء اهداف مطامع الدول العظمى في المنطقة والا كيف نفسر ان القوة الموجودة حاليا تابعة لامريكا وها هي ذي تعزز تواجدها بالاسطول السادس في شرق المتوسط ناهيك عن  الاسطول الخامس في جنوب المحيط .

الموقف اصبح واضحا للعيان لكن ما تخبئه الايام القليلة القادمة انه سيكون هناك ازمة في سلاسل التوريد وهنا مربط الفرس .. فامريكا تريد تغيير مسار التجارة العالمية وتترك بلمساتها العبثية مسارا جديدا لهذه التجارة التي تجمع بين القارات منذ 1850 قبل الميلاد .. انه بالفعل عمل ابتزازي استعماري .

الاحداث تزداد تعقيدا ولغة التحالف السياسات المتغيرة اثبتت عدم صلاحيتها لفترة طويلة انما استمراريتها تتارجح دائما بين حجم المصالح ولا شيء غير المصالح .

من هذه المخاوف التي تشهدها شعوب المنطقة مصر عرفت ان القوي من يدافع عن نفسه بقوة وهذا ما استدعى تطوير تسليحها حتى لا تكون مطمعا من جهة وفرضا لاملاءات اجنبية من جهة اخرى ، وهنا اقصد ما اعلنت عنه جريدة " لاتريبين الفرنسية" التي نشرت تفاصيل عن سير المفاوضات بين مصر وفرنسا  حول صفقة 6 غواصات نووية دفعة واحدة  اسطول من الغواصات سيضاف الى الاسطول البحري المصري بالاضافة الى تفاصيل هذه الصفقة .

" تكنيكول روبورت" الموقع المختص بالشئون العسكرية نشر ولاول مرة تلك المفاوضات مع فرنسا، الذي اود توضيحه ان هذه الصفقة ستغير بالفعل من واقع و خريطة القوى بالاقليم وقد ابالغ لو قلت في العالم ايضا .

وعلى حسب معلوماتي ان هذه الغواصة تعتبر من اكفأ ما انتجته شركة نوفال الفرنسية والتي اشترت منها مصر فيما مضى فرقاطات اكوافريم وفرقاطات ـ جو ان ـ  وللعلم ان هذه الشركة متعددة الجنسيات وحصة فرنسا بها ما يعادل 62% هذه الغواصة من طراز باناكوفا اي  هذا معناه انها غواصة نووية وتعمل بالطاقة النووية ولديها مفاعل صغير على متن الغاصة نفسها وما تتميز به ايضا ان لديها منصات اطلاق صواريخ ورؤوس نووية دقيقة التوجيه وهي من فئة ما يسمى بغواصات المياه الزرقاء اي القادرة على العمل في اعماق البحار، ايضا كونها متعددة المهام ودورها الرئيسي مرافقة الاسطول وحمايته فهي تستطيع ضرب الاهداف البحرية سواء سفن او غواصات او ضرب الاهداف الجوية وايضا ضرب الاهداف البرية بالاضافة الى دورها في زراعة الالغام والاستطلاع والاستخبار الالكتروني وجمع المعلومات والوصول الى كل الاهداف المتنوعة لما تمتلكه من حزمة تسليحية متنوعة مرعبة جدا تصل الى 34 سلاح متنوع ما بين توربيدات ثقيلة وقاذفات اطلاق عمودية وصواريخ متوسطة وبعيدة المدى ايضا فهي دقيقة التوجيه لها رادارات حديثة تمكنها من تتبع 50 هدفا والتعامل معهم في وقت واحد وايضا لها  نظام متطور يقوم باطلاق شيرات طواعية لتضليل التوربيدات المعادية فالغواصة مزودة ايضا  بطائرة بدون طيار يتم اطلاقها لجمع المعلومات، كما انها مزودة بغواصات حمل الضفادع البشرية بقدرة 60 فردا مرة واحدة ولها ميزة  اخرى ان تبقى مدة 3 شهور كاملة دون الطفو على السطح او التزود بالمؤن والوقود . تقرير تيكنكال روبورت يقول ان مصر ستدفع ما قيمته اربعة مليار يورو نظير هذه الصفقة ..

طبعا هذا يفسر ما قمت بعرضه عن مؤامرة الحوثي و الغرب وان هذه الصفقة ستمكن ان تكون لمصر القوة التي لا يستطيع احد ان يستهان بها من جهة وان تكون القوة التي يخافها الغرب وغيره في اننا نستطيع حماية مقدراتنا خاصة من جهة اخرى  بعد ما كشف عنه مسرح الاحداث الجوسياسية الاخيرة سواء اوكرانيا او غزة وحتى السودان .. وما دمت مستهدفا اذن لابد ان تكون لك لغتك الخاصة لتغيير موازين الرؤى وارجع واقول ان قانون القوة اهم من القانون الدولي الذي اصبح اشبه بضباب يخيم على الافق..   والاحداث ترد على اسئلة الكثيرين من المواطنين ..

 لماذا مصر تشتري كل هذا السلاح "هو احنا داخلين حرب ؟ "

 

 

 

 



التعليقات