مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
20 فبراير 2024 2:16 م
-
"رأس الحكمة".. مشروع القرن ومستقبل صناعة السياحة في مصر

"رأس الحكمة".. مشروع القرن ومستقبل صناعة السياحة في مصر

"راس الحكمة".. مشروع القرن ومستقبل صناعة السياحة في مصر

بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي

رأس الحكمة.. أحد مشاريع القرن في مصر ومن أكبر المشاريع العملاقة المستقبلية، للصناعة السياحية المصرية والتي أنقذت الجنيه وقد تنقذ الاقتصاد ايضا ، جلبت مع أول خطوة عشرات المليارات، لكنها بالمقابل أثارت الجدل الكبير هذا الجدل الذي لا اريد الخوض في تفاصيله على قدر ما اريد ان ابرز كيف ان مثل هذا المشروع الضخم  جاء ضمن مخطط التنمية من خلال الشراكة مع كيانات عالمية والتي تعيد للمنطقة ولمصر على وجه الخصوص وجهها السياحي الحقيقي كاحد المقاصد السياحية على البحر المتوسط والعالم.  اضف اليه انه ومن خلاله يتم تحقيق مجتمع حضري مستدام في تناغم مع طبيعة الموقع المنفرد ما يوفر مجموعة من الخصائص للانشطة الاقتصادية التي تتناسب والمجتمع المدني .

النقطة الثانية..  يسوقني الحديث الى ما  تداولته الكثير من الصحف بمصر عن فوائد خطط الحكومة والشركات الاماراتية  من اتمام هذا الاتفاق من خلال الاستفادة من مدينة راس الحكمة في الساحل الشمالي . والذي سينتج عنه ضخ  مليارات الدولارات في البنك المركزي المصري تقدر بنحو 22 مليار دولار.. مدينة رأس الحكمة جزء من مخطط الدولة المصرية 2052  لتنمية الساحل الشمالي، كما ارى ان هذا الاتفاق يجعلنا نتوقع زيادة في المعروض الدولاري النقدي في البنوك وتوفير جزء من احتياجات الأسواق خاصة للأغراض العاجلة وهو ما سيخفف الضغط على الدولار في السوق الموازي ..

وهنا لابد ان اشير لنقطة مهمة، ان لنوعية الاستثمار اتجاهان متوازيان الاول منه ما يعود على الدولة الداعية للاستثمار بالمكسب الوفير او بالتراجع والخسارة .. والثانية..  ان صور الاستثمار في حد ذاتها متعددة ومتلونة والتي من الممكن ان تتم بنظام ما يسمى بحق الانتفاع .

حق الانتفاع هذا  يلقى استحسانا  لدى رجال الاقتصاد، واوضح ، ان المستثمرفي اي من المشاريع العملاقة المطروحة لابد وان يحسبها من جانب العائد الذي يؤول اليه من خلال هذا الاستثمار او كما نسميه المردود الربحي النهائي ، من جهة  وايضا العائد الربحي الذي يعود علينا من خلال هذا المشروع  من جهة ثانية . وهنا لابد ان اطرح فكرة الاستدامة والتي تضمن من خلالها حقوق الاجيال القادمة على ان لا تكون هذه المشاريع وقتية لحل ازمة راهنة ، بل لابد ان تحمل صفة الاستدامة ، وهذا ما يدفعي للتعرض للنقطة الموازية ردا على ما اشيع بان هذا المشروع قد تم بيعه للجانب المستثمر وانا استبعد هذه الفكرة لسبب بسيط ،   لتنفيذ اي مشروع لابد وان يطرح للمناقشة اولا ليتم تنفيذه من خلال شركة  تابعة للقطاع الخاص بنظام يسمى ـ البناء والتشغيل والتحويل والمعروف اختصارا بـ " BOT" ـ أﺣﺪ اﻷدوات اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات . إذ ﻳﻘﻮم اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﺑﻤﻮﺟﺐ هذا اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ وﺗﻤﻮﻳﻞ وﺗﺸﻴﻴﺪ وﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﻤﺸﺮوع، بدلا من الحكومة والانتفاع  بعوائده لمدة محددة تعود بعدها ملكية المرفق لتحول أﺻﻮله   ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ . واذكر على سبيل المثال مشروع  مدينة ثقافية يتم بناؤها بملحقاتها من خدمات اجتماعية مطاعم وكافيهات على ان يعود جزء من الدخل للموازنة العامة ، وهذا ما يجري على مشروع راس الحكمة  .

اقول انه حين قيام المستثمر الاجنبي باي من المشروعات المستدامة ليس بالضرورة ان يتملك داخل مصر بل وجوده مرهون بفكرة الاستدامة نفسها  التي تحقق مصلحة الاجيال الحالية دون التفريط في حق الاجيال القادمة .

الجانب الاخر ان اهمية راس الحكمة كونها  منطقة تزخر بمقومات السياحة الثقافية والتاريخية التى تظهر فى مقابر الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية، وهذا النمط من السياحة يشجع على إقامة سياحة المهرجانات والاحتفالات ، استرجاعا للأحداث التاريخية التى شهدتها هذه المناطق على غرار الصوت والضوء بالاهرامات والتي ستساعد على جذب ثلاثة ملايين سائح سنويا من خلال التركيز على سياحة اليخوت والسياحة الشاطئية والبيئية والصحراوية.

في النهاية..  الحكمة  تقول :"  لابد وان يتم مراعاة اهمية التوازن بين مصلحة المستثمر والمصلحة القومية للدولة في جميع المواقف وان اختلفت وتعددت  .

 



التعليقات