مقال رئيس المركز


كتب فاطيمة طيبى
15 يونيو 2023 12:24 م
-
مصر .. تدخل اقتصاد الخدمات وبقوة

مصر .. تدخل اقتصاد الخدمات وبقوة

مصر .. تدخل اقتصاد الخدمات وبقوة

 

بقلم ـ الدكتور خالد الشافعي

أقول اننا في مصرالرؤيا الاقتصادية مختلفة نوعا ما لما يعيشه العالم بعد توابع زلزال كورونا، والمقصود هنا، ما ادلى به محافظ البنك المركزي في ان للازمة الحالية انفراجة مع بداية السنة القادمة لكن يبقى للشارع المصري رأي آخر محاط بكثير من الترقب والقلق.

حينما يرى ارتفاع الاسعار وما شابه ذلك أضف الى قلة الوعي لبعض من الفئات الاجتماعية التي لا تدرك تماما معنى فلسفة الدولة والاستقرار ولا أريد الخوض في هذا المجال وان افتح  قوسا لذكر ما تم في العشر سنوات الاخيرة بعد سبات دام ايضا لسنوات اخرى مثلها قد تزيد عن النصف قرن.

الذي أود ان اشير اليه ان الكثير من الدول العظمى والامثلة كثيرة، دخلها الاكبر من ما يسمى بـ "اقتصاد الخدمات" لذلك مصر في الوقت الحالي تبني لتكون المركز الاقتصادي الضخم الذي لن يعجب الكثير من الدول محاولة وبكل قوة ان تصبح الاقتصاد السابع عالميا.

لذلك السؤال الذي أود ان اشرحه كيف من الممكن ان يتقدم ترتيبك والكل يبحث عن تطوير الصناعة ؟ بالفعل مصر انشات مصانع، وفي الخط الموازي تعمل وعن كثب في صناعة الخدمات وجزء مهم من هذه الخدمات ياتي عن طريق السياحة.

الحكومة لما اتجهت الى اقتصاد الخدمات  قبل العمل على انشاء مصانع ارى ان الفكرة ناجحة، لانه لونظرنا الى بعض الدول امريكا مثلا وهي اكبر اقتصاد في العالم ان ما يعادل 80% من اقتصادها حصيلة مدخولها من الخدمات لذلك ان الدولة تولي اهتماما كبيرا لقطاع الخدمات الامريكي .من جهة اخرى ان الصادرات الامريكية اقل بكثير من وارداتها وما يفسر قوة اقتصادها انها تعتمد وبالدرجة الاولى انها تبيع خدمات كما قلت والتي جعلت من دخلها اكبر دخل بالعالم .

أود ان اضيف أيضا الصين مثلا لها انشطة صناعية عبر دول مختلفة من العالم فالجزء الاكبر من اقتصادها يعتمد في الاساس ايضا على الخدمات ..

لذلك أود ان أشير ان الحكومة في مصر كانت بدايتها بالعمل في الخدمات ثم بناء المصانع ولا استطيع ان اقول ان العلاقة بين الاثنين علاقة تكاملية بقدر ما اقول ان العلاقة بينهما علاقة الزامية يفرضها الواقع الانتاجي والتطور الاقتصادي والمجتمعي.

الذي اود توضيحه ان العالم في الوقت الحالي بدأ يتجه وبصورة واضحة الى اقتصاد الخدمات والسبب الرئيسي وراء ذلك يعود الى أمرين اثنين اولهما ان الحكومة في مصر تعتمد على الامكانيات الواقعية الموجودة بالفعل على ارضها والتي تكون بالضرورة بعيدة كل البعد عن المنافسة الخارجية لاستقلاليتها، من جهة ثانية مصر مركز العالم بكونها تربط بين بحرين وهذا في حد ذاته منتهى القوة ولا يمكن ان تجد في المقابل منافس لامكانيات خاصة بها على عكس لو قامت بنشاط صناعي فهي في هذه الحال لابد من البحث عن الجودة اكثر لتفوز بالمنافسة خاصة لو تكلمنا عن مجال التصنيع مثل الصناعات الثقيلة كتلك التي تعمل بها امريكا او المانيا او الصين على سبيل المثال،لكن في اقتصاد الخدمات فاللعبة لعبتك وانت الوحيد الذي تمتلك قواعد هذه اللعبة.

هناك معلومة لابد ان اشير اليها انه في السنة الماضية كان هناك ما قيمته 31 مليار دولارعائدات من الخدمات توزعت بين 12 مليار دولار خدمات سياحية و 11 مليار دولار للنقل البحري والجوي وقناة السويس اضف اليهم ما قيمته 3 مليار دولار في صورة خدمات تقدمها القنصليات للمصريين في الخارج هذه كلها تاتي على شكل عوائد بالعملة الصعبة تدخل خزانة الدولة .

من وجهة نظري لابد ان نبحث عن سبيل في كيفية تنمية هذا القطاع الحيوي والمهم في اقتصاد مصر. ونصحح بعضا من المفاهيم المغلوطة لدى العامة ان المصانع لوحدها من يحقق عائدا ماديا تنمويا للمجتمع وكثيرا ما نسمع من ينتقد القطار الكهربائي باعتباره مصدرا غير مجد لتحقيق الربح وهذا غير صحيح بالمرة .

فلننظر مثلا لدولة الامارات الشقيقة لا تمتلك مصانعا لكنها في المقابل لديها اقتصاد خدمي متطور جدا موانئ مترامية الاطراف، مراكز لرجال الاعمال وخلافه وكلها تصب في مصلحة الدولة وتطورها والواقع في غنى عن الشرح .

اود ان اقول لابد ان ننظر الى الواقع الاقتصادي المصري بعين وطنية منصفة بعيدة عن ارتفاع الاسعار التي اراها ازمة تمر بها دول العالم كلها ..

وما الذي تم انجازه ..؟  تم تطوير 53 ميناء ولنذكر على سبيل المثال ميناء شرق بور سعيد والذي يعتبر واحد من افضل 10 موانئ في العالم.

الغاية ان تصنع مركزا لوجستيا اي ان تصنع  فكرة ضخمة في ربط الموانئ البحرية بالموانئ الجافة وبالمراكز اللوجستية بالمدن الجديدة يتم ذلك من خلال  القطار الكهربائي  الذي ينقل البضائع من ميناء الى اخر وايضا من مدينة الى اخرى.

اود ان اضيف ان الاهم فوق هذا كله ان تتحول مصر الى مركز تخزين وتوزيع في نفس الوقت لكل البضائع القادمة من اوروبا الى دول اخرى حسب اتفاقيات خدمية تعود عليك بالربح الوفير ولن يكتمل ذلك الا بوجود قطار كهربائي يسهل ويسرع عملية النقل في وقت وجيز وهنا ارد على اولائك الذين ينتقدون وجود القطار الكهربائي  بان هذا مستقبل مصر وسيقدم عائدا لشعب المصري بالمليارات في المستقبل .

وهنا ارجع واقول الصناعة ضرورة لا ننكرها لكن لابد من قطاع خدمي يسندها لذلك لتكملة استراتيجية صناعية قوية لابد ان تاتي دولا مستثمرة  بتكنولوجيا قوية تسمح لك بالدخول لمجال المنافسة وانت مطمئن. بالقيام اولا على انشاء مصانع. طموح مصر ان تكون مركزا وهذا هو السبب الرئيسي من وجهة نظري في الحروب الخارجية ضدها وخلق لها مشاكل من كل جهة .

لكن مصر بالفعل استطاعت ان تختصر الوقت ودخلت في مشاريع عملاقة  تعطلت لسنوات ان كانت زراعية او في الطاقة او السياحة . مصر انجزت 17 منطقة صناعية في 15 محافظة في 10 سنوات فقط .

لذلك اقول ان اقتصاد الخدمات المطورالرئيسي والاساسي لاي تطور اقتصادي وفي ماض ليس بالبعيد كانت سنغافورة دولة فقيرة تحولت الى دولة غنية جدا ببساطة رغم انها لا تملك صناعة الا انها تمتلك ميناء جبار للبضائع وجهاز اتصالات قوى وباختصار دولة مصدر كسبها الوحيد الخدمات فقط .واقتناعا مني ان مصر اهم من سنغافورة بمراحل كبيرة ان كان بالطاقة الضخمة اوالزراعة والصناعة .

الذي أود ان اشير اليه ان جولدمان سيكس صنفت الاقتصاد المصري بانه سيكون ضمن 7 اكبر اقتصاد في العالم، وهذا لم يأت من فراغ .

وختاما ..

لابد ان تلغي من تفكيرك ما يسمى بنظرية المؤامرة.

لا يوجد نظرية مؤامرة.

يوجد حرب شرسة تحاصرك من كل الجهات من أعدائك القريبين والبعيدين.

 

 



التعليقات